ضغوط سياسية لإعادة الشركات ولا فائدة.. تكتيكات "الحصار الشامل" توسّع عُزلة العدو وفشله وأزماته

خاص | نوح جلّاس | المسيرة نت: أصبحت إعلانات شركات النقل الجوي الدولية، بشأن تمديد فترة مقاطعة مطارات العدو، روتيناً يومياً اعتيادياً، بسبب استمرار العمليات اليمنية وتصاعد حالة العجز الصهيوني عن مواجهتها أو وضع حلول لتداعياتها وآثارها المتوسعة المتواصلة.

وعلى وقع الفشل في احتواء الردع اليمني وتكتيكاته، ومساعٍ لإقناع الشركات – المتوجسة خوفاً – بإعادة تسيير رحلاتها من وإلى مطار اللد، لجأ العدو الصهيوني إلى ممارسة الضغط السياسي على العازفين عن مطاراته، لكن مسلسل الفشل يتواصل. 

هيئة البث الصهيونية ومختلف وسائل إعلام العدو، ذكرت أن حكومة المجرم نتنياهو مارست ضغوطاً سياسية ضد شركات النقل الجوي الدولية، على أمل إعادة نشاطها في يافا وكسر العزلة الجوية، مؤكدةً أنه ورغم هذا الإجراء، ما تزال الشركات تعلن يومياً عن تمديد فترة إلغاء وتعليق رحلاتها. 

هذه المعطيات تؤكد أنه لا حلول أمام العدو لكسر العزلة الجوية، غير الالتزام بشرط القوات المسلحة اليمنية، المتمثل في وقف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها.

وقد عززت قناة كان العبرية مؤشرات الفشل الصهيوني المستدام، بتأكيدها أن "أزمة رحلات الطيران الأجنبية يبدو أنها لن تحل في وقت قريب"، مشيرةً إلى استنادها على مصادر في قطاع النقل الجوي لدى الاحتلال. 

عوامل فشل العدو في احتواء الحصار الجوي الشامل تعود إلى عدم قدرته على حماية المجال الجوي لفلسطين المحتلة رغم كثافة المنظومات الاعتراضية وأدوات الرصد بمختلف أشكالها، بالإضافة إلى التكتيك والمناورة التي تنتهجها القوات المسلحة عبر تقسيط العمليات، وتنويع الأسلحة المستخدمة وضبط توقيت التنفيذ بما يقود لتمديد فترة العزل الجوي، حيث لوحظ من خلال عمليات الأسبوعين الراهن والماضي أن العمليات كانت تنفذ قبل يوم أو يومين من أقرب موعد حددته بعض الشركات كنهاية لفترة التعليق. 

وبضبط التوقيت على هذا النحو، تضطر الشركات لتمديد فترات التعليق، فيما ترصد القوات المسلحة اليمنية وتترقب جدول تواريخ "العودة"؛ لتجبر بعملياتها الجهات الدولية على إعادة تجديد فترة العزوف عن مطارات العدو وتمديدها، خصوصاً وأن بعضها اضطر لتحديد فترات توقف طويلة تزيد عن شهرين بسبب استمرار العمليات المتناوبة على أجواء فلسطين المحتلة، أمام تصاعد الفشل الصهيوني.

شركات أمريكية اختارت أغسطس القادم موعداً للعودة؛ نظراً لفهمها طبيعة الردع اليمني وتكتيكاته التي تلعب على التوقيت والجدول الزمني لبنك الأهداف، لتلتحق الخطوط الجوية البريطانية بها وتؤكد أنها ستتوقف عن التعامل مع مطارات العدو خلال الشهرين المقبلين دون أن تحدد ما إذا كانت ستعود في أغسطس القادم.

توقف الخطوط البريطانية مثّل ضربةً على العدو، وله تداعياتٌ أكثر سلبية، خصوصاً بعد أن أكدت صحيفة غلوبس الاقتصادية العبرية مساء الأحد أن "تعليق رحلات الخطوط الجوية البريطانية سيؤثر على الصناعة بأكملها"، في حين كشف موقع "أشدود أونلاين" العبري عن تأثر صناعة البلاستيك والمستحضرات التجميلية في الأراضي المحتلة بفعل الردع اليمني.

وما يزيد التعقيدات أكثر على العدو، أن غالبية الشركات التي تعلن وقف رحلاتها تمتلك مجموعة خطوط دولية وأساطيل جوية ضخمة في أوروبا وآسيا، منها مجموعة "لوفتهانزا" الألمانية، ومجموعات عالمية أخرى وشركات اقتصادية رائدة، وهذا بدوره يفاقم مخاوف كل الشركات الدولية التي أعلنت عزوفها منذ ضربة الرابع من مايو.

ومع ترقّب التطبيق العملي الصاروخي والجوي للحظر البحري على ميناء حيفا، تتوسّع "إفرازات الأزمات" على جسد الكيان ومفاصله الحيوية، ما يضعه أمام آلام جديدةٍ لا حل لها ولا دواء غير التنحّي عن الإجرام، خصوصاً مع مؤشرات "غلوبس" التي ذكرت مساء الأمس أن جهات حول العالم باتت تعبر عن خوفها من القدوم إلى حيفا، فيما يتكهن مراقبون بقرب الضربة الأولى، واشت‍عال الحرائق والأزمات معاً؛ لتتداعى التداعيات الأكثر كارثيةً، ومن كشف حساب "الحظر البحري على حيفا مقابل الحصار الخانق على غزة"، وللردع اليمني إجراءات أكثر جرأة.