خناجر الخيانة في خاصرة الوطن!
آخر تحديث 12-08-2025 19:01

من قلب المعركة الكبرى التي يخوضها اليمن -شعبًا وجيشًا وقيادةً- ضد المشروع الأمريكي الصهيوني وأدواته الإقليمية والمحلية، تتكشَّفُ أوراقُ الخيانة من جديد، وتحاولُ الفلولُ القديمة أن تنهضَ من تحت ركام التاريخ بوجهٍ قبيحٍ وروحٍ مأجورة، علّها تظفرُ بفرصة أُخرى لطعن الوطن في خاصرته.

إن خناجرَ العفافيش -التي ما زالت ملطَّخةً بدماء الأبرياء- تسعى اليومَ للعودة لتطعن في الظهر، بعدَما فشل الأعداءُ في إسكات اليمن، فاتجهوا نحو الجبهة الداخلية ليبحثوا عن شقوقٍ يتسللون منها إلى النسيج الوطني، مستعينين بأكثر أدواتهم قذارة ورخصًا.

العفافيش الذين باعوا السيادة منذ زمن بعيد، هم أنفسهم الذين جعلوا من اليمن طاولة مزادات يديرها السفراء وتُحسم قراراتها في واشنطن والرياض. لقد كان مشروعهم منذ البداية واضحًا: دولة رخوة، مرتهنة، منهوبة، تُدار من خلف الستار. فثلاثة عقود من الحكم العفاشي لم تكن سوى مسيرة تدمير ممنهج، تخللتها صفقات فساد وتهريب ثروات وإضعاف مؤسّسات الدولة، حتى صار القرار اليمني ورقة في يد الخارج.

لقد قُسّم الوطن إلى مناطق نفوذ، وحُوّلت الثروات النفطية والغازية إلى حسابات بنكية في الخارج، وتحوّل الفساد إلى قانون غير مكتوب، حتى صار كُـلّ شيء خاضعًا للبيع والنهب باسم الدولة.

لكن الأخطر من كُـلّ ذلك أن خيانة هؤلاء لم تقتصر على الداخل، بل امتدت إلى تعاون سري وخطير مع العدوّ الصهيوني، بدأ منذ سبعينيات القرن الماضي، حين فُتحت الأبواب للموساد ليمارس نشاطه على الأرض اليمنية تحت غطاء التهجير، في لحظة كانت فيها القضية الفلسطينية بأمسّ الحاجة للثبات. تواصل هذا التعاون وبلغ ذروته في التسعينيات، بدعم استخباراتي وتسليحي استُخدم في الحرب الظالمة على صعدة، ليظهر جليًّا أن النظام السابق لم يكن مُجَـرّد أدَاة محلية للفوضى، بل جزءًا من مشروع أوسع هدفه ضرب روح المقاومة في المنطقة وتمرير أجندة التطبيع بالتقسيط.

وحين سقط الخائن عفاش، لم تسقط المؤامرة، بل ورث العفافيش أدوات الخيانة وتقمصوا أدوارًا جديدة، لكن بذات الولاء للخارج، متحولين إلى أذرع تعمل لصالح الرياض وأبوظبي، تحت الرعاية الأمريكية المباشرة. فاستمر العبث، واستمرت محاولات تمزيق الصف، وإشغال الداخل بالأزمات، في لحظة كانت البلاد فيها أحوج ما تكون للوحدة واليقظة.

إنهم لا يزالون يعملون بنشاط في تأجيج الصراعات، وتشويه المقاومة، وزرع الفتنة، متناسقين تمامًا مع مشروع صهيوني يستهدف تحويل اليمن إلى ساحة فوضى لا تنتهي.

ولأنهم تعوّدوا على نهب الوطن وكأنه غنيمة، لم يتردّدوا في الاستيلاء على الأراضي العامة، ففي عام 1991 صدرت توجيهات رئاسية بتمليك مجاني، وليس حتى بتأجير، لآلاف اللِّبَن من الأراضي الحكومية لصالح حزب المؤتمر الشعبي العام، في واحدة من أكبر عمليات النهب المشرعن في تاريخ الدولة اليمنية.

أراضٍ في قلب العاصمة كانت ملكًا للشعب، تحولت بجَـرَّةِ قلم إلى ملكيات شخصية يتاجر بها قيادات الحزب، بينما بقية الشعب يعيش بين الجوع والحرمان. لم تكن تلك مُجَـرّد عملية فساد، بل جريمة بحجم وطن، جسّدت كيف تحولت الدولة حينها إلى شركة عائلية، يُدار قرارها من فوق ويُنهب مالها من تحت.

ورغم هذا الإرث الأسود، فإن اليمن اليوم يكتب قصة جديدة. منذ انطلاق ثورة 21 سبتمبر، استعاد اليمنيون زمام المبادرة، وبدأوا بصياغة مشروع دولة حرة، تملك قرارها، وتحمي سيادتها، وتقف بصلابة في وجه عدوان لم يعرف للإنسانية طريقًا.

لم يعد القرار اليمني مرهونًا، ولم تعد الكلمة العليا إلا للشعب، وهذا ما أفزع أعداء الداخل والخارج، فاستنفروا أدواتهم لعرقلة المسار التحرّري الذي يمضي بخطى ثابتة.

إن المعركة ليست فقط عسكرية، بل معركة وعي، معركة بين مشروع تحرّري يحمل هَمّ َالأُمَّــة ويقف إلى جانب فلسطين، وبين مشروع تابع لا يرى الوطن إلا سوقًا للنهب ومسرحًا للتطبيع. ولن يتحقّق النصر الكامل إلا بتطهير الداخل من كُـلّ رموز الخيانة، وكشف كُـلّ الأقنعة، وفضح كُـلّ من تآمر على هذا الشعب.

فالعفافيش، رغم محاولاتهم العودة من النوافذ بعدما أُخرجوا من الأبواب، لا مستقبل لهم في يمن الثورة والسيادة، وقد آن الأوان لأن يُغلق ملفهم القذر إلى الأبد، وتُطوى صفحة كانت مليئة بالقبح والخيانة، ليفتح اليمن صفحة المجد والبناء والانتصار.


مليشيا الانتقالي تدفع بقوات إضافية إلى المحافظة: شركة بترومسيلة تعلن التوقف عن العمل بسبب أحداث حضرموت
المسيرة نت| متابعات: أرسلت مليشيا الانتقالي المدعومة من الاحتلال الإماراتي اليوم تعزيزات عسكرية إضافية إلى خطوط المواجهة مع قبائل ما يسمى "حلف حضرموت" الموالية للاحتلال السعودي في هضبة حضرموت شرقي اليمن، حيث يخوض الطرفان مواجهات منذ أيام للسيطرة على المحافظة الغنية بالنفط.
العميد أبي رعد للمسيرة: قانون التفوق الصهيوني يحوّل السعودية والخليج إلى مخازن أسلحة بـتريليون دولار
المسيرة نت| خاص: أكّد الخبير العسكري العميد علي أبي رعد أنّ تكديس السعودية لكميات هائلة من الأسلحة، التي بلغت قيمتها الإجمالية ما يقارب التريليون دولار في الصفقات الأخيرة والسابقة، لم ينتج عنه أيّة قوة حقيقية موجهة ضد "العدوّ المعلن"، أيّ الكيان الإسرائيلي، "بل تم توجيه هذه الترسانة الضخمة بالكامل نحو اليمن العزيز".
الحسني للمسيرة: سيناريو التدخل العسكري في فنزويلا.. رهان أمريكي محفوف بالفوضى
المسيرة نت| خاص: أشار الإعلامي اليمني طالب الحسني إلى أنّ سيناريو التدخل العسكري الأمريكي في فنزويلا، هو رهان محفوف بمخاطر الفوضى الكبيرة والرفض الدولي، مؤكّدًا أنّ هذا السيناريو يصطدم "بعقدة الصمود الداخلي في فنزويلا وغياب الاستجابة العسكرية للانقلاب"، فضلاً عن "التحالفات الجيوسياسية القوية مع قوى دولية كبرى".
الأخبار العاجلة
  • 06:07
    مكتب مجرم الحرب نتنياهو: الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دعا رئيس الوزراء إلى لقاء في البيت الأبيض في المستقبل القريب
  • 06:03
    وزارة الحرب الأمريكية توافق على صفقة لبيع السعودية معدات لطائرات مروحية ومعدات ذات صلة بقيمة تقدر بمليار دولار
  • 05:57
    ترمب: هندوراس تحاول تغيير نتائج انتخاباتها الرئاسية وإن فعلوا ذلك فسيكون الثمن باهظا
  • 05:56
    إسرائيل هيوم: "رئيس أركان الجيش الإسرائيلي" أيال زامير يزور الأسبوع المقبل واشنطن في أول زيارة رسمية له
  • 04:50
    مصادر سورية: قوة عسكرية للعدو الإسرائيلي تتوغل في قرية الأصبح بريف القنيطرة الجنوبي وتداهم منازل مواطنين وتجري عمليات تفتيش
  • 04:49
    مصادر فلسطينية: قوات العدو تشن حملة مداهمات لمنازل المواطنين خلال اقتحامها بلدة حلحول شمال الخليل جنوب الضفة الغربية
الأكثر متابعة