وبعد غزة أنتم أيها العرب.. للشاعر علي النعمي

 وبعد غزة أنتم أيها العربُ

إن اليهود إليكم سوف تنقلبُ

 

مستهدفون جميعا ليس ينفعكم

تطبيعكم مع إسرائيل والرهب

 

وقد بدا لكم المشروع واتضحت

لكم جرائمها النكراء والكذب

 

والعالم اليوم ملتف بغزة إن

وثبتم فهو في إسنادكم يثب

 

فلتنهضوا هذه والله فرصتكم

تمر فاقتنصوها إنها سحب

 

وهذه لحظة والله فارقة

ولن تعود فقوموا بالذي يجب

 

والنصر أقرب من حبل الوريد لكم

فبالجهاد إلى تحقيقه اقتربوا

 

وإنما النصر عند الله ينصر من

يشاء سبحانه وهو الذي يهب

 

﴿إن تنصروا الله ينصركم}وفي يدكم

عوامل النصر يا قوماه والسبب

 

وإن والله في تفويت فرصتكم

لغصة بعدها الويلات والكرب

 

أتسكتون وإسرائيل تقتلكم

والأرض محتلة والعرض مغتصب

 

وكم ستبقون يا حكام أمتنا

أذلة تحت من بالذل قد ضُربوا

 

تباد غزة يوميا بحضرتكم

وتستغيث وأنتم حولهم خشب

 

تموت جوعا وتعطيشا وتسغب وال

كلاب تشبع من أجساد من سغبوا

 

لا ماء لا زاد أيام تمر وهم

والله ما أكلوا شيئا ولا شربوا

 

حتى الإغاثة تأتيهم فتوضع في

مصائد الموت للأرواح تستلب

 

محاصرون بأسوار محصنة

وفوقهم حمم الغارات تنسكب

 

إن كان عدوان إسرائيل يقتلهم

فإن خذلانكم للقتل يرتكب

 

نفسي فداء طفولات لمصرعها

تبكي العروبة والإسلام ينتحب

 

فالروع يطحنها والجوع يأكلها

والقصف يحصدها والموت يحتطب

 

فلا بشربة ماء وهي تطلبه

ولا بقطعة خبز مدها العرب

 

في حين أن حكومات وأنظمة

منكم لإمداد إسرائيل تنتدب

 

تعيش صهيون في أحضانكم رغدا

وأهل غزة من تجويعكم شحبوا

 

لها المجاعة منكم واليهود لهم

من الخليج التريليونات والذهب

 

بكم تحاصر إسرائيل غزة من

كل المعابر ضاق الأفق والرحب

 

وتمنحون لها الأكفان إن سمحت

يهود أن تدخلوا شيئا وأن تهبوا

 

أما اليهود فمن كل البلاد لهم

تأتي الفواكه والزيتون والعنب

 

خذلان غزة كفر لا أبا لكم

وهل لكم أيها المصّهينون أب

 

رقت لغزة ناس ليس يجمعها

بأهل غزة إسلام ولا نسب

 

تضامنت معها الدنيا بأجمعها

وقاطع الناس إسرائيل واجتنبوا

 

منبوذة عالميا أصبحت وغدت

منها حكوماتكم تدنو وتقترب

 

تخاذل عربي في مقابله

تعاطف عالمي واسع صخب

 

مفارقات تجلت عن تواطئكم

مع اليهود وبان الجد واللعب

 

تطغى تعربد إسرائيل تفعل ما

شاءت وأكبر رد منكم العتب

 

مهما زعمتم وقلتم إنكم عرب

ومسلمون فهذا كله كذب

 

أين العروبة والإسلام ليس لكم

والله دين ولا أصل ولا حسب

 

أنتم مسوخ فلا عجم ولا عرب

وأنتم الرجس والأوثان والنصب

 

وإنكم لحمير لليهود وهم

على جلالاتكم والله قد ركبوا

 

يا من رقصتم على أشلاء غزة إذ

رثى لأطفالها الترفيه والطرب

 

رويدكم إن رب العرش منتقم

منكم وليس لكم من بأسه هرب

 

والدور آت عليكم بعد غزة إذ

خذلتموها فأنتم بعدها الطلب

 

يا ويلكم من بني صهيون إن ذهبت

حماس في يدهم فالعرب قد ذهبوا

 

يا ويلكم من عذاب الله حينئذ

يكون من عنده التسليط والغضب

 

فالله يضربكم من جانب وبنو

صهيون من جانب يا أيها العرب

 

فلا عواصمكم منهم ستعصمكم

ولا كراسيكم تبقى ولا الرتب

 

وعندها سوف تنهار الجيوش بلا

حرب فما إن لها أيد ولا ركب

 

تلك الجيوش التي تستعرضون بها

في الاحتفالات عل الشعب يرتهب

 

ستسقطون جميعا والجيوش كما

في سوريا قبل بدء الحرب تنسحب

 

مهزومة معنويا لا أساس لها

ولا بناء على الإيمان ينتصب

 

تغريدة من يهودي تزعزعها

وتحت شائعة في الحرب تضطرب

 

مهما امتلكتم سلاحا فالسلاح على

أيدي الجيوش التي تبنونها حطب

 

ونكسة الستة الأيام شاهدة

إذ الجيوش على الأدبار تنقلب

 

واستسلمت وهي قوات مسلحة

لحفنة من يهود ما لهم لجب

 

وأهل غزة أعواما وما وهنوا

لما أصابهم يوما ولا تعبوا

 

فهم بإيمانهم أقوى وأغلب من

جيوشكم ولإسرائيل قد غلبوا

 

لا يحسبون حسابا لليهود وما

إلا بخذلانكم والصمت قد نكبوا

 

فخيمة من خيام النازحين بها

أعز من ناطحات دينها خرب

 

تعلموا الصبر منهم والفداء خذوا

عنهم دروسا لها بالدم قد كتبوا

 

وسابقوا الوقت فالأخطار محدقة

والأرض ملغومة والجو ملتهب

 

وحسبكم يا دعاة السلم قد ضحكت

حتى الحمير عليكم أنكم عرب

 

سبعون عاما وأنتم للسلام وإسرائيل للحرب بعد الحرب تعتقب

 

أنتم دأبتم على وهم السلام وهم

على المجازر والإجرام قد دأبوا

 

سبعون عاما وأنتم تنزحون وهم

يستوطنون فما أجداكم الهرب

 

سبعون عاما وأنتم تشجبون وهم

يعربدون على أذقان من شجبوا

 

سبعون عاما وأنتم في مفاوضة

تنازلات لها صهيون تكتسب

 

واليوم تسعى لتثبيت استباحتها

لنا وكي يتأتى ذلك الإرب

 

تسعون أنتم إلى نزع السلاح عن ال

مقاومين فمنكم يعجب العجب

 

تطالبون بحل الدولتين وما

من دولة بقيت للعرب تنتسب

 

كل العواصم أمريكا مسيطرة

فيها وكل رئيس منكم ذنب

 

وكلها دول محتلة ولهم

فيها القرار ولا يُعصى لهم طلب

 

وأنت وحدك يا صنعاء شامخة

وفي ثراك ثريا العز والشهب

 

والعالم العربي اليوم تحت بني

صهيون والله مقهور ومغتصب

 

مكبل بقيود الحاكمين وفي

أفكاره علماء السوء قد لعبوا

 

لا وعي ولا إدراك تبصرهم

صما وبكما وعميا أينما ذهبوا

 

لا يهتدون بقرآن ولا علم

ولا توعيهم الأحداث والنوب

 

وعند غزة من كشف الحقائق ما

يبني اليقين وما تجلو به الريب

 

تبا لها من حكومات وأنظمة

ومن شعوب شتات كلها شُعب

 

أفديك غزة كم تستصرخين بهم

وكلهم من بني صهيون قد هربوا

 

وقد تصهينت الحكام وانطلقت

في ركبها علماء السوء والنخب

 

فاليوم كل شعوب العرب ميتة

والخطب أعظم مما تشرح الخطب

 

وأنت يا يمن الإيمان وحدك من

ناصرت غزة للطوفان تصطحب

 

فأنت في كفة والناس كلهم

في كفة ولك الرجحان والغلب

 

شعب عظيم كتاب الله منهجه

وقائد حيدري البأس منتجب

 

فذاك طالوت هذا العصر طاعته

فرض ونصرته من ربنا تجب

 

سبط ولي شجاع في مواقفه

تزهو العروبة والإسلام والأدب

 

ذاك الذي داس أمريكا بمفرده

ومن صواريخه صهيون ترتعب

 

فهو الذي إن توليناه أخرجنا

للنور وانجلت الظلماء والحجب

 

وهو الذي إن تمسكنا به أفلت

صهيون والغرب إن لذنا به غربوا

 

يدعو إلى الله بالقرآن يربطه

بجده المصطفى المشروع والنسب

 

وإنه لجميع الناس شمس هدى

ونجن أنصاره والأنجم الشهب

 

ونحن موت لإسرائيل في يدنا

نور ونار وفي أحشائنا لهب

 

ونحن موت لأمريكا ومن معها

والرأس يسقط حتما بعده الذنب

 

يا قومنا فلنبادر في استجابتنا

لا يبعدنكم التضليل والكذب

 

آن الأوان لأن تستيقظوا فلقد

حل العذاب عليكم أيها العرب

 

ممن تخافون إسرائيل زائلة

حتما ومهزومة والله ترتعب

 

لا شيء أدهى عليكم من تخاذلكم

فمن عواقبه يا قوم فارتعبوا

 

ولا خيار لنا إلا الجهاد وفي

كل الحلول سواه الشر والحرب

 

لا يدرك السلم إلا حيدرة

محارب بدم الأعداء يختضب

 

شاكي السلاح شديد البأس مرتبط

بالله للنفس في رضوانه يهب

 

يبادر الحرب إن لاحت بوادرها

ويلبس النقع بردا وهو يلتهب

 

ينقض كالشهب الحم مختطفا

أرواحهم ويجازيهم بما كسبوا

 

فلا ترى بعده إلا جماجمهم

كأنما هي ساح الوغى علب