سياسة الهدوء الصُّلب وصواريخ الدبلوماسية في لقاء الرئيس بزشكيان
آخر تحديث 23-07-2025 17:04

المسيرة نت| عبدالقوي السباعي: في أول لقاءٍ له على قناة (الجزيرة) الفضائية، بعث الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان برسائلَ بالغة الأهميّة إلى الداخل والخارج، نسج من خلالها رؤية إيرانية جديدة تُزاوِج بين الحزم والدبلوماسية، وبين الصبر الاستراتيجي والردع المتدرج.

كلام بزشكيان، مساء الثلاثاء، لم يكن مُجَـرّد ردٍّ على تهديدات وزير الحرب الصهيوني "كاتس"، أَو تبريرٍ لمواقف إيران من الوكالة الذرية؛ بل رسم حدود المعادلات الإقليمية والدولية المقبلة، وكشف عن ملامح سياسة الهدوء الصُّلب، حَيثُ تتحدث إيران بلغة العقلاء، وتحملُ العصا خلف الظهر.

 

بين الاعتراف بالاختراق والتفوق بالتكنولوجيا:

في بداية حديثه، لم يتردّد بزشكيان في الاعتراف بوجود اختراقات داخل البلاد، لكنه حمّل "التكنولوجيا الأمريكية المتقدمة" مسؤولية ذلك، في تأكيد مباشرٍ على أن المواجهة الحقيقية ليست ضد الكيانات الإقليمية المؤقتة؛ بل ضد واشنطن نفسها، وهي الرسالة التي يريد إيصالها لحلفاء أمريكا قبل خصوم إيران.

جملة تظهر نضجًا سياسيًّا في إدارة الأزمة، وتفتح الباب لتفسيرٍ أوسعَ مفادُه أن إيرانَ –رغم كُـلّ ما حدث– في حرب الـ 12 يومًا، لم تفقد زمامَ المبادرة؛ بل ما زالت تتحكَّمُ بردود الفعل ومسارات التوازن.

"لا نريدُ الحربَ" عبارةٌ تقليدية ربما، لكن حين تخرج من فم رئيس إيراني، بعد واحدةٍ من أعنف موجات التصعيد؛ فَــإنَّها تعني تثبيتَ مبدأ الردع الدفاعي والهجومي معًا، وتأكيدٌ على أن طهران لا تسعى لتوسيع دائرة النار، لكنها لن تسمح لأي طرف بفرض إملاءاته عبر التهديد بعودة الحرب أَو التخويف بالعملاء.

وشدّد على أن "وقفَ إطلاق النار ليس نهايةً حتمية"؛ بل لحظة "هُدنة قابلة للانهيار" إن تمادت الأطراف المعادية.

ومن أبرز ما جاء في اللقاء إشارة بزشكيان إلى أن "(إسرائيل) تمنع الحديث عن نجاح الضربات الصاروخية"، وهو تصريح يُسلّط الضوء على البُعد النفسي للحرب، ويكشف هشاشة الرواية الصهيونية التي تتستر على خسائرها؛ خوفًا من تفكك جبهتها الداخلية.

لكن الأهم من كُـلّ ذلك هو تصريحه بأن "طلب كيان العدوّ الإسرائيلي وقف الحرب هو بحد ذاته اعترافٌ منه ضمنيًّا بالهزيمة أَو على الأقل بالوصول إلى حافة الانهيار".

في المقابل أراد الرئيس بزشكيان أن يبدد مخاوف العالم بإعلانه الصريح "رفض حيازة السلاح النووي"، لكنه في الوقت نفسه وجّه صفعة للمراهنين على تراجع طهران، مؤكّـدًا أن التخصيب سيستمر وفق الأطر الدولية، وأن "قدرات إيران لا تُختصَر بالمنشآت بل تكمن في العقول".

وفي لهجةٍ توافقية قال: "نقبلُ بمنطق رابح-رابح"، وهي صيغة تُظهِرُ استعدادَ إيران للجلوس على الطاولة، لكنها في الوقت ذاته ترفُضُ منطقَ التهديد والإملاء الأمريكي.

 

الخليج.. الجارُّ لا العدو:

ومن أهم وأذكى الرسائل التي حملها اللقاء كانت نحو دول الخليج، وخُصُوصًا قطر؛ إذ حرص بزشكيان على توضيح أن الضربات لقاعدة "العُدَيد" لم تستهدف قطر كدولة؛ بل القواعد الأمريكية على أرضها، مؤكّـدًا أن "النية كانت ولا تزال أخوية وإيجابية"، مُشيرًا إلى اتصال هاتفي مباشر أجراه مع أمير قطر لتوضيح الموقف.

وفي الإطار؛ يرى مراقبون أن لقاءَ الرئيس الإيراني على "قناة الجزيرة القطرية" هو بحد ذاته ترجمةٌ حقيقية لخطوات عملية، مهّدت لبداية صفحة جديدة في العلاقات الخليجية الإيرانية، خُصُوصًا مع الاستجابةِ المتزايدةِ لدول الخليج التي تتعامل بالمِثل نحو الاتّجاه الإيجابي.

وربما كانت أبرز المفاجآت في كلامه والتي كانت مغيَّبةً عن الشارع العربي؛ هي الإشادة بالمواقف الإيجابية من دول المنطقة تجاه إيران خلالَ الحرب الأخيرة.

إذ لم يتحدث بزشكيان عن دعم عسكري مباشر؛ بل عن تبدّل المزاجُ السياسي والإعلامي والشعبي العربي الذي بدأ يرى في إيران قوةَ توازن لا تهديد، خُصُوصًا في ظل المجازرِ الصهيونية في غزة، والتواطؤ الغربي مع الإبادة الجماعية.

وفي قراءة عميقة لهذا اللقاء، تتجلى عدة رسائل غير مباشرة؛ فإيران تريد تفادي التصعيد؛ كي لا تشتِّتَ انتباه العالم عن غزة، لكنها لن تُفرّط بسيادتها ولا ببرنامجها النووي، كما أنها ترحِّبُ بالشراكة الإقليمية وتدعو لصياغة أمن جماعي، لكنها ترفُضُ الحصارَ الدبلوماسي القائم على الاصطفافات المسبقة.

الرئيس بزشكيان يؤكّـد أن الجمهورية الإسلامية لن تُختزل في منشأة "نطنز" أَو مفاعل "أراك"؛ بل هي مشروعٌ حضاريٌّ متكامل يمتد بعقول علمائها، وسواعد أبطالها، وتماسك وصمود ووحدة شعبها.

رسائل متعددة الاتّجاهات راوحت بين لغة العقلاء ودبلوماسية الصواريخ، حملت في طياتها نبرات طمأنةً للجيران، وشفرات تحذير للخصوم، وتأكيدًا للداخل أن زمن التردّد قد ولَّى، وأن إيرانَ الجديدة ستكون صُلبةً حين تُستهدَف، وعاقلةً حين تُخاطَب، وموجعةً حين تضرِب.

إيران اليوم كما كانت بالأمس، تمد يدها للحوار المتوازن والسلام العادل، وعيونُها ترصُدُ وتراقب وتجهز الزناد.. هي لا تبحثُ عن حرب، لكنها مستعدةٌ لها؛ وبشغفٍ حار.


اليمنيون في مليونية الاستقلال: لا قبول ببقاء الاحتلال السعودي الإماراتي على أرضنا
المسيرة نت| محمد الكامل | خاص:خرج اليمنيون، الأحد، بمسيرات مليونية في العاصمة صنعاء وعموم محافظات الجمهورية في مشهد مهيب يجسد عمق الولاء للوطن ورفض كل مشاريع الخيانة والاحتلال.
ارتفاع عدد الشهداء جراء العدوان الصهيوني على غزة إلى 70112
متابعات | المسيرة نت: ارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني على قطاع غزة، اليوم الاثنين، إلى 70,112 شهداء و170,986 إصابة منذ السابع من أكتوبر للعام 2023م.
الخارجية الإيرانية: كيان العدو يواصل خرق الاتفاقات وواشنطن تهدد السلم الدولي
المسيرة نت| متابعات: أكدت وزارة الخارجية الإيرانية، أن الكيان الصهيوني استمر في خرق الاتفاقات والتفاهمات المتعلقة بفلسطين ولبنان مرارًا، في ظل تصعيد متواصل لسياسة الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني، مشيرة إلى أن هذا السلوك العدواني بات يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة بأكملها.
الأخبار العاجلة
  • 17:03
    سرايا القدس - كتيبة جنين: استهدفنا آلية عسكرية للعدو بتفجير عبوة ناسفة من نوع "سجيل" في مسار الآليات المقتحمة لبلدة قباطية
  • 17:02
    مصادر فلسطينية: اندلاع مواجهات مع قوات العدو المقتحمة بلدة قباطية جنوب جنين بالضفة الغربية المحتلة
  • 16:41
    مصادر سورية: قوة عسكرية للعدو الإسرائيلي تتوغل نحو بلدة كودنة وتوجهت نحو قاعدة التل الأحمر الغربي في ريف القنيطرة الأوسط
  • 16:17
    الهلال الأحمر الفلسطيني: 5 إصابات بينهما طفلان باعتداءات العدو الإسرائيلي خلال اقتحامه حي سطح مرحبا في مدينة البيرة بالضفة المحتلة
  • 15:50
    الهلال الأحمر الفلسطيني: إصابة طفلين بالرصاص المطاطي خلال المواجهات في حي سطح مرحبا بمدينة البيرة
  • 15:50
    مصادر فلسطينية: إصابة شاب بمواجهات مع العدو في البيرة بالضفة الغربية
الأكثر متابعة