صنعاء توقد شعلة 26 سبتمبر بالسيادة والكرامة متحدية عدوان الكيان المؤقت
آخر تحديث 26-09-2025 02:02

لم يستطع العدوان الصهيوني بكل ما حمله من وحشية وهمجية أن يطفئ جذوة الفرح في العاصمة صنعاء، ولا أن يحجب شعلتها السبتمبرية المتوهجة، فبعد ساعات قليلة من قصف استهدف أحياءً مدنية ومنشآت خدمية ارتقاء فيه الشهداء ونزفت دماء الجرحى، خرجت صنعاء لتحتضن مهرجاناً كرنفالياً، كشفياً وشعبياً، في ميدان التحرير وتوقد الشعلة في الذكرى الثالثة والستين لثورة السادس والعشرين من سبتمبر مؤكدة للعالم أجمع أن اليمن يواجه النار بالضياء والعدوان بالإصرار والدمار بالحياة.

أثبت اليمنيون أن سبتمبر ليس مجرد يوم وطني بل هو روح تتجدد في وجدان الشعب مع كل تحدٍ وميدان التحرير في صنعاء كان ولازال شاهداً على ذلك، الكشافة وأناشيد الأحرار والرقصات الشعبية لم تكن مجرد مظاهر احتفالية بل رسالة عميقة للعدو قبل الصديق، أن هذه العاصمة التي أرادوا إخضاعها ستظل موئل السيادة والكرامة وأن أعلامها ستبقى خفاقة لا بفضل مسرحيات مفبركة أو شعارات زائفة بل بإرادة شعبية أصيلة تُفشل كل مؤامرة وتعرّي كل متآمر.

حاولت بعض الأدوات المحلية عاماً بعد عام أن تتخذ من الثورة مطية لخدمة مشاريع أجنبية وأن تختبئ خلف راية سبتمبر وهي في الحقيقة تفتح الأبواب للوصاية، لكن خطاب العدو الإسرائيلي نفسه الذي تباهى برغبته في رفع علم الكيان وسط صنعاء فضح تلك الوجوه وأظهر حقيقتها، ليرى اليمنيون بوضوح أن الخائن احمد علي عفاش في كلمته الهزيلة ليلة 26 من سبتمبر أعلن أنه سيتحرك ضمن مشروع العدو الصهيوني الذي أكد مسؤولين في الكيان المؤقت، بأنهم سيدعمون أدوات يمنية للتحرك ضد صنعاء، بهدف إضعاف موقفها المساندة لفلسطين وغزة، وهو ذات الخطاب تكراراً لحلم رفع العلم في صنعاء التي حرمت عليه وعلى كل خائن وعميل.

 القضية لم تكن يوماً حول العلم اليمني الذي يرفرف في كل الساحات بل حول علم الكيان الزائل الذي يحلمون بفرضه فوق أرض السيادة، وهنا وقف اليمنيون صفاً واحداً ليقولوا للعالم إن صنعاء ليست للبيع واليمن ليس ميداناً للمساومة بل قلعة حصينة في وجه الغزاة ودرع متين لفلسطين وغزة مهما عظمت التضحيات.

وفي هذا السياق جاءت كلمة فخامة الرئيس مهدي المشاط لتضع النقاط على الحروف وتعيد توجيه البوصلة، فقد خاطب الشعب من موقع المسؤولية الوطنية والتاريخية مؤكداً أن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر تعرضت مبكراً لمحاولات الاختراق والتشويه وأن عقوداً من التلاعب والفشل والارتهان للخارج هي التي أبقت اليمن في دوامة الفقر والفساد.

 غير أن هذه الدروس المريرة كما قال، لم تذهب سدى بل كانت وقوداً ألهب الوعي ومهّد الطريق لثورة الحادي والعشرين من سبتمبر التي صححت المسار وأعادت للثورة روحها وللشعب قراره.

الرئيس المشاط شدد على أن بناء الأوطان يبدأ بالسيادة وأن لا نهضة ولا تنمية يمكن أن تتحقق في ظل التبعية والوصاية، وذكّر اليمنيين بأن التاريخ لا يرحم الخونة الذين باعوا أوطانهم وجعلوا من الثورة سلعة في أسواق النخاسة وأن أولئك الذين يحلمون بالعودة على ظهور الدبابات الأجنبية لن يجدوا في ذاكرة الشعب سوى لعنة الخيانة والخذلان والإشارة هنا واضحة للحليم لكن المصابين بداء الخيانة من عبيد الصهيونية وعلى رأسهم أحمد عفاش لن يفهموا فأمثالهم اعتادوا على القرع بالعصا.

 في المقابل أكد الرئيس المشاط أن الجمهورية اليمنية الحقيقية هي التي تُصان في خنادق القتال وتُحرس بدماء الأحرار وأنها اليوم أكثر حضوراً وقوةً بفضل صمود المجاهدين الأبطال والتحام الشعب بقيادته الحكيمة.

وأعاد الرئيس في خطابه التأكيد على أن التاريخ اليمني سلسلة واحدة مترابطة تبدأ من أعماق الحضارة مروراً بسبتمبر 1962 وصولاً إلى سبتمبر 2014 باعتبارها محطات متكاملة ومتصلة لا يمكن فصل إحداها عن الأخرى، فالثورات ليست جُزراً معزولة بل جسور من التضحيات والدروس التي تتوارثها الأجيال، واليوم يقف اليمن على أعتاب مرحلة جديدة، يتحول فيها الوفاء لتضحيات الأحرار إلى قوة مادية ومعنوية تدحر أطماع الأعداء وادواتهم وتشق الطريق نحو يمن العزة والحرية والكرامة.

إن ما شهده ميدان التحرير كان لوحة فريدة تختصر المشهد اليمني كله: دموع على الشهداء الذين ارتقوا في مجازر العدوان وأهازيج فرح بذكرى الثورة ووجوه فتية الكشافة تلوّح بأعلام اليمن والشعلة السبتمبرية متقدة في سماء العاصمة، مشهد جمع بين الحزن والفرح لكنه حوّل الألم إلى أمل والفاجعة إلى طاقة صمود ليقول للعالم إن اليمنيين قادرون على تحويل كل جرح إلى منبر مقاومة.

صنعاء لم تحتفل وحدها بل احتفل معها كل قلب يمني في الداخل والخارج وكل صوت حر في فلسطين وفي شعوب الأمة العربية.

الاحتفال إعلاناً صريحاً أن لا أحد يستطيع مصادرة حق اليمنيين في الفرح ولا في رفع علمهم ولا في السير على خطى ثوار سبتمبر الذين انطلقوا قبل ثلاثة وستين عاماً، واليوم يواصل أحفادهم المشوار يقاتلون في الجبهات ويقاومون في الميادين ويثبتون أن الثورة لا تزال حية نابضة في كل بيت وشارع.

وهكذا تكتب صنعاء في الذكرى الثالثة والستين لثورة سبتمبر فصلاً جديداً من الصمود، رغم عدوان صهيوني يستهدف الأبرياء، ويوقظ الإرادة، ويشد العزائم، ويوحد الصفوف.

 دماء تسيل لكنها تسقي شجرة الحرية وشعلة تضاء لا للاحتفال فحسب بل لتقول إن اليمن ماضٍ في طريقه نحو النصر وإن علم الجمهورية اليمنية سيبقى خفاقاً فوق سماء السيادة، اليمن لا تهزه المؤامرات ولا تطفئه عواصف العدوان.


اليمنيون في مليونية الاستقلال: لا قبول ببقاء الاحتلال السعودي الإماراتي على أرضنا
المسيرة نت| محمد الكامل | خاص:خرج اليمنيون، الأحد، بمسيرات مليونية في العاصمة صنعاء وعموم محافظات الجمهورية في مشهد مهيب يجسد عمق الولاء للوطن ورفض كل مشاريع الخيانة والاحتلال.
ارتفاع عدد الشهداء جراء العدوان الصهيوني على غزة إلى 70112
متابعات | المسيرة نت: ارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني على قطاع غزة، اليوم الاثنين، إلى 70,112 شهداء و170,986 إصابة منذ السابع من أكتوبر للعام 2023م.
الخارجية الإيرانية: كيان العدو يواصل خرق الاتفاقات وواشنطن تهدد السلم الدولي
المسيرة نت| متابعات: أكدت وزارة الخارجية الإيرانية، أن الكيان الصهيوني استمر في خرق الاتفاقات والتفاهمات المتعلقة بفلسطين ولبنان مرارًا، في ظل تصعيد متواصل لسياسة الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني، مشيرة إلى أن هذا السلوك العدواني بات يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة بأكملها.
الأخبار العاجلة
  • 17:03
    سرايا القدس - كتيبة جنين: استهدفنا آلية عسكرية للعدو بتفجير عبوة ناسفة من نوع "سجيل" في مسار الآليات المقتحمة لبلدة قباطية
  • 17:02
    مصادر فلسطينية: اندلاع مواجهات مع قوات العدو المقتحمة بلدة قباطية جنوب جنين بالضفة الغربية المحتلة
  • 16:41
    مصادر سورية: قوة عسكرية للعدو الإسرائيلي تتوغل نحو بلدة كودنة وتوجهت نحو قاعدة التل الأحمر الغربي في ريف القنيطرة الأوسط
  • 16:17
    الهلال الأحمر الفلسطيني: 5 إصابات بينهما طفلان باعتداءات العدو الإسرائيلي خلال اقتحامه حي سطح مرحبا في مدينة البيرة بالضفة المحتلة
  • 15:50
    الهلال الأحمر الفلسطيني: إصابة طفلين بالرصاص المطاطي خلال المواجهات في حي سطح مرحبا بمدينة البيرة
  • 15:50
    مصادر فلسطينية: إصابة شاب بمواجهات مع العدو في البيرة بالضفة الغربية
الأكثر متابعة