تحت ظلال واشنطن.. أنظمة العمالة والانبطاح تنحر فلسطين وتبيع سوريا
آخر تحديث 26-04-2025 18:33

خاص | 26 إبريل | عبدالقوي السباعي | المسيرة نت: من قلب مجلسِ الأمن الدولي، وفي أول ظهورٍ علني لمسؤولٍ سوريٍّ رفيعٍ في واشنطن منذ سقوط النظام السابق، جاء التصريح الصاعق: "سوريا لن تمثِّلُ تهديدًا لأية دولة، بما فيها (إسرائيل)".

هكذا صرّح أسعد الشيباني، وزير الخارجية في سلطة الأمر الواقع بقيادة أحمد الشرع (الجولاني)، في رسالةٍ لم تكن موجهةً للعالم بقدر ما كانت بلاغَ ولاء معلَن لمِظلة الاحتلال الأمريكي الصهيوني.

تصريحٌ لا يُفهَمُ خارجَ سياق مشروع إقليمي يُدارُ من غرفٍ مظلمة، ويعاد تشكيلُه على جثث الشهداء وركام المدن؛ فالمنطقةُ اليومَ تشهدُ تحوّلًا جذريًّا في مفهومِ "العدوّ الحقيقي"، حَيثُ أصبحت المقاومةُ تُقمَعُ لا تُكرَّم، والجهاد يُجرَّمُ لا يُحتفَى به، باسم "الشروط الأمريكية" لرفع العقوبات، أَو بالأحرى: شروط الولاء والخنوع.

 

سوريا ما بعد السقوط.. مشروعٌ أمريكي على مقاس "إسرائيلي":

في مشهدٍ لا يفسَّرُ إلا بميزانِ الخِيانة والارتهان، أطلَّ وزيرُ الخارجية السوري الجديد، "أسعد الشيباني"، ليعلن أن "سوريا لن تمثل تهديدًا لـ (إسرائيل)"، في تصريحٍ يُعد أول ثمرة علنية لحكم أحمد الشرع (الجولاني)، الرئيس الانتقالي لسوريا ما بعد الأسد.

هذا التصريح -وما سبقه من مواقفَ وتحَرّكاتٍ- يكشفُ عن مشروعٍ خطير يُرادُ له أن يُغطِّيَ المشهدَ السوريَّ والوطن العربي الكبير، قائمٍ على إعادة تأهيل أدوات الإرهاب المسلح ببدلات دبلوماسية، وإلحاق سوريا رسميًّا بمحور التطبيع.

هذه ليست مُجَـرّد مواقفَ سياسية، بل إرهاصات تحولات استراتيجية تقودُها واشنطن بتواطؤ تركي سعوديّ، ومجسَّات "تل أبيب" تعملُ ليلَ نهارَ على ضبط إيقاع المرحلة القادمة بما يخدُمُ أمنَها الاستيطاني ومشروعَها التوسعي.

فبعد أن أصبح أحمد الشرع الوجهَ "المدني" الجديدَ للمشهد السوري، ها هو الجولاني -الذي تقمص عباءة الرئيس- يُمنِّي النفسَ بلقاء مع ترامب بترتيبٍ سعوديٍّ، معلِنًا استعدادَه لـ "التطبيع الكامل مع الكيان الغاصب إذَا توفرت الشروط".

لكن ما هذه الشروط؟ هل هي العدالة، أَو الحرية، أَو وقف العدوان على غزة؟ لا.. إنها ببساطة: قمع الفلسطينيين، اعتقال المقاومين، وإظهار حُسن النية للاحتلال الصهيوني.

وما بين سطور هذا التحول، يتجلَّى المشهدُ أن "الشرعَ" ووزيرَ خارجيته "يلعبان لُعبةً مزدوجة"، في محاولةٍ لتمريرِ مشروعهم دونَ صدمةٍ مفاجئة للشعب السوري المغلوب على أمره، عبر خطابٍ مموَّه حتى تكتملَ ترتيباتِ اللحظة الحاسمة.

 

الكيان الصهيوني على أبواب دمشق.. والخيانة ترتدي بدلةً رسمية:

ليس عبثًا أن يعادَ تأهيلُ الجولاني –أحد رموز الجماعات المسلحة سابقًا– ليكون رأس السلطة الانتقالية في سوريا؛ فالرجل لا يمثل مشروعًا وطنيًّا، بل خطة أمريكية مركَّبة لتحويل سوريا من قلعة مقاومة إلى ساحة نفوذ يتقاسمُها الوكلاء.

عودةُ دونالد ترامب إلى المشهد السياسي تعني أَيْـضًا عودةَ الرؤية النفعية التي ترى في التطبيع عربونَ ولاء يجب دفعُه مقدَّمًا، وفي تصريحٍ لافت، أشار ترامب إلى نيته "استكمالَ اتّفاقيات أبراهام"، واضعًا سوريا ضمنَ قائمة الدول المرشَّحة للحاق بالركب.

ووسط هذا المسعى، يتعهَّد محمد بن سلمان بتنسيق لقاء بين "الشرع وترامب" خلال فترة الزيارة القادمة، فيما يبدو أنه ترتيبٌ تتقاطع فيه مصالح التطبيع مع أهداف إخراج سوريا من الحصار، ولكن بثمن الوطن والسيادة.

وبينما تتغنَّى واشنطن بـ"توسيع اتّفاقيات أبراهام"، وتدفع أنظمتها الوظيفية إلى حظيرة التطبيع، يختلطُ المشهد السوري بأصوات تركية وسعوديّة وصهيونية، تتصارع على الغنائم، وتتصادم على التمثيل، غير أن هناك مَن حسم الأمر.

تركيا –كما يؤكّـد ترامب– هي الوكيل الأجدر، والشريك العقائدي للجماعات المسلحة، والوجه المقبول لأمريكا وللداخل الشعبي في المشهد السوري، أما السعوديّة، فتلعب دور المهرِّب السياسي الذي ينسِّقُ اللقاءاتِ بين التائبين الجدد للهيكل الصهيوني.

لكن اللُّعبة أعقدُ مما تبدو، فـ"إسرائيل الكبرى" لا تحتمل وكلاءَ مختلفين، والمجرم نتنياهو الذي يرقُبُ التمدُّدَ التركي في الشمال السوري بدعمٍ أمريكي، لا يرى في هذا التموضع إلا تهديدًا استراتيجيًّا لمشروعه؛ ما ينذر بصدامٍ غير مباشر –وربما مباشر– على الساحة السورية.

 

الخِذلان العربي الإسلامي.. حين تُذبَحُ غزةُ في صمت الحلفاء:

وسط هذا الانهيار المتسارع، تغيب غزة عن المشهد السياسي العربي والإسلامي الإقليمي، إلا حين تُستخدَمُ ورقةً لتبرئة الخيانة، وبينما يتقاتل الوكلاء على تمثيل المشروع الأمريكي الصهيوني في سوريا، تُذبح غزة كُـلّ يوم على مرأى من أنظمة فقدت شرفَ النصرة وشجاعة الموقف.

بعضُ الأنظمة العربية، التي تجاهر بعدائها لإيران أَو للمقاومة عُمُـومًا، تجنِّدُ نفسَها وإعلامها لقتل الروح الفلسطينية بالوكالة، وتبث سموم التمزيق والتفرقة والفتنة فيما تغسل عارَها في حفلات الترفيه، ومهرجانات التطبيع، أَو محاربة "فلول النظام السابق" كما في سوريا الجديدة.

أما جيش الاحتلال الصهيوني، فيواصل الزحف ويقضمُ كُـلَّ يوم جزءًا من الأرض والشرف السوري، ويطرُقُ أبوابَ دمشق بصمت؛ لأَنَّ الطريق ممهدة؛ ولأن "السلطةَ" تلهو بجولاتها الدبلوماسية؛ فهي من تؤكّـد أنها لا تمثِّلُ تهديدًا للكيان؛ ما يعني أن الكَيانَ أَيْـضًا لا يمثِّلُ تهديدًا لها حتى ولو دخل إلى دمشق.

وفيما الصراعُ على تمثيلِ الدور الأمريكي في سوريا لا يقتصرُ على الشرع والأنظمة المطبِّعة، بل يمتدُّ ليشملَ الوكلاءَ الإقليميين المتنافسين، يترسَّخُ مشهدٌ قادمٌ من التصعيد، تتداخل فيه سيناريوهات حروب الوكالة، حَيثُ لكُلِّ طرف طموحاتُه الاستعمارية، وكلهم يتاجرون بالأرض السورية ويقايضونها في مزاد الدم.

 

تحوُّلاتٌ خطيرة.. لكنها ليست قدرًا:

في ضوء هذه الوقائع، يمكن القول إنّ المنطقة مقبلة على مرحلةٍ أكثر خطورة وتعقيدًا؛ فالأنظمة العميلة –وإن بدت قويةً– تعيشُ على الأوكسجين الأمريكي، ومشروعها غيرُ قادر على الصمود طويلًا أمام الوعي المتصاعد، والمقاومة المتجددة.

سوريا ليست للبيع، وفلسطين ليست ورقة تفاوض، والأيّام القادمة –رغم كُـلّ التنازلات– ستشهد ارتدادَ هذه الخيانات إلى صدور أصحابها؛ لأَنَّ الحق لا يموت، والمقاومة لا تُهزم إلا إذَا قرّر أصحابُها الانبطاح.

هذه ليست نهايةَ الحكاية، ورغم هذا السواد؛ فَــإنَّ المشروع الأمريكي لن يصمد طويلًا على أنقاض الشعوب الحرة، فالسلطات التي جاءت على ظهر الدبابة الأمريكية، ورضعت الولاءَ من أعداء الأُمَّــة، لا يمكنُ أن تمثِّلَ إرادَةَ الجماهير.

وسوريا –التي تترنَّحُ اليومَ– ستنهَضُ من جديد؛ لأَنَّ روحَ المقاومة لا تُغتال؛ ولأنَّ مَن تآمروا عليها وعلى فلسطين، سيأكلهم التاريخُ عاجلًا أم آجلًا؛ ولأنها معركة وعي وصمود، وميزان الحق بدأ يميلُ من جديد نحوَ الشعوبِ التي لم تنكسر، ولم تتخلَّ، ولن تفرِّط.

انتصاف: جريمة جديدة لتحالف العدوان بحق النساء في الجوف تكشف استمرار الحرب على المدنيين
أدانت منظمة انتصاف لحقوق المرأة والطفل بأشد العبارات الجريمة الجديدة التي ارتكبها تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي بحق النساء في محافظة الجوف، وذلك عقب استشهاد امرأة نتيجة انفجار جسم من مخلفات العدوان أثناء رعيها للمواشي في مديرية المصلوب يوم الثلاثاء 2 ديسمبر 2025م.
نادي الأسير الفلسطيني: 21 ألف حالة اعتقال في الضفة منذ حرب الإبادة الصهيونية
أكد نادي الأسير الفلسطيني أن العدو الصهيوني يواصل تصعيد حملة الاعتقالات الواسعة في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، في وتيرة غير مسبوقة منذ اندلاع حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني، مسجّلًا أكثر من 21 ألف حالة اعتقال خلال الفترة الماضية.
الخارجية الكولومبية تحذر من التهديدات الأمريكية: التصعيد على فنزويلا وكولومبيا يهدد استقرار أمريكا اللاتينية
متابعات | المسيرة نت: أعربت وزارة الخارجية الكولومبية عن قلقها البالغ إزاء التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي ألمح فيها إلى إمكانية تنفيذ عمليات عسكرية ضد كولومبيا بذريعة "مكافحة المخدرات"، معتبرةً أن هذه التصريحات تمثل تصعيدًا خطيرًا من جانب واشنطن تجاه دولة سيادية في أمريكا اللاتينية.
الأخبار العاجلة
  • 10:05
    الهلال الأحمر الفلسطيني: إصابة مواطن نتيجة اعتداء جنود العدو عليه بالضرب خلال اقتحام شارع القدس بنابلس
  • 08:09
    مصادر فلسطينية: قوات العدو الإسرائيلي تشن حملة اعتقالات وتحقيق ميداني خلال اقتحامها بلدة صوريف شمال الخليل فجر اليوم
  • 08:04
    وزارة الدفاع الروسية: الدفاعات الجوية أسقطت خلال الليل 102 طائرة مسيّرة أوكرانية، بينها 26 فوق بيلغورود، 22 فوق بريانسك، و21 فوق كورسك
  • 08:03
    مصادر فلسطينية: مدفعية العدو الإسرائيلي ورشاشاته تستهدف المناطق الشرقية لمدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة
  • 08:03
    نادي الأسير الفلسطيني: الجرائم المرافقة لعمليات الاعتقال تتضاعف وتشمل إعدامات ميدانية ومساعٍ لسنّ قانون يسمح بعقوبة الإعدام بحق الأسرى الفلسطينيين
  • 08:03
    نادي الأسير الفلسطيني: العدو الإسرائيلي يواصل تصعيد الاعتقالات غير المسبوق مسجّلًا نحو 21 ألف حالة اعتقال في الضفة بما فيها القدس منذ حرب الإبادة
الأكثر متابعة