جواسيس بدل فاقد
آخر تحديث 12-11-2025 16:04

خلال مراحل تاريخ الصراع البشري، يُلحَظ التطور والتجدد في تقنيات وأساليب الحروب، تحكمها الأهداف والتوجّـهات التي تقوم مِن أجلِها الحرب وطبيعة الحرب نفسها.. وفي العصر الراهن، أُفرِزَ أُسلُـوبٌ جديدٌ من أساليب الحروب يمكننا أن نطلقَ عليه تسمية "أُسلُـوب الحرب والحرب المصاحبة"، وما نراه اليوم جليًّا في حربنا ضد اليهود كان مجالصا لتطبيق ذلك.

وقبل البدء في موضوعنا، يجب أن نتطرق إلى أسس غاية في الأهميّة، وهي محور حديثنا، ألا وهي: ما هي طبيعة حربنا؟ ومن هو عدونا؟ وما هي أسُسُه ومبادئه وأهدافه في حربه علينا؟

تجلِّيًا للحقيقة التي أخبرنا الله بها عن طبيعة اليهود في الإفساد في الأرض وإشعال الحروب بين البشر، تأسست منذ أكثر من قرن ونصف تقريبًا منظمة عالمية يهودية شيطانية، أهدافها ورؤاها تسعى للهيمنة والتحكم على البشرية، وفق استراتيجية طويلة المدى، تحكمها أسس ومبادئ شيطانية مخالفة للفطرة البشرية.

كان أول خطواتها تقييد المقاومة الفطرية للإنسان بتطويع غريزته وفطرته للانتظام لتحقيق تلك الأهداف، عبر تشتيت البشرية إلى كيانات متفاوتة، وتطويعها للسير وفقًا لنظرية الدولة الحديثة وما يسمى بالمجتمع الدولي، وإخضاعها لما يسمى بقواعد القوانين الدولية.

حتى أثمرت تلك النظرية بأن أوصلت تلك الكيانات البشرية – التي مورست عليها هيمنتهم الخفية والتحكم بكل مجالاتهم الحياتية – فقوبلت بالخضوع والرضوخ التام منها، على مر كُـلّ تلك الفترة، حتى وصلوا بمخطّطهم الشيطاني إلى تقدم كبير وملحوظ.

ولكن، وفي الاتّجاه المعاكس، كانت قدرة الله تسير وفقا لآيات الله التي تقضي بأن يدفع الناس بالناس عن الإفساد والاستكبار.

وكذلك آية أن زوال كُـلّ مستكبر يكون على أيدي المستضعفين من المؤمنين الخالصين الذين يصطفيهم سبحانه وتعالى.

فتعددت الثورات المناهضة لذلك المشروع الاستكباري، ومنها ثورة القرآن بانطلاق المسيرة القرآنية وغيرها، والتي وفق الله بتوحدها إلى ظهور محور الجهاد والمقاومة من حَيثُ لا يشعرون وهم في مأمن من أمرهم.

فاختلطت أوراقهم وفقدوا الهيمنة على عدد من المجتمعات، واختلت مسارات مخطّطاتهم الخبيثة.

وعلى سبيل تصحيحهم للانحراف، ولدت الحقيقة والمسلَّمة الأَسَاسية في طبيعة الصراع مع منظمة الاستكبار العالمي الوجودية، التي لا تحتمل إلا منتصرًا باقيًا واحدًا ومنهزمًا واحدًا، دون أية احتمالات أُخرى.

وانطلاقًا من هذه الحقيقة، فإن قوى الاستكبار العالمي التي تتخفى تحت ما يسمى بأمريكا وكَيان الاحتلال ودول أُخرى، تنطلق في صراعها الحتمي الوجودي مع جنود الله الذين اصطفى، عبر توجيه تقنيات "الحرب والحرب المصاحبة" التي تتناسب مع طبيعة الصراع الوجودية، وذلك بتوجيه الحرب العسكرية مع حرب جاسوسية مصاحبة بمحاور أُخرى: سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية... إلخ.

تستهدف هذه الحرب القضاء على كافة مقومات الوجود للطرف الآخر، من خلال التوجيه الجاسوسي، عبر تجنيد عناصر من ضمن مجتمع الطرف الخصم، وإدارتها عبر وسائل مثل المنظمات وغيرها، لتوجيه أنشطة ومهام قائمة على أسس ونظريات علمية مدروسة ومنهجة لتدمير كافة مقومات الحياة.

وما يتميز به تلك الأسس هو التعقيد في دراستها وتحليلها، فهي من حَيثُ مظهرها متنوعة المسارات والمجالات، ومبطنة تحت مسميات تحمل معاني الخير والمصلحة.

ومن حَيثُ أسسها، فهي تقوم على أسس ونظريات العلوم الاجتماعية والإنسانية المتطورة والمعقدة.

ومن حَيثُ أهدافها، فهي تستهدف كُـلّ ما يمكن من قيام الحياة في المجتمع.

ولكن تجلت قدرة الله التي جعلت من تلك الخطط التي أعدت لها لعشرات بل مئات السنين، وخسر؛ مِن أجلِها الأموال الطائلة، أهون من بيت العنكبوت، على أيدي رجال الله الصادقين المخلصين والمتمسكين بالله.

فمنذ قيام ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر، تصاعدت وتيرة العمل الأمني في يمن الإيمان والحكمة، فتعددت الإعلانات المتوالية في كشف الشبكات التجسسية في كافة المجالات، والتي كان آخرها ما أعلن به قبل أَيَّـام قليلة، من إعلان حقيقة فقد الأعداء وخسارتهم لحربهم التجسسية، كما خسروا حربهم العسكرية بقوة الله عز وجل.

ولكن طبيعة الصراع توحي بأن تلك ليست النهاية، فمن خلال التحليل للواقع نجد أن العدوّ قد سبق أن فقد حربه التجسسية مسبقًا، وأن هذه الخلية كانت كبديل لذلك الفاقد.

ومن هنا يتضح درس جلي بالتأمل والتحليل: فطالما الحرب حرب وجود، فكما أعاد العدوّ الكرة، سيحاول في جولة أُخرى.

وعلى سبيل الإعداد الذي أمرنا به الله تعالى، يجب أن نستفيد من المراحل السابقة، كما علمنا الشهيد القائد – رضوان الله عليه – أن نتعلم من التاريخ ومن الماضي ومن كُـلّ المراحل التي نمر بها.

ومن أهم المسائل التي يمكننا الاستفادة منها: (دراسة وتحليل أساليب العدوّ في توجيه الحرب الجاسوسية، والاستفادة من العلوم الاجتماعية والإنسانية وتطويرها في سبيل الإعداد، والعمل على تقوية أسس وقواعد المجالات الوجودية وتقوية النظام الاجتماعي، ونشر الوعي الاجتماعي وتعريف المجتمع بالعدوّ وأساليبه ومخطّطاته وأهدافه... وغير ذلك الكثير)، مما لا يسع المجال لذكرها، مع العلم واليقين بأن النصر والتأييد هو من الله تعالى، وأن الأسباب المبذولة ما هي إلا استجابة لله مقرونة بالتوكل والثقة به جل وعلا.

ومهما كان العدوّ متجها لإعداد البدائل الجاسوسية، فإن الله قد أوجد لنا أسسا ومبادئ ومسلمات تزيدنا ثقة بالله وتوكلا عليه، ضمن النصر لمن ينصر الحق.

قال عز من قائل: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ} [الحج: 40].

وقد أخبرنا تعالى عن طبيعة اليهود في الإفساد في الأرض وإشعال الحروب، فقال سبحانه: {كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأرض فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} [المائدة: 64].

مليشيا الانتقالي تدفع بقوات إضافية إلى المحافظة: شركة بترومسيلة تعلن التوقف عن العمل بسبب أحداث حضرموت
المسيرة نت| متابعات: أرسلت مليشيا الانتقالي المدعومة من الاحتلال الإماراتي اليوم تعزيزات عسكرية إضافية إلى خطوط المواجهة مع قبائل ما يسمى "حلف حضرموت" الموالية للاحتلال السعودي في هضبة حضرموت شرقي اليمن، حيث يخوض الطرفان مواجهات منذ أيام للسيطرة على المحافظة الغنية بالنفط.
متحدث حماس: ما يدخل غزة لا يلبّي الحدّ الأدنى في ظل عواصف الشتاء وندعو الوسطاء لتحرك عاجل
متابعات | المسيرة نت: حذّرت حركة حماس من خطورة الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة مع دخول فصل الشتاء، داعيةً الوسطاء إلى تحرك فوري.
صامدون: فعاليات الحملة الدولية لتحرير الأسرى اللبنانيين تنطلق في العديد من العواصم
المسيرة نت| خاص: شهدت مدينة بيروت وعدد من المدن والعواصم فعاليات تضامنية مع الأسرى والمعتقلين اللبنانيين في سجون الاحتلال، وذلك ضمن سلسلة فعاليات نظّمتها شبكة صامدون وحلفاؤها حول العالم، حيث جرى وضع ملصقات للأسرى في شوارع العاصمة اليونانية أثينا، ومدن "تولوز" في فرنسا و"شارلروا" في بلجيكا، وغيرها.
الأخبار العاجلة
  • 22:24
    الدفاع المدني بغزة: عشرات العائلات النازحة في مبنى الصخرة ومنازل محيطة محاصرة الآن تحت نيران كثيفة من العدو الإسرائيلي تناشد بسرعة إخلائها
  • 22:24
    الدفاع المدني بغزة: إصابة امرأة ورجل برصاص دبابات العدو الإسرائيلي في محيط مفترق السنافور في منطقة التفاح شرقي مدينة غزة
  • 22:24
    مصادر فلسطينية: مدفعية العدو الإسرائيلي تقصف مناطق شرق جباليا شمال قطاع غزة
  • 20:57
    الهلال الأحمر الفلسطيني: إصابة شاب برصاص العدو الإسرائيلي قرب جدار الرام في رام الله بالضفة الغربية المحتلة
  • 20:57
    حماس: ندعو الوسطاء وجميع الدول المعنية إلى التحرك الجاد والعاجل لإدخال الكارافانات وإنقاذ المدنيين قبل وصول المنخفضات الجوية القادمة
  • 20:57
    حماس: هناك حاجة ملحّة لتغيير حقيقي في طبيعة ما يُسمح بدخوله إلى غزة بحيث يخدم احتياجات الناس الفعلية خاصة في فصل الشتاء
الأكثر متابعة