أهدافُ العدوانِ الصهيونيِّ على الحُدَيْدَةِ وأبعادُهُ القانونيَّةُ والسياسيَّةُ
آخر تحديث 17-09-2025 08:25

خاصٌّ | منصورُ البكاليُّ | المسيرةُ نت: شهدت مدينةُ الحُدَيْدَةِ اليمنيَّةُ أمسِ، عدوانًا جويًّا نفَّذه كيانُ العدوِّ الصهيونيِّ المجرمُ، في محاولةٍ واضحةٍ لفرضِ حصارٍ بحريٍّ جديدٍ على البلادِ ومنعِ إعادةِ تأهيلِ أرصفةِ الميناءِ الاستراتيجيِّ.

واستُهدِفَت المنطقةُ باثنتي عشرةَ طائرةً حربيَّةً، إلَّا أنَّ الدفاعاتِ الجويَّةَ اليمنيَّةَ نجحت في إفشالِ الهجومِ وإحداثِ حالةِ إرباكٍ في صفوفِ التشكيلاتِ القتاليَّةِ للعدوِّ، ما أجبر بعضَ الطائراتِ على الانسحابِ قبلَ تنفيذِ مهامِّها.

هذه الجريمةُ المكتملةُ الأركانِ تأتي بعدَ يومٍ واحدٍ فقط من انعقادِ القمَّةِ العربيَّةِ الإسلاميَّةِ الطارئةِ في الدوحةِ، التي اقتصرت مخرجاتُها على بياناتِ الإدانةِ والشجبِ لجرائمِ العدوِّ في غزَّةَ، غيرَ أنَّ العدوانَ الجديدَ على الحُدَيْدَةِ كشف محدوديَّةَ الموقفِ العربيِّ الرسميِّ، وعجزَهُ عن اتخاذِ خطواتٍ عمليَّةٍ توقفُ التصعيدَ الصهيونيَّ الأمريكيَّ في المنطقةِ، واستمرارَ معادلةِ الاستباحةِ.

البُعدُ القانونيُّ

في هذا السياقِ أوضح أستاذُ القانونِ الدوليِّ الدكتورُ عمرُ الحامدُ، أنَّ العدوانَ السافرَ على ميناءِ الحُدَيْدَةِ يمثِّل "انتهاكًا صارخًا" لميثاقِ الأممِ المتحدةِ والقانونِ الدوليِّ الإنسانيِّ.

وأكَّد في حديثِهِ لقناةِ المسيرةِ، أمسِ، أنَّ المادةَ (51) من ميثاقِ الأممِ المتحدةِ تمنح اليمنَ حقَّ الدفاعِ المشروعِ عن النفسِ بكلِّ الوسائلِ المتاحةِ، في حين أنَّ المادةَ الثانيةَ الفقرةَ الرابعةَ تحظر استخدامَ القوَّةِ أو التهديدَ بها ضدَّ سلامةِ أراضي الدولِ وسيادتِها.


وأضاف أنَّ محاولةَ فرضِ حصارٍ بحريٍّ على اليمنِ جريمةٌ مضاعفةٌ، لأنَّها تستهدف المدنيين بشكلٍ مباشرٍ، وتهدِّد الأمنَ الغذائيَّ لملايينَ اليمنيين، وهو ما يُصنِّفُها ضمن جرائمِ الإبادةِ الجماعيَّةِ والجرائمِ ضدَّ الإنسانيَّةِ وفقَ اتفاقيَّاتِ جنيفَ ونظامِ روما الأساسيِّ للمحكمةِ الجنائيَّةِ الدوليَّةِ.

وأشار إلى أنَّ استهدافَ الموانئِ المدنيَّةِ يعكس منهجًا جديدًا لإخضاعِ الشعوبِ عبرَ التجويعِ والحرمانِ، وهي أساليبُ محظورةٌ دوليًّا.

المجرمُ الحقيقيُّ

رغم تحميلِ المسؤوليَّةِ المباشرةِ لكيانِ العدوِّ الصهيونيِّ المجرمِ، شدَّد الحامدُ على أنَّ "المجرمَ الحقيقيَّ" هو الولاياتُ المتحدةُ التي توفِّر الدعمَ العسكريَّ والسياسيَّ والماليَّ الكاملَ لهذا الكيانِ.

وذكَّر بسجلِّ واشنطنَ الدمويِّ على مدارِ التاريخِ، بدءًا من إبادةِ الهنودِ الحمرِ، مرورًا بجرائمِها في فيتنامَ والعراقِ وأفغانستانَ والصومالِ، وصولًا إلى دعمِها المفتوحِ لجرائمِ الاحتلالِ ضدَّ الشعبِ الفلسطينيِّ والشعبِ اليمنيِّ.

وبيَّن أنَّ الكيانَ الصهيونيَّ ليس سوى أداةٍ بيدِ واشنطنَ، ينفِّذ أجندتَها في المنطقةِ، وأنَّ العدوانَ الأخيرَ على الحُدَيْدَةِ يكشف إفلاسَ المشروعِ الصهيونيِّ ـ الأمريكيِّ الذي فشل طوال تسعِ سنواتٍ في كسرِ صمودِ الشعبِ اليمنيِّ.

وانتقد بشدَّةٍ المواقفَ الرسميَّةَ العربيَّةَ، معتبرًا أنَّها لم تخرج عن دائرةِ الشجبِ والإدانةِ الشكليَّةِ. وقال إنَّ هذا الموقفَ المتخاذلَ يشجِّعُ العدوَّ على التوسُّعِ في عدوانِهِ شرقًا وغربًا، في ظلِّ غيابِ أيِّ قراراتٍ ملزِمةٍ أو خطواتٍ عمليَّةٍ تردعُه.

وأشار إلى أنَّ الاتحادَ الأوروبيَّ، المعروفَ بدعمِهِ الكبيرِ للكيانِ، بدأ يناقش فرضَ عقوباتٍ جديدةٍ ضدَّه بعدَ جرائمِهِ في غزَّةَ، بينما لا تزال الدولُ العربيَّةُ غائبةً عن أيِّ فعلٍ سياسيٍّ أو اقتصاديٍّ مؤثِّرٍ.

ولفت إلى أنَّ القمَّةَ العربيَّةَ الإسلاميَّةَ الأخيرةَ بدت وكأنَّها منحت العدوَّ "ضوءًا أخضرَ" لتوسيعِ عمليَّاتِهِ، بعدَ أن اكتفت ببياناتٍ إنشائيَّةٍ لا ترقى إلى مستوى التحدِّياتِ.

الشعوبُ تقترب من لحظةِ الانفجارِ

رغم حالةِ الإحباطِ من الأنظمةِ الرسميَّةِ، أكَّد الحامدُ أنَّ الشعوبَ العربيَّةَ لا تزال تخزِّن الغضبَ مثل "البرميلِ الذي ينتظر لحظةَ الاشتعالِ".

وضرب مثالًا بالابتهاجِ الشعبيِّ من المحيطِ إلى الخليجِ عندَ إطلاقِ الصواريخِ اليمنيَّةِ نحو عمقِ الكيانِ، معتبرًا ذلك تعبيرًا عن الانتماءِ الحقيقيِّ والبوصلةِ الواضحةِ للأمَّةِ.

وأشار إلى أنَّ الانفجارَ الشعبيَّ قادمٌ لا محالةَ، وسيكون هذه المرَّةَ ضدَّ مشاريعِ الاستسلامِ والتطبيعِ التي يقودها بعضُ الحكامِ العربِ.

 وأضاف أنَّ ما يجري في اليمنِ وغزَّةَ هو جزءٌ من معركةٍ مصيريَّةٍ تحدِّد مستقبلَ الأمَّةِ العربيَّةِ والإسلاميَّةِ، وأنَّ الشعوبَ ستُدرك عاجلًا أنَّ كلفةَ المواجهةِ أقلُّ بكثيرٍ من كلفةِ الاستسلامِ.

خطُّ الدفاعِ الأوَّلِ للأمَّةِ

واعتبر أنَّ العدوانَ على اليمنِ وغزَّةَ ليس مجرَّد قرارٍ صهيونيٍّ منفردٍ، بل هو مشروعٌ أمريكيٌّ شاملٌ لإعادةِ رسمِ خرائطِ المنطقةِ بالقوَّةِ وفرضِ ما يُسمَّى بـ "شرقٍ أوسطٍ جديدٍ"، مشدِّدًا في المقابلِ على أنَّ صمودَ اليمنِ وغزَّةَ، إلى جانبِ جبهةِ المقاومةِ الممتدَّةِ في المنطقةِ، كفيلٌ بإفشالِ هذه المخطَّطاتِ.

وأكَّد أنَّ اليمنَ يُشكِّل اليوم خطَّ الدفاعِ الأوَّلَ عن قضايا الأمَّةِ، وأنَّ تضحياتِهِ تُعيد الأملَ بتحريرِ فلسطينَ والمنطقةِ من الهيمنةِ الصهيونيَّةِ الأمريكيَّةِ، لافتًا إلى أنَّ هذا الصمودَ يعكس معادلةً جديدةً بدأت تتشكَّلُ، يكون فيها الشعبُ اليمنيُّ في طليعةِ مواجهةِ المشاريعِ الاستعماريَّةِ، بينما تظلُّ الأنظمةُ الرسميَّةُ غارقةً في بياناتٍ لا "تساوي الحبرَ الذي كُتِبَت به".

خيبةُ أملٍ وتحدِّياتٌ مصيريَّةٌ

من جانبِهِ قال عضوُ المكتبِ السياسيِّ لأنصارِ الله الأستاذُ عليُّ الديلميُّ: "رغم التحذيراتِ المتكرِّرةِ من خطورةِ ما يواجهه الأمنُ القوميُّ العربيُّ، ومساعي كيانِ العدوِّ الصهيونيِّ المجرمِ للهيمنةِ على العالمِ العربيِّ وسيادتِهِ، إضافةً إلى الجرائمِ المستمرَّةِ بحقِّ غزَّةَ وشعبِها الأعزلِ، جاءت مخرجاتُ القمَّةِ العربيَّةِ الإسلاميَّةِ الأخيرةِ مخيِّبةً للآمالِ، ولا ترقى إلى مستوى التحدِّياتِ المطروحةِ".


وفي مداخلةٍ له على قناةِ المسيرةِ، أكَّد الديلميُّ أنَّ النتائجَ الهزيلةَ للقمَّةِ لا تساوي الحبرَ الذي كُتِبَت به، موضحًا أنَّ التصريحاتِ الناريَّةَ لم تُترجَم إلى قراراتٍ عمليَّةٍ تنعكس على الأمَّةِ، في حين يواصل كيانُ العدوِّ الصهيونيُّ المجرمُ اعتداءاتِهِ حتَّى على أحدِ أهمِّ الموانئِ الاستراتيجيَّةِ في البحرِ الأحمرِ كمدينةِ الحُدَيْدَةِ.

وأضاف أنَّ المقارنةَ مع مواقفِ الغربِ تجاه أوكرانيا تكشف حجمَ التقاعسِ العربيِّ، إذ يقدِّم الأوروبيون كلَّ أشكالِ الدعمِ لكييفَ، بينما لا يجرؤ العربُ على إرسالِ طائرةِ مساعداتٍ إلى غزَّةَ أو اتخاذِ قرارٍ بقطعِ العلاقاتِ مع حكومةِ الاحتلالِ.

وأشار إلى أنَّ اليمنَ اليوم هو من يباشرُ الأفعالَ الميدانيَّةَ في مواجهةِ العدوِّ الصهيونيِّ المجرمِ، عبرَ العمليَّاتِ العسكريَّةِ والحصارِ والتحدِّي المباشرِ، وهو ما يستحقُّ الدعمَ والإسنادَ بدلًا من الإدانةِ تحتَ ضغطِ الأمريكيِّ المجرمِ. 

قمَّةُ الدوحةِ شجَّعت العدوَّ على الاستباحةِ

في سياقٍ متَّصلٍ اعتبر عضوُ البرلمانِ التونسيِّ السابقُ زهيرُ مخلوف أنَّ العدوانَ الصهيونيَّ المجرمَ على ميناءِ الحُدَيْدَةِ وما تزامن معه من تصعيدٍ دمويٍّ غيرِ مسبوقٍ ضدَّ غزَّةَ، يكشف فشلَ القمَّةِ العربيَّةِ الإسلاميَّةِ في الدوحةِ ويؤكِّد أنَّها لم تكن سوى غطاءٍ لتشجيعِ العدوِّ على المضيِّ في جرائمِهِ.

وأوضح مخلوف، في حديثِهِ لقناةِ المسيرةِ، أنَّ ما رُوِّجَ له على أنَّ القمَّةَ مخصَّصةٌ لردعِ العدوِّ، تحوَّل إلى مهزلةٍ، إذ شهد صباحُ اليومِ التالي مباشرةً هجومًا برِّيًّا وعدوانًا بربريًّا دمويًّا على غزَّةَ، خلَّف عشراتَ الشهداءِ والدمارَ الكارثيَّ، إلى جانبِ استهدافِ اليمنِ في الحُدَيْدَةِ.


ولفت إلى أنَّ اجتماعَ أكثرَ من 57 دولةً لم يُنتِج سوى مخرجاتٍ فارغةٍ تقوم على التطبيعِ والخضوعِ لأسيادِهم في واشنطنَ، مؤكِّدًا أنَّ من صعدوا للسلطةِ على ظهورِ الدباباتِ أو بدعمٍ أمريكيٍّ ـ صهيونيٍّ لا يمكن أن يواجهوا كيانَ العدوِّ الصهيونيِّ المجرمِ.

وأضاف أنَّ غيابَ القراراتِ العمليَّةِ أو حتَّى الحدِّ الأدنى من المواقفِ الأخلاقيَّةِ يكشف حالةَ "غيبوبةٍ" يعيشها النظامانِ العربيُّ والإسلاميُّ، مقابلَ مواقفَ مشرفةٍ محدودةٍ كالموقفِ الماليزيِّ الذي دعا إلى الدفاعِ عن النفسِ بالمعاييرِ القانونيَّةِ الدوليَّةِ.

وقال إنَّ الردَّ اليمنيَّ العمليَّ على العدوانِ يمثِّل الفعلَ الحقيقيَّ في مواجهةِ العدوِّ، في وقتٍ يكتفي فيه الآخرون بالاستسلامِ والارتهانِ، مشيرًا إلى أنَّ ما سُمِّيَ بمؤتمرِ "أمنِ البحرِ الأحمرِ" في الرياضِ لم يكن سوى غطاءٍ إضافيٍّ لخدمةِ الأجندةِ الأمريكيَّةِ.

بهذا المشهدِ، يتضح أنَّ العدوانَ على الحُدَيْدَةِ لم يكن مجرَّد جولةٍ عسكريَّةٍ محدودةٍ، بل محطةً مفصليَّةً تكشف تناقضاتِ المشهدِ الدوليِّ والإقليميِّ، وتوسِّعَ مشروعَ الاستباحةِ للأمَّةِ، وأنَّ عدوانًا صهيونيًّا أمريكيًّا يهدفُ إلى تجويعِ اليمنيين وإخضاعِهم، والضغطِ على القيادةِ لوقفِ إسنادِ غزَّةَ، في مقابلِ صمودٍ يمنيٍّ مدعومٍ بغضبٍ شعبيٍّ عربيٍّ يتصاعدُ، ليؤكِّد أنَّ معركةَ التحررِ ما زالت حيَّةً، وأنَّ القانونَ الدوليَّ يقفُ – ولو نظريًّا – إلى جانبِ حقِّ اليمنِ في الدفاعِ والردِّ المشروعِ.

 

 

المجاهدين الفلسطينية: عمليات الضفة تأكيد على أن المقاومة هي السبيل الوحيد لردع الاحتلال
باركت حركة المجاهدين الفلسطينية، اليوم الثلاثاء، العمليات البطولية التي نفّذها مقاومون في الضفة المحتلة، والتي كان آخرها عملية دهس قرب الخليل وعملية طعن في مستوطنة عطيرت شمال مدينة رام الله، معتبرة أن هذه العمليات تأتي في إطار الرد الطبيعي على الجرائم المتصاعدة التي يرتكبها العدو الصهيوني بحق أبناء شعبنا.
استشهاد صحفي فلسطيني بقصف صهيوني على خان يونس
متابعات | المسيرة نت: استشهد مصور صحفي فلسطيني – اليوم الثلاثاء – جراء استهداف صهيوني على وسط خانيونس، جنوبي قطاع غزة.
قاليباف: مناورة "سهند 2025" رسالة واضحة لكل من يفكر بالعبث بأمن المنطقة
أكد رئيس مجلس الشورى الإسلامي محمد باقر قاليباف، اليوم الثلاثاء، أن المناورة العسكرية المشتركة "سهند 2025" تمثّل رسالة مباشرة وحاسمة لكل الأطراف التي تحاول زعزعة أمن المنطقة أو التدخل في شؤون دولها، مشيراً إلى أن التعاون الدفاعي بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وحلفائها يشهد تطوراً متسارعاً يعزز قدرات محور مكافحة الإرهاب.
الأخبار العاجلة
  • 13:30
    مصادر فلسطينية: قوات العدو تهدم منزلا لعائلة معالي في بلدة الولجة غرب بيت لحم بالضفة المحتلة
  • 12:40
    مصادر فلسطينية: قصف مدفعي صهيوني يستهدف المناطق الشرقية من خان يونس جنوب قطاع غزة
  • 12:39
    مصادر فلسطينية: استشهاد مصور صحفي في قصف مسيّرة للعدو الإسرائيلي وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة
  • 12:38
    حماس: تتابع عمليات المقاومة خلال أقل من 12 ساعة بين الخليل ورام الله يؤكد فشل الاحتلال في فرض معادلات الأمن والردع التي يدعيها
  • 12:38
    حماس: ننعى الشهيد البطل منفذ العملية محمد رسلان أسمر من بلدة بيت ريما ونؤكد أن دماءه الطاهرة ومن سبقه من الشهداء ستبقى وقودا لاستمرار المقاومة
  • 12:38
    حماس: عملية الطعن رسالة واضحة بأن محاولاته كسر إرادة شعبنا عبر العمليات العسكرية والقتل والاعتقالات اليومية والإعدامات الميدانية لن تجدي نفعا
الأكثر متابعة