الشرعبي: الكيان يعيش مأزقًا وجوديًّا بعد الضربات الإيرانية

أكّد الناشط السياسي زكريا الشرعبي، أن الرد الإيراني المزلزل أحدث إرباكًا صهيونيًّا كبيرًا داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، مشيرًا إلى تنامي القلق النفسي لدى المستوطنين الصهاينة؛ إزاء استمرار القصف الإيراني على المغتصبات الصهيونية.

 وفي حديث خاص لقناة "المسيرة" أوضح الشرعبي أن "الضربات الإيرانية أحدثت شلالاً اقتصاديًّا وسياسيًّا للكيان الصهيوني، مؤكّدًا أن العدوّ الإسرائيلي راهن على الوقت، غير أن استمرار المعركة بهذا النسق يُدخل الكيان في استنزاف مفتوح لن يصمد أمامه طويلاً، خصوصًا مع تراجع القدرة الاقتصادية وارتفاع تكاليف البقاء في الملاجئ".

وفيما يتعلق بالموقف الأمريكي، أشار الشرعبي إلى أن الولايات المتحدة تجد نفسها اليوم أمام خيارين أحلاهما مر: إما التصعيد المباشر ضد إيران، وهو ما قد يفتح بوابة إلى "حرب لا عودة منها"، أو الانسحاب والتراجع، ما يُفقدها هيبتها ونفوذها في المنطقة.

وقال: "الولايات المتحدة تعرف جيدًا أن أي مواجهة شاملة مع إيران لن تكون شبيهة بتجاربها السابقة، بل ستكون أكثر كلفة وتعقيدًا من أفغانستان والعراق وحتى البحر الأحمر".

وأضاف "أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بعقيدتها الثورية وبنيتها الصلبة، ترفض الخضوع والإذلال، وهي مستعدة لدفع الكلفة في سبيل الحفاظ على كرامتها وسيادتها".

وفي قراءة لخارطة التحالفات، أورد الشرعبي أن محور المقاومة، بما في ذلك اليمن ولبنان والعراق وسوريا، يقرأ المعركة الحالية ضمن معادلة ردع جديدة، لا تسمح بفرض منطق الاستباحة، موضحًا أن إيران لا تعتمد فقط على الحلفاء، بل على قدراتها الذاتية العسكرية والاقتصادية، بينما يبقى الموقف الروسي "غامضًا"، في حين تظهر إشارات دعم محتملة من دول مثل الصين، باكستان، وكوريا الشمالية.

وحذر الشرعبي من أن المنطقة تقف اليوم على حافة تحول استراتيجي كبير؛ إذ إن العدو الإسرائيلي فقد قدرته على فرض شروطه كما في السابق، ولم تعد أمريكا قادرة على إدارة الصراعات كما كانت، في ظل تحديات داخلية اقتصادية وسياسية متصاعدة في الغرب، وبيئة إقليمية متغيرة تميل نحو الاستقلال ومقاومة الهيمنة.