عملاقُ البحار وحارسُ الازدهار يلوذُ بالفرار
آخر تحديث 14-07-2024 11:45

"آيزنهاور" إحدى أهمِّ وسائلِ الرُّعبِ العالمي بيدِ الإدارة الأمريكية، أينما حَلَّت حَـلَّ الخوفُ والذُّعْرُ والاضطرابُ، وربما حَـلَّ الموتُ والدمار والخراب.

فخلال عقود خلت من الزمن ظلت تسرح وتمرح، وتجوبُ البحار والمحيطات، تسبِقُها هيبتُها وسُمعتُها المرعبة، التي ترتعدُ منها فرائصُ الحكام، خُصُوصاً في منطقتنا العربية، وتتسابقُ قنواتُ الأخبار في تغطية حِــلِّها وترحالِها، بصورٍ ولقطاتٍ مؤثرة، وعناوينَ بارزة، تتكرّرُ في اليوم مراتٍ ومرات، كما يكرّر المرضى جرعاتِ العقار، وكأنَّ هذا التكرارَ يمثِّلُ العلاجَ الناجع، لأية نزواتٍ أَو نوازعَ كامنةٍ لدى الحكام، تهفوا للحرية، وتشتاقُ للانعتاق من العبودية للإدارة الأمريكية.

لكن ومع بدء مفعولِ تلك الجُرعات الإعلامية العلاجية، عن القوةِ التدميرية لعملاق البحرية الأمريكية، يعودُ الحُكَّامُ من حالاتِ غَيِّهم الكامنة وغير المعلَنةِ إلى رُشدِهم؛ فيستعيذون بسطوة الإدارة الشيطانية عليهم، مما راودهم من وسواس العزة والشهامة والنخوة والكرامة؛ فيعودون آيبين تائبين نادمين راجين العفوَ مِن ساكن البيت الأبيض على ما أَسَرُّوا في أنفسهم من نوايا تحرُّرية، ومن نوازعَ استقلالية عن الهيمنة الإمبريالية، ولا يتردَّدون في التكفير عن مكنون سِرِّهم، والتعبيرِ جهرًا عن خالِصِ امتنانهم وشكرهم على جميل عفوِه عنهم وسَتْرِه لحالهم، وهم يسعدون ويستعدون دائماً لفتحِ خزائن شعوبهم؛ ليحملَ الغازي كُـلَّ ما تحتويه من مُدَّخرات؛ تكفيرًا عَمَّا أسرُّوا في أنفسهم من عظيمِ ذنوبهم بحق وَلِيِّهم، وحامي عروشِهم!

هذا هو حالُ حكام الضعف والخنوع العربي خلالَ ماضي الزمان، وحالُهم في حاضره واليومَ أسوأ! فمِن منا يمكنُ أن يصدِّقَ أن أنظمةً عربيةً -يتوافرُ لها من المال ما يمكِّنُها من استعمار العالم بأسره، ومن السلاح ما يمكِّنُها من مواجهة جبابرة الأرض- أن تكون بمثل الحال، الذي هي عليه من التخاذل والذل؟ وهي المعروفة دومًا بالقمع والتسلط والقهر والإذلال للشعوب! والفتكِ بها لمُجَـرّد التفكير في استنشاق نسائم الحرية! ومحاولة حيازة قدرٍ من الإرادَة الذاتية! من منا يمكنُ أن يصدِّقَ أن أنظمةً بهذه السطوة قد ابتلعت ألسنتَها، وأُطبق صمتها، تجاه أبشع جريمة إبادة بشرية جماعية لأبناء جلدتها؟!

ولم تحَرّكْ أنظمةُ الخزي والذل ساكنًا، خُصُوصاً بعد تحريك إدارة الشر والإجرام بوارجَها ومدمّـراتِها وحاملاتِ طائراتِها شرقَ المتوسط؛ لترصُدَ حركةَ كُـلّ ساكن، قد يُعيقُ على مدلَّلتَها، دولةَ الكيانِ عن تنفيذ فصول جريمتها، وفعلًا ساد الصمتُ أنظمةَ العرب في المحيط الأقرب لغزة، التي تعربد فيها آلةُ الإجرام الصهيونية بجنونٍ من الشمال إلى الوسط إلى الجنوب، فلم تُبقِ دارًا قائمةً، ولم تستثنِ طفلًا أَو عجوزًا! ولو أن أنظمةَ الصمت اكتفت بالصمت لكفاها ذلك عارًا وخزيًا وذُلًّا، لكنها فوق ذلك بادرت بإدانة المظلوم وأيَّدت فعلَ الظالم.

ومن أقصى جنوب جزيرة العرب لَبَّى أحفادُ الأنصار النداءَ، حين أعلن قائدُ الأحرار السيدُ عبدالملك –يحفظه الله- بحزم موقفَ شعب الإيمَـان، وفي الشمال والشرق لَبَّى النداءَ ثُلَّةٌ من المؤمنين الأحرار، ولعلَّ تلبيةَ قائد الأنصار قد أقضَّت مضاجعَ الأشرار، الذين لم يكن واردًا بذهنيتهم أن تقومَ ليمن الإيمَـان قائمة، بعد عشر سنوات من الحصار والقتل والدمار، ناهيك أن ينهضَ مدافعًا عن غيره، وبعنجهيةِ المستكبرين تحَرّكت حاملةُ الردع وطواقمُها صوبَ البحر الأحمر، لتفرِضَ من سطح مياهِه حالةً ردع خَاصَّةً؛ كون حالة الردع العامة التي فرضتها بحريةُ قوى الاستكبار على المنطقة عُمُـومًا، لم تكن لها أيةُ فاعليةٍ أَو أثرٍ على أولي القوة والبأس الشديد.

ويبدو أن الاعتقاد الذي ساد لدى قوى الكِبر والعناد، أن مُجَـرَّدَ وصولِ الحاملة وطواقمها إلى البحر الأحمر لردعِ شعبٍ ساد الاعتقاد أنه منهَك، وغيرُ قادِرٍ على الحركة محليًّا، ناهيكَ عن إمْكَانية القفز على أسوار الجغرافيا المرتفِعة، وبتلك العقلية الاستعلائية الاستكبارية القديمة، اعتقدت الإدارةُ الأمريكيةُ أن انطلاقَ طائراتها من على متن الحاملة لتنفيذ عددٍ من الغارات الجوية في مناطقَ متفرقةٍ من الجغرافيا اليمنية، يمكنُ أن يثبِّطَ شعبَ الإيمَـان عن أداء واجبه، تجاهَ نصرة إخوانِه في قطاع غزةَ، ويمكن أن يدفعَ قيادتَه الثورية للتراجع عن سابق الوعود لأبناء غزة بأنهم ليسوا وحدَهم، وأن شعبَ الإيمَـان دومًا إلى جانبهم، حتى يأتيَ الله بنصره وفتحه المبين.

ومع تصاعد عمليات قواتنا البحرية والصاروخية والطيران المسيَّر، وما رافق ذلك من تطوير نوعي مُستمرٍّ من حَيثُ المَدَيات وتقنية تجاوز الرادارات والدفاعات الجوية المتطورة، وجدت إدارةُ الشر الأمريكية نفسَها في مأزِقٍ كبير، حين أدركت أن نتائجَ وآثارَ عملياتها العسكرية ضد شعبنا كانت عكسيةً تماماً؛ فلم تدمّـر القدرات العسكرية، التي سبق أن روَّجت لذلك أبواقُها الإعلامية، ولم تحُدْ من فاعليةِ هذه القدرات، بل أَدَّت إلى التطوير المُستمرّ والمتسارع والنوعي، خلال المراحل المعلَن عنها، حَيثُ تضمنت كُـلُّ مرحلة منها فارقًا جديدًا كميًّا ونوعيًّا في السلاح وتقنيته.

ولم تجدِ الإدارةُ الأمريكية بُدًّا في بداية الأمر من الإعلان عن مواجهتها لصعوباتٍ كبيرة، وهي تتصدى للصواريخ والطيران المسيَّر، وأنها تتكبَّدُ خسائرَ كبيرةً في سبيل ذلك، وتطلُبُ من جميع الدول الإسهامَ في جهود حماية طرق الملاحة الدولية، وحماية وتأمين حركة الناقلات، كما روَّجت لذلك؛ بهَدفِ تحشيد المزيد من الدول إلى جانبها في تحالفها المعلَن المسمى (حارس الازدهار) إلَّا أنها لم تفلِحْ في هذه المهمة، فلم تلقَ الاستجابةَ المعهودةَ في تحالفاتها السابقة، التي تتسابق للانضمام إليها الكثيرُ من الدول.

وقد مثَّلَ ما سبق مقدمةً لاعتراف إدارة الشر الأمريكية بعجرِها عن حماية السفن التجارية، التابعة للكيان الصهيوني أَو تلك المتجهة إلى موانئ الأراضي الفلسطينية المحتلّة، ولم تفلح في حماية سفنها التجارية وسفنِ تابعتها الذليلة بريطانيا، التي استقر بعضُها في قعر البحر على أيدي المجاهدين من أحفاد الأنصار، والأبعدُ من ذلك أنها فشلت في حماية سفنها وبوارجها ومدمّـراتها الحربية، ودُرَّةِ تاج سلاحها البحري حاملة الطائرات (آيزنهاور) التي آثَرت السلامةَ وولَّت الأدبارَ هاربةً بعد تعرضها للهجوم مراتٍ متعدِّدة.

وتحت عنوان "إعادة الانتشار" سحبت إدارةُ الشر الأمريكيةُ من البحر الأحمر عملاقَ البحارِ حارس الازدهار، حاملةَ طائراتها تحتَ وطأة الخوف من أن تلحَقَ بها فضيحةٌ مدوية، قد لا ترى بعدَها عافيةً، وقد لا تتمكّنُ مستقبلًا من أن تجوبَ البحارَ والمحيطات، شرقًا وغربًا وشمالًا وجنوبًا، إذَا ما تمكّن المجاهدون من أبناءِ شعبنا "بعونِ الله تعالَى" من إغراق تلك الحاملة أَو إحدى البوارج المرافِقة لها.

 

مليشيا الانتقالي تدفع بقوات إضافية إلى المحافظة: شركة بترومسيلة تعلن التوقف عن العمل بسبب أحداث حضرموت
المسيرة نت| متابعات: أرسلت مليشيا الانتقالي المدعومة من الاحتلال الإماراتي اليوم تعزيزات عسكرية إضافية إلى خطوط المواجهة مع قبائل ما يسمى "حلف حضرموت" الموالية للاحتلال السعودي في هضبة حضرموت شرقي اليمن، حيث يخوض الطرفان مواجهات منذ أيام للسيطرة على المحافظة الغنية بالنفط.
العميد أبي رعد للمسيرة: قانون التفوق الصهيوني يحوّل السعودية والخليج إلى مخازن أسلحة بـتريليون دولار
المسيرة نت| خاص: أكّد الخبير العسكري العميد علي أبي رعد أنّ تكديس السعودية لكميات هائلة من الأسلحة، التي بلغت قيمتها الإجمالية ما يقارب التريليون دولار في الصفقات الأخيرة والسابقة، لم ينتج عنه أيّة قوة حقيقية موجهة ضد "العدوّ المعلن"، أيّ الكيان الإسرائيلي، "بل تم توجيه هذه الترسانة الضخمة بالكامل نحو اليمن العزيز".
الحسني للمسيرة: سيناريو التدخل العسكري في فنزويلا.. رهان أمريكي محفوف بالفوضى
المسيرة نت| خاص: أشار الإعلامي اليمني طالب الحسني إلى أنّ سيناريو التدخل العسكري الأمريكي في فنزويلا، هو رهان محفوف بمخاطر الفوضى الكبيرة والرفض الدولي، مؤكّدًا أنّ هذا السيناريو يصطدم "بعقدة الصمود الداخلي في فنزويلا وغياب الاستجابة العسكرية للانقلاب"، فضلاً عن "التحالفات الجيوسياسية القوية مع قوى دولية كبرى".
الأخبار العاجلة
  • 08:58
    إعلام العدو: إصابة جنديين صهيونيين في عملية طعن شمال رام الله في الضفة الغربية
  • 08:55
    إعلام العدو: إصابة جنديين صهيونيين في عملية طعن شمال رام الله في الضفة الغربية
  • 08:48
    مصادر سورية: قوات العدو الإسرائيلي تقيم حاجزا على طريق الصمدانية الشرقية وبلدة خان أرنبة بريف القنيطرة الأوسط
  • 08:48
    مصادر سورية: دبابات وعربات عسكرية للعدو الإسرائيلي تتوغل باتجاه تل كروم جبا والصمدانية الشرقية بريف القنيطرة
  • 08:48
    إعلام العدو: اغتيال منفذ عملية الدهس في مدينة الخليل والتي أسفرت عن إصابة مجندة صهيونية بجروح
  • 08:48
    مصادر فلسطينية: قصف مدفعي صهيوني يستهدف المناطق الشمالية الشرقية لمخيم البريج وسط قطاع غزة
الأكثر متابعة