السويداء في قلب العاصفة.. جريمة التغيير الديمغرافي بين مخالب الجولاني وغارات نتنياهو
آخر تحديث 15-07-2025 23:00

المسيرة نت| عبدالقوي السباعي: في بلدٍ ابتُلِيَ بحربٍ مفتوحة على الجغرافيا والهوية، لا تزال سوريا تكتشف شيئًا فشيئًا عمق الكارثة التي أُلقيت في حجرها.

ما تم كشفه حدَّ الآن ليس إلا رأس جبل الجليد، أمّا ما بقي متواريًا في زوايا الخراب والنسيان؛ فبعضه ينتظر تبدل الظروف، وبعضه طُمِسَ عمدًا بيد من تحولوا إلى "سادة الميدان".

ومن بين أبشع الجرائم التي لم تنل بعد حقها في الكشف والتوثيق، تطلّ جريمة "التغيير الديمغرافي"، كخنجرٍ في خاصرة سوريا، وكجريمةٍ تعكس مخططًا دمويًّا ممنهجًا له أذرعه العسكرية، وغطاؤه السياسي، وامتداداته الخارجية.

  

فصول التغيير.. جغرافيا ضحية وهوية مستهدفة:

التغيير الديمغرافي ليس حادثًا طائفيًا كما يحلو للبعض اختزاله؛ بل هو مشروع سياسي عسكري متكامل، هدفه إعادة رسم الخريطة السكانية على أسس تخدم مصالح المحتل والمهيمن.

ملامح هذا المشروع قد بدأت منذ اندلاع الحرب الأهلية السورية، وشملت موجاته كل السوريين دون استثناء؛ عربًا وأكرادًا، دروزًا وأرمن، سُنةً وعلويّين، مسلمين ومسيحيين.

لكن ما يميز الجريمة ليس فقط اتساع رقعتها، بل أن من يقف وراءها هم ذاتهم الذين ادّعوا الثورة والحرية، بينما هم أدوات استخبارية إقليمية ودولية في يد المشروع الصهيوني الأمريكي الغربي.

حيث تقف في صدارة هذا المخطط، ما يسمى هيئة تحرير الشام بقيادة أحمد الشرع، المكنى بـ"الجولاني"، رأس حربة أمريكية–إسرائيلية تركية بامتياز، مدعومة إعلاميًا وسياسيًا وأمنيًا.

إذ لم تكتف هذه الجماعات بتلويث المشهد بالدم، بل جعلت من التهجير القسري واستبدال السكان سياسة يومية؛ مدن مثل "درعا وداريا ومرورًا بوادي بردى والقلمون والساحل السوري الغربي" كانت جميعها ساحات لتجريب هذا النموذج القذر، وسهّلتها أدوات الخيانة وتسهيلات الممولين في الخليج وتركيا.

  

السويداء.. الطعنة الجديدة في خاصرة الوحدة:

اليوم تتكرر الحكاية، لكن بمشهدٍ أكثر خطورة؛ السويداء، المحافظة ذات الخصوصية الطائفية والجغرافية، باتت مسرحًا جديدًا لصراع متعدد الرؤوس، ففي الوقت الذي أعلنت فيه رئاسة الجولاني عن إجراءات قانونية صارمة ضد التجاوزات، واستعادت السيطرة على قلب المدينة، كانت قواته تتسلل كالأفعى، وتحاول إشعال نيران الفتنة.

ولم يقتصر الأمر على الداخل؛ فـطيران الاحتلال الإسرائيلي دخل على خط المعركة، وفي مشهدٍ درامي مفضوح -تنقصه الحبكة- قصف مواقع الجيش السوري دعمًا للدروز، في مشهدٍ يفضح ارتباطات طالما أنكرها الإعلام الصهيوني والمتصهين.

وفي تطورٍ لافت، شهدت منطقة الجولان المحتل محاولات تسلل من قبل شبان دروز قادمين من الجليل، في مشهد عبّر عن حالة الغليان الشعبي ضد ما يحدث في السويداء، أو جاء ضمن المخطط المثار.

لكن -وبحسب وسائل إعلام عبرية- جيش الاحتلال أعادهم قسرًا، وهو ما عزز المخاوف من أن المخطط القادم قد يتضمن إنشاء كيان درزي مستقل على الخط الفاصل، يُدار من (تل أبيب)، ويمثل حاجزًا جغرافيًا وطائفيًا يعمّق تقسيم سوريا، ويأمن الكيان من أية مخاوف مستقبلية.

وكشفت وسائل إعلام عبرية أن جيش العدوّ الإسرائيلي عقد سلسلة مشاورات أمنية وعسكرية، وأجرى غارات بـ"قنابل غير مسبوقة" ضد أهداف سورية، في مؤشرٍ واضح على أنه لم يعد يكتفي بالمراقبة، بل غاص في الميدان حتى الركبتين.

  

نتنياهو يفضح نفسه: لن نسمح بلبنان جديد في الجنوب السوري

وفي تصريح يكشف عمق التدخل، قال المجرم نتنياهو صراحةً: إن (إسرائيل) "لن تسمح بظهور لبنان ثانٍ في الجنوب السوري"، وهو ما يعني أن وجود مقاومة في تلك المنطقة يُعدّ خطًا أحمر.

وهو ما يفسر الهجمات الأخيرة على مواقع الجيش السوري وثكنات يعتقد في ولائها للنظام السابق، وهي -بحسب مراقبين- محاولة خلخلة الحاضنة الشعبية في السويداء، وإشعال فتن داخلية تمهد لتفتيت ما بقي من روح مقاومة.

ما يجري اليوم ليس أزمة أمنية مؤقتة في السويداء، ولا صراعًا على النفوذ المحلي؛ بل هو فصل جديد من فصول المشروع الاستعماري الحديث، الهادف لتقسيم سوريا إلى كيانات طائفية ومذهبية، وفق خريطة صهيونية قديمة، أعيد إحياؤها بعد فشل الحرب الشاملة.

وما قاله الشيخ "حكمت الهجري" أحد زعماء الدروز: "نتعرض لحرب إبادة ممنهجة، ومن حقنا الدفاع عن أنفسنا"، ليس فقط تعبيرًا عن رفض؛ بل تحذير من أن استمرار هذا المشروع سيدفع إلى مواجهة شاملة، لن تكون في مصلحة أي من المتآمرين.

وبات واضحًا أن ما يجري في الجنوب السوري، من السويداء إلى القنيطرة، ليس سوى محاولة لتفكيك آخر الحصون الوطنية، وتحويل سوريا إلى أرضٍ بلا هوية.

لكن كما أفشل السوريون من قبل موجات العدوان؛ فإن يقظة الوعي، وتكاتف الوطنيين من كل الطوائف والمناطق، هو ما سيفشل هذا المشروع مجددًا.

وإننا إذ نكتب، نرصد أيضًا كيف أن كل رصاصة تُطلق على سوريا هي في الحقيقة موجهة إلى قلب الأمة، وأن أمن سوريا هو أمن لفلسطين ولبنان وكل المنطقة، ومن لا يرى هذه الحقيقة، فهو أعمى البصيرة وإن فتح عينيه على الخراب.

 


مليشيا الانتقالي تدفع بقوات إضافية إلى المحافظة: شركة بترومسيلة تعلن التوقف عن العمل بسبب أحداث حضرموت
المسيرة نت| متابعات: أرسلت مليشيا الانتقالي المدعومة من الاحتلال الإماراتي اليوم تعزيزات عسكرية إضافية إلى خطوط المواجهة مع قبائل ما يسمى "حلف حضرموت" الموالية للاحتلال السعودي في هضبة حضرموت شرقي اليمن، حيث يخوض الطرفان مواجهات منذ أيام للسيطرة على المحافظة الغنية بالنفط.
اعتداءات صهيونية متواصلة بالضفة: إصابات بينها فتاة واعتقالات وتفخيخ منزل فلسطيني
شنّت قوات العدو الإسرائيلي، فجر اليوم الثلاثاء، حملة اقتحامات واسعة لمناطق متفرقة في الضفة الغربية المحتلة، تزامنًا مع مداهمة منازل المواطنين والعبث بمحتوياتها واعتقال عددًا من الفلسطينيين، كما فخخت منزلا وأعلنت "تصفية" منفذ عملية الدهس .
الحسني للمسيرة: سيناريو التدخل العسكري في فنزويلا.. رهان أمريكي محفوف بالفوضى
المسيرة نت| خاص: أشار الإعلامي اليمني طالب الحسني إلى أنّ سيناريو التدخل العسكري الأمريكي في فنزويلا، هو رهان محفوف بمخاطر الفوضى الكبيرة والرفض الدولي، مؤكّدًا أنّ هذا السيناريو يصطدم "بعقدة الصمود الداخلي في فنزويلا وغياب الاستجابة العسكرية للانقلاب"، فضلاً عن "التحالفات الجيوسياسية القوية مع قوى دولية كبرى".
الأخبار العاجلة
  • 09:23
    الصحة الفلسطينية: استشهاد فتى برصاص جيش العدو الإسرائيلي في مدينة الخليل بالضفة المحتلة
  • 08:58
    إعلام العدو: إصابة جنديين صهيونيين في عملية طعن شمال رام الله في الضفة الغربية
  • 08:55
    إعلام العدو: إصابة جنديين صهيونيين في عملية طعن شمال رام الله في الضفة الغربية
  • 08:48
    مصادر سورية: قوات العدو الإسرائيلي تقيم حاجزا على طريق الصمدانية الشرقية وبلدة خان أرنبة بريف القنيطرة الأوسط
  • 08:48
    مصادر سورية: دبابات وعربات عسكرية للعدو الإسرائيلي تتوغل باتجاه تل كروم جبا والصمدانية الشرقية بريف القنيطرة
  • 08:48
    إعلام العدو: اغتيال منفذ عملية الدهس في مدينة الخليل والتي أسفرت عن إصابة مجندة صهيونية بجروح
الأكثر متابعة