اللقيس: رد اليمن سيكون نوعيًا وخارج كل التوقعات

خاص| المسيرة نت: رأى الباحث والكاتب السياسي الدكتور بلال اللقيس أن جريمة اغتيال رئيس الوزراء اليمني تمثل نقطة تحوّل نوعية في طبيعة المواجهة مع كيان العدو الصهيوني، لافتًا إلى أن ما بعد هذه العملية لن يكون كما قبلها، وأن المشهد مفتوح على ضربات استراتيجية غير مألوفة من قبل محور المقاومة، وبالأخص من الساحة اليمنية التي باتت تُمسك بخيوط الردع وتفرض معادلات ميدانية جديدة.

وفي حديثه مع قناة المسيرة، أمس، أكد اللقيس أن "ما أقدم عليه كيان العدو من استهداف واضح ومباشر لمؤسسة مدنية سيادية في اليمن - كمجلس الوزراء - يكشف عن تخبط حاد وأزمة وجودية يعيشها قادة الكيان، في مقدمتهم نتنياهو، الذي يدفع بالأمور نحو المجهول، مستغلاً الغطاء الأمريكي المتجدد عبر إدارة ترامب المتطرفة".

واعتبر اللقيس أن الخروج الصارخ لكيان العدو من كافة الأطر والضوابط التي تُراعى عادةً حتى في الحروب – من احترام الأعراف إلى تجنب استهداف المدنيين – يؤكد أن هذا الكيان مأزوم على مستويات متعددة. فهو من جهة يشعر بالألم العميق الناجم عن ضربات يمنية موجعة أربكته، ومن جهة أخرى، يفتقر إلى الخيارات الميدانية والعسكرية الفاعلة، ما يدفعه نحو استهدافات عشوائية ومدنية تعكس عجزه عن بلوغ أهدافه الاستراتيجية.

[

خروج الكيان الصهيوني عن كل الضوابط في استهدافه للمدنيين دليل أزمته وتخبطه.. ونحن أمام وحش مجنون يزداد جنوناً كلما فشل في تحقيق أهدافه

🔹 د.بلال اللقيس - كاتب وباحث سياسي pic.twitter.com/PKIjpT4Q7n

— قناة المسيرة (@TvAlmasirah) August 30, 2025

]

وأضاف: "نحن أمام وحش مجنون يزداد جنوناً كلما عجز عن تحقيق أهدافه. ويكفي أن نعود إلى التصريحات والتسريبات الأخيرة لنكتشف أن الكيان كان يُخطط لاغتيال رموز قيادية في إيران – كالإمام السيد علي الخامنئي، ورئيس الجمهورية، ورئيس البرلمان – لندرك أننا أمام عقلية انفلاتية تعيش هذيان القوة دون عقلانية استراتيجية".

 وأشار اللقيس إلى أن التماهي بين نهج ترامب ونتنياهو في مقاربة الصراعات يعكس مدرسة سياسية متوحشة قصيرة النظر، تتوهم أن استعراض القوة يمكن أن يعيد للكيان شيئاً من هيبته، بينما الواقع يكشف أنه كلما تعمّقت المعركة، انكشف الكيان أكثر داخلياً وخارجياً.

[

نهج ترامب ونتنياهو العسكري يعكس قصر نظر وأزمة عميقة.. والمسار الحالي لن يحقق أهدافه بل سيعمق انكشاف الكيان الصهيوني عالمياً

🔹 د.بلال اللقيس - كاتب وباحث سياسي pic.twitter.com/iNwZwCgNOi

— قناة المسيرة (@TvAlmasirah) August 30, 2025

]

وقال: "لا تزال القيادة الصهيونية تعيش وهم التأثير بالقوة الصلبة، لكنها لم تصل طوال عامين من المعارك في غزة، ولا خلال أكثر من سبع سنوات في الساحة اليمنية، إلى تحقيق تحول استراتيجي حقيقي. بل باتت اليوم تعيش في دوامة أفعال مكررة لن تفضي إلا إلى مزيد من الإخفاق".

وفي إطار تحليله للأبعاد الأوسع للمواجهة، أكد اللقيس أن البيئة الدولية تشهد تحوّلاً جذرياً في التعاطي مع جرائم كيان العدو. "إذا قارنّا بين اللحظة الأولى لطوفان الأقصى، وبين واقع الصورة اليوم، نجد أن الرأي العام العالمي بدأ ينفضح له الوجه الحقيقي للكيان، لا سيما في تعامله الوحشي مع الشعب الفلسطيني، وامتداده الإجرامي إلى ساحات إقليمية كاليمن".

وأضاف: "هذا التحول سيساهم بمرور الوقت في تعرية الكيان بشكل أوسع، وفضح مشاريعه التوسعية التي لم تعد تجد قبولاً أو غطاءً كما في السابق".

[

اغتيال رئيس الوزراء اليمني يفتح الباب لضربات نوعية غير تقليدية خارج أطر الصراع المألوفة

🔹 د.بلال اللقيس - كاتب وباحث سياسي pic.twitter.com/LQziY7hBoG

— قناة المسيرة (@TvAlmasirah) August 30, 2025

]

وفي حديثه عن موقع اليمن في خارطة الصراع، أشار اللقيس إلى أن "الشعب اليمني اليوم لا يشكّل فقط قوة صاعدة في شبه الجزيرة العربية، بل رافعه إقليمية تجاوزت حدود الجغرافيا التقليدية".

 واعتبر أن طبيعة التكوين الإيماني والثقافي والفكري لهذا الشعب، وتربّيه على منهجية قرآنية أسّس لها الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي، وتُستكمل اليوم بقيادة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، جعلت منه نموذجاً للمقاومة الصادقة المتجذرة في الوعي والهوية.

وقال: "اليمن اليوم ليس مجرد ساحة دعم، بل لاعب أساسي في محور المقاومة، وقادر على توجيه ضربات استراتيجية لكيان العدو، وهو ما أشار إليه اليوم الرئيس مهدي المشاط بوضوح". 

وأكد أن اغتيال رئيس الوزراء اليمني يمثل نقطة كسر للأعراف، وبالمقابل، فإنه يعطي الشرعية الكاملة لليمن كي تخرج هي الأخرى من القواعد التقليدية في الرد، وأن تعتمد أساليب مفاجئة وموجعة على غرار تلك التي لطالما تبناها العدو الصهيوني. 

وشدد على أن العدو الصهيوني فتح الباب أمام طور جديد من المواجهة، ولم يعد بإمكانه أن يتباكى على الأعراف والقوانين، بعد أن داسها بنفسه، واليمن قادر اليوم، بإذن الله، أن يرد بما يوازي حجم الجريمة، وربما بأكبر منها، في إطار معركة الوعي والإرادة والسيادة التي تخوضها الأمة في وجه مشروع صهيوني استعلائي يترنح تحت أقدام المجاهدين".