كيف تحولت الخطابات المعادية للإسلام إلى سياسة رسمية في الغرب؟
آخر تحديث 18-12-2025 04:58

المسيرة نت| محمد ناصر حتروش: تشهد الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الغربية تصاعدًا متسارعًا في الخطاب المعادي للإسلام والمسلمين، حيث تحول التحريض من تصريحات فردية إلى سياسات رسمية متكاملة تشمل الإعلام والبرلمان والإجراءات القانونية.

ويعكس هذا التحريض استراتيجية صهيونية ممنهجة تسعى إلى تصوير الإسلام كتهديد عالمي، وتبرير فرض سياسات تمييزية ضد المسلمين والمهاجرين في دول الغرب وأوروبا.

وتشير الإحصاءات إلى تأثيرات واضحة على المسلمين في الغرب، حيث سجل مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية أكثر من ثمانية آلاف حادثة عداء للمسلمين والعرب خلال عام 2024، وهو مستوى لم يُسجَّل منذ أكثر من ثلاثة عقود، تشمل هذه الانتهاكات التنمر على الطلاب المسلمين في المدارس، والتمييز الوظيفي، وتصاعد جرائم الكراهية في دول مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا.

ويتزامن هذا التحريض مع غياب أي تحرك فعّال من السلطات الغربية لمواجهة الانتهاكات الصهيونية بحق الفلسطينيين، ما يعكس اعتماد استراتيجية مزدوجة تهدف إلى صرف الانتباه عن الانتهاكات الصهيونية وتحويل الصراع الفلسطيني-الصهيوني إلى صراع ديني وثقافي يبرر سياسات التمييز ضد المسلمين.

ويتضح من المعطيات أن التحريض الأمريكي والأوروبي ضد الإسلام والمسلمين يتجاوز حدود حرية التعبير، ليصبح جزءًا من مشروع ممنهج يهدف إلى السيطرة على الصورة الذهنية للإسلام وإضعاف تأثير المسلمين الاجتماعي والسياسي والثقافي في المجتمعات الغربية.

ويستدعي هذا الواقع تحليلًا معمقًا للسياسات الغربية، وفهم جذور هذه الحملات التحريضية، إلى جانب وضع استراتيجيات فعّالة لمواجهتها على المستويين الشعبي والحكومي، مع التركيز على حماية المقدسات الإسلامية وتعزيز الوحدة والتنسيق بين الشعوب والحكومات في العالم الإسلامي.

في السياق، يرى السفير عبد الله علي صبري أن تصاعد التحريض ضد المسلمين يرتبط مباشرة بالسياسات الرسمية للطبقة السياسية الأمريكية، وليس بمجرد تصريحات فردية للرئيس أو أعضاء الكونغرس، موضحًا أن هذه السياسات امتداد طويل للهيمنة الأمريكية والصهيونية العالمية، مستعرضًا تاريخ العداء الغربي للإسلام منذ الحروب الصليبية وحتى سياسات ما بعد أحداث 11 سبتمبر.

وفي حديثه لبرنامج "ملفات" على قناة المسيرة يؤكد صبري أن الغرب يعامل الإسلام كمصدر تهديد لمصالحه وقيمه، مستشهدًا بتصريحات مستشاري ترامب مثل ستيف بانون ومايكل فيلين، الذين وصفوا الإسلام بأنه "سرطان يجب استئصاله"، لافتًا إلى أن هذه التصريحات تأتي ضمن حملة ممنهجة لتشويه صورة المسلمين واستهداف مقدساتهم، بما فيها المصحف الشريف، لإعادة إنتاج خطاب الحروب الصليبية في القرن الحادي والعشرين.

ويؤكد صبري أن مواجهة هذه الهجمة تتطلب توحيد الصفوف على المستويين الشعبي والحكومي، وصياغة خطط استراتيجية لمواجهة السياسات العدائية، مشددًا على أن الهجمة الحالية تشكل تهديدًا مباشرًا للمقدسات الإسلامية وحقوق المسلمين في الغرب.

ورغم امتداد التحريض الغربي التاريخي ضد المسلمين وتكرار الإساءة لمقدساتهم، إلا أن تصعيد هذه الحملات في الفترة الأخيرة يشكل جزءًا من استراتيجية صهيونية طويلة المدى تهدف إلى تبرير السياسات الغربية في المنطقة، وخلق ذرائع لصرف الانتباه عن الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة في فلسطين، لا سيما في قطاع غزة.

ووفق رئيس جامعة البيضاء الدكتور أحمد العرامي، فإن التحريض ضد المسلمين في أمريكا وأوروبا جزء من استراتيجية واضحة لتصدير صورة نمطية للإسلام كتهديد عالمي، وتحويل الانتباه عن الجرائم الإسرائيلية ضد الفلسطينيين.

وفي حديثه لبرنامج "ملفات" يؤكد العرامي أن الهجمة تشمل الإعلام، السياسات الحكومية، ومراكز الدراسات، وتستهدف الشباب والمهاجرين المسلمين في الغرب، لبث الخوف وكبح وعيهم الديني والاجتماعي، مشيرًا إلى أن مواجهة هذه السياسات تتطلب توحيد الأمة الإسلامية على المستويين الشعبي والحكومي، وصياغة استراتيجيات فعالة لحماية الدين والمقدسات.

وتمارس أدوات اللوبي الصهيوني سياسة التحريض ضد المسلمين بخطط استراتيجية مزدوجة تشمل الإعلام والسياسة، بهدف صرف الانتباه عن الانتهاكات الصهيونية ضد الفلسطينيين.

وحول هذه الجزئية، يشدد الكاتب والباحث السياسي علي مراد على أن الهجمة تشمل كافة الوسائل الإعلامية والسياسات الحكومية ومراكز الدراسات، بهدف تشويه صورة الإسلام والمسلمين وتحويل الرأي العام عن الانتهاكات الإسرائيلية.

وفي حديثه لقناة المسيرة يؤكد مراد أن تصريحات ترامب ومستشاريه تعيد إنتاج خطاب الحروب الصليبية، مستغلة أحداث الإرهاب والحروب لتبرير التمييز والعنصرية ضد المسلمين، مشيرًا إلى أن لهذه السياسات انعكاسات مباشرة، حيث ينتشر التمييز الديني، ويتعرض الأطفال المسلمون للتنمر، وتتصاعد جرائم الكراهية في أوروبا والولايات المتحدة إلى مستويات غير مسبوقة منذ عقود.

وبحسب مراد، فإن مواجهة هذه الهجمة تتطلب تبني استراتيجية شاملة تشمل التوعية الدينية والثقافية، حماية المقدسات الإسلامية، وتعزيز الوحدة بين الشعوب والحكومات الإسلامية، إلى جانب مواجهة التحريض الإعلامي والسياسي، مؤكدًا أن القدرة على التصدي لأي مشروع يهدف إلى تفكيك المجتمع الإسلامي أو النيل من دينه مؤشر على قوة الأمة الإسلامية في مواجهة تحالفات غير تقليدية تجمع بين القوى الغربية والصهيونية، التي تسعى لإعادة إنتاج خطاب الكراهية والتحريض على نطاق عالمي.

في المجمل، تواجه الأمة الإسلامية اليوم تحديًا استراتيجيًا معقدًا، حيث تنسجم السياسات الغربية والتحريض الإعلامي مع المصالح الصهيونية لتشكيل بيئة معادية تهدد الهوية الإسلامية ومقدساتها، الأمر الذي يوجب على الدول العربية والإسلامية تعزيز التكافل على المستويين الشعبي والحكومي، وجعل ذلك ضرورة حيوية، تستدعي تبني استراتيجيات متكاملة تشمل التوعية الدينية والثقافية لحماية المقدسات وتعزيز الوحدة الإسلامية.

18 ديسمبر.. يومُ تتجدد فيه الجرائم وتنكشف وحشية العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي
خاص| المسيرة نت: في 18 ديسمبر 2015، ارتكب طيران العدوان واحدة من أبشع جرائمه في محافظة صعدة، حيث استشهد 23 مواطنًا، بينهم نساء وأطفال، وجُرح خمسة آخرون، جراء غارتين استهدفتا منزل المواطن عبد الله المطري والمسعفين في منطقة كنى بمديرية الصفراء، في جريمة جسدت الاستهداف المتعمد للمدنيين وأطقم الإسعاف.
حزب الله يدين تدنيس المصحف الشريف في أمريكا ويحذّر من غطاء الاستكبار لخطابات الحقد العنصري
المسيرة نت| متابعات: أدان حزب الله بأشد العبارات الجريمة المشينة والفعل الشنيع الذي أقدم عليه أحد الأمريكيين والمتمثل بتدنيس المصحف الشريف، واصفًا إياه بالمشهد الاستفزازي الذي ينضح بالكراهية والتحريض، ويشكّل اعتداءً صارخًا على أقدس مقدسات المسلمين وعلى القيم الدينية والإنسانية التي تمثلها الديانات السماوية جمعاء.
الرئيس بزشكيان: لن نقبل المفاوضات بالشروطِ الأمريكية المذّلة
المسيرة نت| متابعات: شدّد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، على أنه لا يقبل بإيران "مجزأة وضعيفة، ولسنا من دعاة الصدام مع أحد، لكنني لن أقبل بالمطالب الأمريكية المُذلة، ولستُ مستعدًا للخضوع للإذلال الذي يريده الأعداء"، وسنقف في وجه كل الظالمين.
الأخبار العاجلة
  • 20:36
    مصادر سورية: قوات العدو الإسرائيلي تتوغل في قرية المعلّقة بريف القنيطرة الجنوبي وسط تجريف واسع للأراضي ألحق أضرارا بممتلكات الأهالي ومصادر رزقهم
  • 20:18
    وزير الخارجية الهولندي: ندين العقوبات الأمريكية على قاضيين بالمحكمة الجنائية الدولية ونؤكد دعمنا الكامل للمحكمة وموظفيها
  • 19:57
    حزب الله: ندعو الأمة شعوبًا ورؤساء ومرجعيات دينية وثقافية إلى أوسع حملة إدانة لهذا الفعل الإجرامي الخبيث
  • 19:55
    حزب الله: الجريمة ليست خطوة منفردة بل معبرة عن طغيان الاستكبار العالمي الساعي لتوهين الدين الإسلامي لما يمثله من منظومة قيمية وأخلاقية
  • 19:55
    حزب الله: امتناع أمريكا عن اتخاذ أي إجراء بحق مرتكبي تلك الإساءات إثبات أنها تمنح الغطاء الكامل للممارسات التحريضية الخطيرة
  • 19:55
    حزب الله: الثقافة العنصرية وخطابات الحقد التي غذّتها تيارات سياسية وإعلامية في الغرب هي المسبب الأساسي لارتكاب الأفعال الدنيئة