عام على استشهاد القائد إسماعيل هنية.. الشهيد الثائر على طريق القدس
آخر تحديث 31-07-2025 10:08

خاص| المسيرة نت: في زمنٍ تتسارع فيه المتغيرات، وتُسحق فيه القيم على مذبح المصالح الدولية، تخرج من رحم المأساة شخصيات تأبى أن تكون مجرد أرقام في قوائم اللاجئين، أو ظلالًا في زوايا النكبة؛ تخرج كالشمس لتبعث الحياة في أمةٍ قررت ألا تموت.

من بين هؤلاء، يسطع نجم الشهيد القائد الدكتور إسماعيل هنية، الذي كتب اسمه على جدران التاريخ الفلسطيني بالحبر الممزوج بالدم، وأثبت أن الزعامة ليست بالمنصب؛ بل بثبات المبدأ، وأن الدم الفلسطيني حين يُسفك من أجل الحرية، يصبح مشعلًا للأجيال.

وُلد إسماعيل عبد السلام هنية المكنى "أبو العبد" في 23 مايو 1963م، في مخيم الشاطئ، منفى الفقراء الذين اقتُلِعوا من "عسقلان" عام النكبة، ليجد في خيام القهر أول دروس الصبر والمقاومة.

درس في مدارس "الأونروا"، وبرز منذ صباه فتىً طموحًا، يرفض أن يُسجن في جغرافيا العجز، عشق الأدب وكرة القدم، وخلط بين مفردات اللغة ومهارات الرياضة يافعًا، قبل أن يحمل قلمه وذراعه سيفًا يواجه به المحتل.

تخرج هنية عام 1987م، من الجامعة الإسلامية في غزة بشهادة في الأدب العربي، ثم حصل على الدكتوراه منها عام 2009م.

لكنه لم ينتظر الشهادات ليبدأ التأثير، فقد كان قياديًّا طلابيًّا بارزًا، ترأس مجلس طلبة الجامعة، وقاد "الكتلة الإسلامية"، الذراع الطلابي للجماعات الإسلامية، ومنها بزغ نجمه كأحد أبرز المؤسسين في حركة "حماس".

تعرض للاعتقال أكثر من مرة، وذاق عتمة الزنازين ومرارة القيد، لكنه لم يتراجع، بل زادته السجون إيمانًا، والمنفى في مرج الزهور جنوبي لبنان مع 400 من قيادات حماس 1992م؛ صلابةً وعمقًا، حيث صقلته التجربة مع قادة حماس المنفيين.

عاد من المنفى ليُعيَّن عميدًا في الجامعة الإسلامية، ثم رئيسًا لمكتب الشيخ الشهيد أحمد ياسين، فكان خير أمينٍ على تراث القائد المؤسس، يجمع بين الحكمة والحزم، وبين الصبر والثقة بالله.

وبعد اغتيال الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، اختير بالإجماع قائدًا لحماس في غزة، كما قال الشهيد نزار ريان: "لم يكن الأقدم ولا الأكبر، لكنه الأكثر إجماعًا وحبًا بين الجميع".

في 2006م، ترأس قائمة "التغيير والإصلاح" وفاز بأغلبية ساحقة، ليتولى رئاسة الوزراء، وقاد الحكومة في ظروف حصار خانق وانقسام داخلي، لكنه أدارها بعقلية المقاوم، مؤمنًا بأن السياسة لا تُفصل عن الثورة، وأن الوحدة هدفٌ لا حياد عنه.

تعرّض لمحاولات اغتيال متكررة، أبرزها في 2003م، لكنه ظل حاضرًا بين الناس، لا يختبئ خلف الجدران، يؤمّ المصلين، ويعانق المقاومين.

ومع انطلاق معركة "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر 2023م، يوم العبور العظيم، ظهر من مكتبه في الدوحة مبتسمًا، يُكبِّر ويُصلي شكرًا لله، متابعًا مجاهدي القسام وهم يستولون على آليات العدو، وكأن لسان حاله: هذا يوم الوعد، يوم الزحف نحو القدس.

في أبريل 2024م، استشهد 6 من عائلته في قصفٍ إسرائيلي، بينهم 3 من أبنائه وعدد من أحفاده، ثم لحقت بهم شقيقته وعشرة آخرون في يونيو يوم عيد الفطر المبارك.

لكن هنية لم يجزع، بل وقف شكرًا لله، وقال: "دماء أبنائي ليست أغلى من دماء الشعب الفلسطيني. أنا أشكر الله على هذا الشرف".

لم تكن تلك مجرد كلمات عزاء، بل تجلٍّ نادر لثبات اليقين، وإعلان حيّ على أن المقاومة ليست خطابًا بل مسيرة ومسار ودموع نصرٍ في عين ثكلى.

في أحد خطاباته عام 2014م، قال: "نحن قوم نعشق الموت كما يعشق أعداؤنا الحياة.. إذا كان قراركم الحصار، فإن قرارنا هو الانتصار، وإذا كان القرار تركيع غزة والشعب، فقرارنا هو أننا لا نركع إلا لله".

بهذه الروح المشتعلة، جاب المنابر والميادين، حاملاً فلسطين في قلبه، ومرابطًا على حدود الحرف والرصاص.

وكان كثير الحديث عن الشهادة، كأنها قدر لا مفر منه، أو حلم لا يكتمل بدونه، حتى قال ذات مرة: "أخاف أن أموت على غير الطريق".

وفي 31 يوليو 2024م، قصفت طائرات الاحتلال مقر إقامته في طهران، بعد مشاركته في حفل تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، ليرتقي شهيدًا، تمامًا كما عاش: مهاجرًا، مرابطًا، مُبشِّرًا بالقدس، يسكب دمه على طريق القدس، أرض الأنبياء.

غارةٌ لم تقتل جسدًا؛ بل أيقظت أمةً بأكملها على معنى الوفاء، ومعنى أن تكون زعيمًا لا بكرسي الحكم، بل بتابوت الشهداء.

قليلون هم من تكتمل فيهم أركان الزعامة: الصدق، الشجاعة، البصيرة، التواضع، حب الناس، وثبات المبدأ، وإسماعيل هنية كان كل ذلك وأكثر؛ لم يمت بل عاد حيًّا في قلوب الفقراء والمقاتلين والأمهات اللواتي يتغنّين باسمه قبل النوم.

ومن قال إن الموت نهاية؟ فها هو يمضي شهيدًا، ويترك خلفه جيشًا من الأحرار يسيرون على ذات الطريق، بوصية واحدة لا تموت: "خذوا كل الكراسي.. وأبقوا لنا الوطن".


حركة الجهاد الإسلامي وجناحها العسكري "سرايا القدس" تكرم المكتب السياسي لأنصار الله بدرع "طوفان الأقصى"
صنعاء | المسيرة نت: كرّمت حركة الجهاد الإسلامي، وجناحها العسكري "سرايا القدس"، المكتب السياسي لأنصار الله بدرع "طوفان الأقصى"، نظير مواقفه الداعمة والمساندة للقضية الفلسطينية ومقاومته.
المجرم نتنياهو يوسّع الأطماع في سوريا بفضل التواطؤ "الجولاني".. دمشق ضمن الـ"منطقة العازلة" ولا سلاح لـ"الجماعات المسلحة"
خاص | نوح جلّاس | المسيرة نت: في تصعيد هو الأخطر منذ بدء التوغلات الصهيونية داخل سوريا، كشف مجرم الحرب بنيامين نتنياهو عن أطماع جديدة تتجاوز القنيطرة ودرعا، لتضع دمشق نفسها ضمن نطاق "منطقة منزوعة السلاح"، في مؤشر واضح على أن الكيان "الإسرائيلي" بات يتعامل مع سوريا كمنطقة مفتوحة أمام مشروعه التوسعي، مستفيداً من صمت سلطات الجولاني التي تنزلق إلى التواطؤ المعلن مع المشاريع الصهيونية التوسعية.
صحيفة عبرية: حكومة المجرم نتنياهو أهملت مطار رامون من حيث الأمن والدعم الصحي
المسيرة نت| متابعات: نقلت صحيفة جيروزاليم بوست العبرية عما يسمى المراقب العام للدولة في تقرير له الثلاثاء أن مطار رامون الواقع بالقرب من مدينة أم الرشراش [ايلات] قد تم نسيانه من قبل الهيئات التابعة لحكومة المجرم نتنياهو سواء من حيث الأمن أو من حيث توفير الدعم الصحي المناسب في الموقع.
الأخبار العاجلة
  • 22:48
    مصادر فلسطينية: إصابة مواطن برصاص العدو بمحيط الجدار الفاصل في بلدة الرام شمال القدس المحتلة
  • 22:48
    مصادر فلسطينية: آليات العدو تُطلق الرصاص بكثافة تجاه شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة
  • 22:48
    مصادر لبنانية: مسيّرة للعدو الإسرائيلي تلقي قنبلتين صوتيتين في أجواء البحر مقابل رأس الناقورة
  • 22:48
    مراسلنا في تعز: إصابة مواطن وتضرر عدد من السيارات إثر سقوط قذيفة أطلقها مرتزقة العدوان على منازل المواطنين في مديرية صالة
  • 21:39
    مصادر فلسطينية: طيران العدو الإسرائيلي يشن سلسلة غارات شرق خان يونس جنوب قطاع غزة
  • 21:38
    مصادر فلسطينية: مروحية للعدو الإسرائيلي تطلق نيرانها باتجاه أحد جبال بلدة قباطية قرب جنين شمالي الضفة الغربية
الأكثر متابعة