عطاء الشهداء.. خلودٌ لا يُقاس بثمن
آخر تحديث 26-10-2025 21:03

أيتها النفوس التي تقدر التضحية، نقفُ اليوم لنرسمَ بالكلماتِ جداريةً من نورٍ ودم، تكريمًا لعطاءٍ لم يعرف التاريخُ له مثيلًا في التجرد.

إننا أمام سرٍ من أسرار الإيثار الإنساني، حين يتحول البذلُ إلى مرتبةِ الاصطفاء الإلهي.

كل عطاء له ثمن وقيمة، إلا عطاء الشهداء، عطائهم يفوق الثمن والقيمة، وهذه حقيقةٌ إلهية مطلقة، ففي سوق الحياة، كُـلّ شيءٍ له مقابل، وكلُ جودٍ تحكمه قوانين المنفعة.

إلا هؤلاء، الذين تجاوزوا هذه القوانين الأرضية، وارتقوا بعطائهم إلى آفاقِ الخلود.

لقد كان ثمنُهم الأول والأخير هو "جنة عرضها السماوات والأرض".

أي تجارةٍ أعظم من هذه؟

باعوا فناءً زائلًا، واشتروا بقاءً أبديًّا، لأنهم قدموا أثمن ما يملك الإنسان، قدموا أرواحهم في سبيل الله؛ مِن أجلِ حياة كريمة لمن سواهم.

في هذه التضحية، لا يوجدُ ظلٌ للأنانية، لا مكانٌ للذات، بل هو فيضُ محبةٍ للحياة الكريمة، مُهدىً على طبقٍ من دمٍ طاهرٍ لمن ظلوا بعدهم.

تأملوا المشهد بتجردٍ وإحساس: هم "افترشوا الجبال والصحاري والوديان ونحن في البيوت".

فرقٌ شاسعٌ بين مهادهم الصلب ووسادتنا الوثيرة، بين هدوئنا المقرون بالسكينة، وبين ضجيجهم الممزوج بالخطر.

"صبروا على أصوات الانفجارات وأزيز الطيران"، لكنهم تحملوها لكي لا تصل إلينا، لكي نعيشَ نحن "في سكينة وأمن وأمان".

أيُ ميثاقٍ أعظم من هذا بين حاضرهم المأزوم ومستقبلنا المأمول؟

والمأساة الإنسانية تتجلى في قمة الروعة حين ندرك أنهم "صبروا على فراق الأهل والأحبة؛ مِن أجلِ نعيش مع أهلنا وأحبائنا".

لقد قطعوا حبالَ الوصل الدنيوية، تجرعوا مرارة الوحشة والفقد، ليضمنوا لنا نعمةَ الدفء العائلي واستمرار الروابط الاجتماعية.

هذا هو الإيثار الحقيقي؛ أن تهجر أنت لذتك، لتصبح لذه الآخرين باقية.

لتهبطَ تحيتنا غيثًا على أرواحهم الطاهرة.

"فالسلام على رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه".

هم القُدوة في الوفاء، سيف الله المسلول الذي لم يتراجع.

"السلام على جنود الله الذين أنكروا ذواتهم".

نعم، أنكروا ذواتهم، أي وضعوا إنسانيتهم الصغيرة في خدمة الإنسانية الكبيرة.

"ومن أجل دين الله ضحوا بشبابهم وهجروا ملذاتهم".

لقد مرّوا بجوار الحياة دون أن تتلوث قلوبهم بزينتها، اختاروا التعب بدلًا من الراحة، "سهروا؛ مِن أجلِ نومنا، وتعبوا في سبيل راحتنا".

لقد كانوا المعمارين الحقيقيين لمجد الأُمَّــة، "وصنعوا الأمجاد بيديهم، ووهبونا أغلى ما لديهم".

إنهم لم يرحلوا عبثًا، بل تركوا وراءهم إرثًا من العزة، "فأمنوا مستقبلنا، وضمنوا مستقبلهم أيضًا" في جنان الخلد.

أمام هذا العطاء الجلل، يجب أن يتحول تقديرنا إلى مسؤولية.

يجب أن يكون عطائنا بحجم تضحياتهم.

إنها معادلة الوجود، لا يمكن أن نبني مستقبلًا قويًّا على أنقاض التضحيات دون أن نتحمل مسؤوليتها.

"فليست المسؤولية ملقاة على الدولة فقط بل على كُـلّ حر وشريف"، على كُـلّ من يتنفس هواء الأمن الذي منحوه.

إنهم أودعوا في أعناقنا أغلى الأمانات: "اسر الشهداء أمانة في أعناقنا جميعا".

هذا هو دينٌ لا يسقط بالتقادم.

يجب أن نتفقدهم، بسؤالٍ صادقٍ عن حالهم وما يحتاجون وما يلزمهم.

لأن كُـلّ ما نعيشه اليوم، من أمن وأمان وعزة وكرامة هو بفضل الله وتضحياتهم الكبيرة التي لا تقدر بثمن".

فلنكن أوفياء لدمائهم، "عاملين بوصاياهم، سائرين على نهجهم، حافظين للأمانة التي تركوها خلفهم".

الوفاء هو أن نحافظ على الأرض التي ارتوت بدمائهم، وأن نبقى يقظين على العهد الذي قطعوه.

فالحقيقة القرآنية تقول: "الشهداء لا يموتون، بل يبقون أحياءً عند ربهم يرزقون".

هم مناراتُ هدايةٍ في وجدان الأُمَّــة، وفي كُـلّ لحظة أمنٍ نعيشها، وفي كُـلّ إطلالة فجرٍ نتنفس فيها الكرامة، هناك هم، يبتسمون لنا من عليائهم.

فلنجعل من حياتنا استمرارا مشرفًا لتضحيتهم، لنكون أهلًا للمجد الذي صنعوه بأرواحهم.

مليشيا الانتقالي تدفع بقوات إضافية إلى المحافظة: شركة بترومسيلة تعلن التوقف عن العمل بسبب أحداث حضرموت
المسيرة نت| متابعات: أرسلت مليشيا الانتقالي المدعومة من الاحتلال الإماراتي اليوم تعزيزات عسكرية إضافية إلى خطوط المواجهة مع قبائل ما يسمى "حلف حضرموت" الموالية للاحتلال السعودي في هضبة حضرموت شرقي اليمن، حيث يخوض الطرفان مواجهات منذ أيام للسيطرة على المحافظة الغنية بالنفط.
سرايا القدس تستهدف آلية عسكرية في بلدة قباطية وإصابة عدد من جنود الاحتلال
المسيرة نت|متابعات: أفادت سرايا القدس – كتيبة جنين، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، بأنها نفذت سلسلة عمليات استهدفت قوات صهيونية خلال اقتحام العدو بلدات جنين فجر اليوم.
صامدون: فعاليات الحملة الدولية لتحرير الأسرى اللبنانيين تنطلق في العديد من العواصم
المسيرة نت| خاص: شهدت مدينة بيروت وعدد من المدن والعواصم فعاليات تضامنية مع الأسرى والمعتقلين اللبنانيين في سجون الاحتلال، وذلك ضمن سلسلة فعاليات نظّمتها شبكة صامدون وحلفاؤها حول العالم، حيث جرى وضع ملصقات للأسرى في شوارع العاصمة اليونانية أثينا، ومدن "تولوز" في فرنسا و"شارلروا" في بلجيكا، وغيرها.
الأخبار العاجلة
  • 20:06
    مصادر إعلامية: إصابة فتاة جراء إطلاق نار من مسيّرات العدو الإسرائيلي على حي التفاح شرق مدينة غزة
  • 20:06
    جيش العدو: أصيب مقاتل بجروح نتيجة شظية قذيفة دبابة أُطلقت خلال "نشاط عملياتي" في شمال قطاع غزة
  • 19:54
    الرئيس التركي: استهداف السفن التجارية في منطقتنا الاقتصادية الخالصة يشير إلى تصعيد مثير للقلق وهو أمر غير مقبول ونحذر جميع الأطراف المعنية
  • 19:52
    الرئيس التركي: الحرب بين روسيا وأوكرانيا وصلت إلى مرحلة باتت تهدد بشكل واضح سلامة الملاحة في البحر الأسود
  • 19:50
    قائد ميداني في سرايا القدس بالضفة الغربية: نجدد دعوتنا لأجهزة السلطة أن تكف يدها عن ملاحقة مجاهدينا وتفرج عن المعتقلين المعذبين في سجونها
  • 19:49
    قائد ميداني في سرايا القدس بالضفة الغربية: نطمئن أبناء شعبنا بأن قدراتنا بخير ومقاتلينا على جهوزية ويقظة عالية ولن نسمح للعدو بخلق واقع جديد
الأكثر متابعة