الكافرون بالقدس وغزة.. بأي وجه سيلقون الله
آخر تحديث 07-08-2025 09:41

   

طالما كانت قضية فلسطين، الهاجس الجمعي الأكبر، الذي التقت عنده مواقف الأنظمة والنخب والشعوب، واتفقت عليها الرؤى والتصورات والأفكار بالإجماع، وحملت مشروع تحريرها، مختلف الأحزاب والمذاهب والتيارات، الدينية والقومية وحتى الليبرالية والعلمانية، كونها قضية إنسانية محقة، تنتصر لحرية الإنسان، وقيم ومبادئ الأخلاق والحق والفضيلة، وهو ما جعلها فضاء مفتوحا، تعايشت في ظلاله جميع الطوائف والأحزاب والتيارات - رغم اختلافاتها الفكرية والعقائدية والعرقية - كما لم تتعايش أو تأتلف من قبل، حيث أصبحت الحرية، هي القيمة الجامعة لشتات المختلفين، من معظم أنحاء العالم، على قاعدة الإيمان بعدالة القضية وموثوقية الحق، ولم يكفر بذلك الحق علنا، سوى الحركة الصهيونية، وكيانها الاستيطاني المسمى "إسرائيل"، وراعيها وشريكها "النظام البريطاني"، الذي تحول إلى تمثيل دور "الوسيط المحايد"، تفاديا لغضب الجماهير الشعبية، وانتقادات النخب الثقافية، وعلى ذلك النحو من التحول الشكلي، سارت معظم أنظمة الحكم في أوروبا وأمريكا، متظاهرة بإيمانها بقيم الحرية والعدالة والمساواة والتعايش السلمي، وحرصها على حماية حقوق الإنسان وإحلال السلام العالمي، وبذلك الإيمان الشكلي الزائف، استطاعت اغتيال القضية في ذاتها، من خلال فرض مسار المفاوضات برعايتها، واغتيال الوعي الجمعي العربي والإسلامي، من خلال تكريس صورتها (الزائفة) كصديق حضاري، يحمل مشروع الخلاص والسلام للشعوب، وينتصر لها ضد قمع الأنظمة الحاكمة.

لم يجرؤ حلفاء الكيان الإسرائيلي، في أمريكا وأوروبا، على المجاهرة بعدائهم المطلق لفلسطين القضية والإنسان، خوفا من تداعيات شذوذ الموقف، وعواقب مخالفة إجماع الرأي العام، وهو ما أفقد تلك القوى الاستعمارية، متعة الشعور بلذة الهيمنة الكاملة، رغم ما تحقق لها من المكاسب، سواء على المستوى السياسي، بهندسة اتفاقيات السلام، بين الكيان وبعض أنظمة المحيط العربي، أو على المستوى الثقافي، بالترويج لصورته المثالية المزعومة، بواسطة أقلام وأراء معظم رواد الفكر والثقافة، أو على المستوى الشعبي، حيث نال ثقة - أو على الأقل إعجاب - معظم الجماهير العربية والإسلامية، بوصفه النموذج الأرقى للحاكم، الذي منح شعبه كل الحقوق والحريات، وزاد على ذلك، متعة الرفاه الاقتصادي والتكنولوجي والحضاري، بخلاف الحاكم العربي، الذي جسد أسوأ نموذج للنظام القمعي البوليسي، وأول عدو لرفاهية وتطور الشعب، الذي لا يقف به شعور مرارة المقارنة، عند سلبيات نموذج الملك العضوض، كإرث سائد في حياة المجتمع العربي والإسلامي، بل يتجاوز ذلك، إلى التشكيك في صلاحية نظرية الحكم في الدين الإسلامي، والميل إلى الاقتناع بعدم جدواها، وأن العلمانية هي الحل.

رغم حالة التصدع والتشظي، الذي أصاب وحدة وبنية المجتمع العربي والإسلامي، إلا أن قضية فلسطين - كما أسلفنا - كانت محل توافق واتفاق، بين جميع فئات وتيارات الشعوب، ومن أجلها اتحد العلماني مع المتدين، والقومي الاشتراكي مع الليبرالي الرأسمالي، والتقى تيار الحداثة المنفتح، مع التيار السلفي الأصولي المتطرف، على قاعدة تحرير فلسطين، كما أن إعلان أي حزب سياسي أو أي تيار فكري، عن تبنيه دعم مقاتلي فصائل المقاومة الفلسطينية، كان كفيلا بمنحه شعبية وقبولا، يتجاوز كل الحدود المذهبية أو الطائفية أو الفكرية، ويجعله الأوسع انتشارا وتأييدا، وهو ما تجسد في الساحة العربية والإسلامية، حين تبنت جماعة الإخوان المسلمين، حملات جمع تبرعات مالية لدعم مجاهدي غزة، كخطوة جريئة وقوية - لم تجرؤ على فعلها الأنظمة - في سياق الانتصار الفعلي للقضية وتحرير القدس والمقدسات، وهذا الدور منح جماعة "الإخوان المسلمين"، حضورا قويا في الساحة السياسية والاجتماعية، وحصانة شعبية مطلقة، ضد ملاحقات وقمع النظام الحاكم، الذي تراجع في موقفه منها تدريجيا، تحت ضغط التعاطف الجماهيري الواسع معها، حيث بادرت إلى استغلاله أكبر استغلال، في تسريع تحولها الوظيفي، من مسار البناء الديني الاجتماعي، إلى مسار صناعة المشهد السياسي، في دور المعارضة أولا، ثم التفرد بالحكم ثانيا، كل ذلك تحت عنوان نصرة غزة وتحرير القدس، لكنهم اليوم وبينما غزة أحوج ما تكون إلى النصير والمعين والمساند، قد انقلبوا على أعقابهم، ونكثوا عهدهم مع الله، ووقفوا في الطرف المعادي لغزة، أو الصامت "المحايد" حسب تعبيرهم، انطلاقا من مبررات نعرات طائفية، ونزعات تكفيرية، منبعها الفكر اليهودي المتطرف، لا تمت إلى الإسلام بصلة، وهي ذات العبارات التي رددها المدعو "أفيخاي ادرعي"، الناطق باسم عصابات الكيان الإسرائيلي الإجرامية، وهنا نتوقف لنسأل "إخوان" غزة، الذين طالما صموا آذاننا بشعارات نصرتها، لنقول لهم؛ أين أنتم مما يجري في غزة، من حرب إبادة جماعية بكل وحشية وإجرام، حيث جمع العدو الصهيوني والأمريكي على إخوانكم، القتل قصفا والموت جوعا، ما موقفكم من أعداء غزة؟ ما موقفكم من قتلة أطفال ونساء غزة، بأي وجه ستلقون الله؟!.


مليشيا الانتقالي تدفع بقوات إضافية إلى المحافظة: شركة بترومسيلة تعلن التوقف عن العمل بسبب أحداث حضرموت
المسيرة نت| متابعات: أرسلت مليشيا الانتقالي المدعومة من الاحتلال الإماراتي اليوم تعزيزات عسكرية إضافية إلى خطوط المواجهة مع قبائل ما يسمى "حلف حضرموت" الموالية للاحتلال السعودي في هضبة حضرموت شرقي اليمن، حيث يخوض الطرفان مواجهات منذ أيام للسيطرة على المحافظة الغنية بالنفط.
متحدث حماس: ما يدخل غزة لا يلبّي الحدّ الأدنى في ظل عواصف الشتاء وندعو الوسطاء لتحرك عاجل
متابعات | المسيرة نت: حذّرت حركة حماس من خطورة الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة مع دخول فصل الشتاء، داعيةً الوسطاء إلى تحرك فوري.
صامدون: فعاليات الحملة الدولية لتحرير الأسرى اللبنانيين تنطلق في العديد من العواصم
المسيرة نت| خاص: شهدت مدينة بيروت وعدد من المدن والعواصم فعاليات تضامنية مع الأسرى والمعتقلين اللبنانيين في سجون الاحتلال، وذلك ضمن سلسلة فعاليات نظّمتها شبكة صامدون وحلفاؤها حول العالم، حيث جرى وضع ملصقات للأسرى في شوارع العاصمة اليونانية أثينا، ومدن "تولوز" في فرنسا و"شارلروا" في بلجيكا، وغيرها.
الأخبار العاجلة
  • 22:24
    الدفاع المدني بغزة: عشرات العائلات النازحة في مبنى الصخرة ومنازل محيطة محاصرة الآن تحت نيران كثيفة من العدو الإسرائيلي تناشد بسرعة إخلائها
  • 22:24
    الدفاع المدني بغزة: إصابة امرأة ورجل برصاص دبابات العدو الإسرائيلي في محيط مفترق السنافور في منطقة التفاح شرقي مدينة غزة
  • 22:24
    مصادر فلسطينية: مدفعية العدو الإسرائيلي تقصف مناطق شرق جباليا شمال قطاع غزة
  • 20:57
    الهلال الأحمر الفلسطيني: إصابة شاب برصاص العدو الإسرائيلي قرب جدار الرام في رام الله بالضفة الغربية المحتلة
  • 20:57
    حماس: ندعو الوسطاء وجميع الدول المعنية إلى التحرك الجاد والعاجل لإدخال الكارافانات وإنقاذ المدنيين قبل وصول المنخفضات الجوية القادمة
  • 20:57
    حماس: هناك حاجة ملحّة لتغيير حقيقي في طبيعة ما يُسمح بدخوله إلى غزة بحيث يخدم احتياجات الناس الفعلية خاصة في فصل الشتاء
الأكثر متابعة