مقدمة نشرة الأخبار الرئيسة لقناة المسيرة ليوم الثلاثاء 17/08/2021

مَن يراهنُ على أمريكا فهو يراهنُ على سراب، ومَن يتغطّى بها باتَ عرياناً، ومن حقائقِ التاريخ أن أمريكا تقاتلُ بعملائِها ولا تقاتل عنهم، وتُضحّي بهم ولا تضحي من أجلِهم بل تستخدمُهم وقتَ الحاجة، وترميهم بعد الاستغناءِ عن خدماتِهم،

وما دخلت بلداً إلا أفسدته وخربته، لاتبني لهم دولةً ولاجيشاً ولاهم يحزنون، أو تركلُهم وتتركهم لمصيرهم، وما حصلَ في أفغانستانَ شاهدٌ حيٌّ، وشهادةُ بايدن في مؤتمرِ الصحفي بعد هزيمةِ ربع قرن شاهد إضافي، ولاينجو العملاء من تبعات الهزيمة على طريقة الشيطان إنّا برئاء منكم ، وقد فعلها بايدن وهو يكرر التذكير بان اشرف غني يتحمل عواقب الهزيمة، واعترف بأن بلاده لم تأت أفغانستان لبناء دولة، ولن تقاتل عن العملاء، و ما جرى في أفغانستان ينسحب على دول وحروب أمريكية أخرى ومن بينها الشراكة الامريكية في العدوان على اليمن وتحريك أدوات إقليمية بينها السعودية لهذه الحرب ، تفرض على بايدن القياس، فالمقاربات متطابقة وما اخفته واشنطن طيلة عقدين من الزمن، لا تزال تخفيه في ساحات أخرى وتعد وتمني عملاءها وما تعدهم إلا غروراً، ومن يدري الانسحاب المذل من أفغانستان بداية لزمن الأفول وقد لاينتهي عندها، وعلى المرتزقة الذي يقاتلون في سبيلها في كل الساحات مراجعة الحساب، قبل يوم الحساب، فما حصل لغيرهم قد يحصل لهم، وفوات الفرصة غصة.