ثورة المنازل الذكية: بين وعود التسهيل ومخاطر التجسس الجماعي
آخر تحديث 13-09-2025 11:02

تقرير | هاني أحمد علي: شهد العقد الأخير تطورًا هائلاً في مجال التكنولوجيا، كان أبرز مظاهره انتشار ما يُعرف بـ "إنترنت الأشياء" (IoT)، الذي مهد الطريق لظهور "المنازل الذكية".

هذه المنازل، التي تربط كل الأجهزة الكهربائية بشبكة الإنترنت وتتيح التحكم بها عن بعد، تبشر بحياة أكثر راحة وسهولة. لكن، ورغم هذه الوعود، يرى الخبراء أن هذه التقنية ليست سوى بوابة ضخمة لعملية تجسس جماعي غير مسبوقة، تهدد خصوصية الأفراد وأمنهم.

 

المفهوم والوعود: كيف تعمل المنازل الذكية؟

أكد الخبير في مجال تقنية المعلومات والاتصالات، المهندس وائل كركي، أن المنزل الذكي هو نظام متكامل يعتمد على إنترنت الأشياء لربط جميع الأجهزة المنزلية، بدءًا من الثلاجة والغسالة والمكيف، وصولًا إلى المكنسة الكهربائية والميكروويف.

وأوضح أن كل هذه الأجهزة تحتوي على برمجيات خاصة تتيح للمستخدم التحكم بها عبر تطبيق واحد على هاتفه المحمول. الهدف المعلن من هذه التقنية هو تسهيل الحياة اليومية، مثل تشغيل التكييف قبل الوصول إلى المنزل أو التحكم في الغسالة وأنت خارج البيت.

وأشار المهندس كركي في لقاء مع قناة المسيرة، صباح اليوم السبت، ضمن برنامج نوافذ، إلى أن هذه الأجهزة ليست مجرد أدوات، بل هي "مستقبلات بيانات ومرسلات بيانات"، فهي تستطيع مراقبة تحركاتك، وتسجيل أصواتك، وتحليل نمط حياتك، مما يجعلها مصدرًا أساسيًا لجمع المعلومات، هذا التحول من أجهزة "مُستخدمة" إلى أجهزة "مُراقِبة" يمثل تغيرًا جذريًا في العلاقة بين الإنسان والتكنولوجيا.

 

المخاطر الأمنية: من التجسس إلى السيطرة

وأفاد الخبير في مجال تقنية المعلومات والاتصالات، أن التهديدات التي تطرحها المنازل الذكية لا تقتصر على الجانب الأمني فقط، بل تمتد لتشمل جوانب استهلاكية وشخصية:

التجسس وفقدان الخصوصية: يرى الخبراء أن فكرة مراقبة مليارات الأشخاص ليست مبالغة، بل هي واقع. الشركات المنتجة لهذه الأجهزة تجمع بيانات المستخدمين لتحليل أنماطهم السلوكية والاستهلاكية. هذه البيانات لا تقتصر على الميكروفونات والكاميرات فقط، بل تشمل كل جهاز متصل بالإنترنت. تُباع هذه البيانات لوكالات تجارية وأمنية وحكومية لعدة أغراض، من التسويق الموجه إلى السيطرة على الشعوب.

الاعتمادية ونقاط الضعف: ترتبط الأجهزة الذكية بشكل دائم بالإنترنت والطاقة الكهربائية. أي انقطاع في الشبكة أو الكهرباء يمكن أن يسبب مشاكل كبيرة، مثل عدم القدرة على فتح بوابة المنزل. هذا الاعتمادية تجعل المستخدم أسيرًا لهذه التقنية، وتفقده السيطرة على حياته اليومية في حال حدوث أي خلل. فمثلاً، إذا توقف التطبيق أو انقطع الإنترنت، قد يجد الشخص نفسه غير قادر على فتح باب منزله.

الاستغلال التجاري: تستغل الشركات المصنعة البيانات التي تجمعها لدفع المستهلكين نحو شراء المزيد. من خلال تحليل أنماط الاستخدام، يتم إقناع المستخدمين بشكل مستمر أنهم بحاجة إلى تحديث أجهزتهم، مما يخلق دورة استهلاكية لا تنتهي ويجعل المستهلك أسيرًا لهذه الحركة التجارية.

التهديدات المادية: كما أشار الخبير، فإن هذه الأجهزة المتصلة بالكهرباء والإنترنت بشكل دائم قد تشكل خطرًا ماديًا، مثل التسبب في حريق. بالإضافة إلى ذلك، فإن أي عملية اختراق واحدة يمكن أن تمنح المخترق السيطرة على كل الأجهزة في المنزل، مما قد يسمح له بالتلاعب بها بشكل خطير، أو حتى استخدامها كمواد متفجرة في لحظة ما.

 

الحلول والإجراءات الوقائية: كيف نحمي أنفسنا؟

رغم خطورة هذه التهديدات، هناك بعض الإجراءات التي يمكن أن يتخذها الأفراد لتقليل المخاطر:

تعزيز كلمات المرور: يجب تغيير كلمات المرور الافتراضية للأجهزة الذكية بكلمات قوية ومعقدة، وعدم الاكتفاء بالرموز السهلة مثل "123456" أو "0000".

فصل الأجهزة: لا يجب ربط كل الأجهزة المنزلية ببعضها البعض ضمن شبكة واحدة. فصل الأجهزة وربطها بشكل فردي يقلل من مخاطر اختراق النظام بأكمله.

قراءة سياسات الخصوصية: قبل استخدام أي جهاز ذكي، يجب قراءة الأذونات التي يطلبها التطبيق، وفهم نوع البيانات التي سيجمعها وكيفية استخدامها.

شراء المنتجات من الوكالات الموثوقة: يجب شراء الأجهزة الذكية من الوكالات الرسمية للشركات المصنعة، لتجنب المنتجات المقلدة التي قد تحتوي على ثغرات أمنية خطيرة.

توعية الذات: الأهم من كل ذلك هو أن يكون المستخدم على دراية تامة بأن أي جهاز يتصل بالإنترنت يمكن أن يكون أداة للتجسس. هذه المعرفة هي الخطوة الأولى نحو حماية نفسه.

 

مستقبل التكنولوجيا في أيدينا

وقال الخبير في مجال تقنية المعلومات والاتصالات، المهندس وائل كركي، إن المنازل الذكية تُعد ثورة تقنية واعدة، لكنها تحمل في طياتها مخاطر كبيرة على الخصوصية والأمن الشخصي، يجب على الأفراد أن يكونوا على دراية تامة بهذه المخاطر، وأن يتخذوا الإجراءات الوقائية اللازمة لتقليلها، حتى لا تتحول هذه التقنية التي صُممت لخدمة الإنسان إلى أداة للسيطرة عليه، فمستقبل التكنولوجيا يعتمد على مدى وعي المستخدمين وقدرتهم على حماية بياناتهم في عالم أصبح فيه كل شيء مربوطًا بالإنترنت.






الأسد: صراع أدوات العدوان في حضرموت هدفه النفوذ وثروات اليمن
أكد عضو المكتب السياسي لأنصار الله، حزام الأسد، أنّ ما يجري اليوم في حضرموت وفي عموم المحافظات الجنوبية والمناطق المحتلة ليس سوى عملية واضحة لتقاسم النفوذ والثروات بين أدوات العدوان الإماراتي السعودي، تحت غطاء أمريكي وبريطاني مباشر.
ارتفاع عدد الشهداء جراء العدوان الصهيوني على غزة إلى 70112
متابعات | المسيرة نت: ارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني على قطاع غزة، اليوم الاثنين، إلى 70,112 شهداء و170,986 إصابة منذ السابع من أكتوبر للعام 2023م.
الخارجية الإيرانية: كيان العدو يواصل خرق الاتفاقات وواشنطن تهدد السلم الدولي
المسيرة نت| متابعات: أكدت وزارة الخارجية الإيرانية، أن الكيان الصهيوني استمر في خرق الاتفاقات والتفاهمات المتعلقة بفلسطين ولبنان مرارًا، في ظل تصعيد متواصل لسياسة الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني، مشيرة إلى أن هذا السلوك العدواني بات يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة بأكملها.
الأخبار العاجلة
  • 14:50
    وزارة الصحة بغزة: ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 70,112 شهيدًا و170,986 جريحا منذ بدء العدوان على غزة
  • 14:49
    وزارة الصحة بغزة: 356 شهيدا و909 جرحى منذ وقف إطلاق النار في 11 أكتوبر الماضي
  • 14:49
    وزارة الصحة بغزة: 9 شهداء انتشال وجريح وصلوا إلى مستشفيات قطاع غزة خلال 24 ساعة الماضية
  • 14:49
    مصادر فلسطينية: اندلاع مواجهات بين شبان وقوات العدو في مدينة البيرة
  • 14:07
    مراسلنا في صعدة: العدو السعودي يستهدف بالمدفعية والرشاشات قرى في آل ثابت بمديرية قطابر الحدودية
  • 14:04
    اللقاء القبلي المسلح في مديرية فرع العدين: لن نتخلى عن موقفنا في نصرة إخواننا في غزة ولبنان، ونبارك صمودهم الذي أفشل مخططات العدو الصهيوني
الأكثر متابعة