بين الإبادة والصمت.. من غزةَ إلى الشامِ يُولدُ مشروعُ صهيون

يومٌ آخرُ من عُمرِ الإبادة؛ يومٌ آخرُ من الحصارِ المُميت، يومٌ آخرُ من مصائدِ الموتِ للمُجوَّعين؛ يومٌ آخرُ من الخذلانِ الإسلاميِ العربيِ للإخوةِ والأشقاء؛ في غزةَ عشرةُ أطفالٍ يَفقدون يومياً ساقاً أو الساقين؛ وهي قد تحولت إلى مقبرةٍ مفتوحةٍ لهذه الشريحةِ بعد أن سجلَ الكيانُ رقماً قياسياً في القضاء عليها وبمعدلِ ثمانيةٍ وعشرين طفلاً يومياً.

ومع ظلالٍ أكثرَ قتامةً في القطاع؛ ورثةُ قتلةِ الأنبياء، ومحترفو الإبادةِ يقفزون بفهلوةٍ عجيبةٍ فوق المذبحةِ المستمرةِ بأيديهم في غزة؛ ويتحدثون عن حقوقِ الإنسانِ في سويداءِ سوريا؛ كما لو أن هذه الصفاقةَ ستُخفي نفوسَهم العدائيةَ الخبيثةَ والشريرةَ الدمويةَ بعد أن استعرض "كابينت" الحربِ كلَ ما يمتُّ للإبادةِ الجماعيةِ أمام العالم؛ وأمام وحشٍ مدجّجٍ بمزيجٍ متفجرٍ من الخرافةِ اليهوديةِ وترسانةِ أسلحةِ الغربِ الحديثةِ والفتّاكة.

يبقى البديهيُ أنه لا تنفعُ معه سياسةُ المُهادنةِ والاسترضاءِ أبدا؛ لكن الجولاني بوصفِه أمريكياً جورج واشنطن يفعلُ أكثرَ من ذلك وهو يمررُ السمَّ في دسمِ الحرصِ على حمايةِ وحدةِ الوطنِ وتقديمِ مصلحةِ الشعبِ على الفوضى؛ فيما يتجه الصهاينةُ في الصراعِ نحو الأقاصي والعينُ على تحقيقِ خريطةِ إسرائيلَ المُتَخيّلَة وجنوبُ سوريا جزءٌ منها وممرُّ داودَ المزعومَ لا يستثني جُزء من العراق.

وإزاء مشروعِ إسرائيلَ الكبرى يرشدُ السيدُ القائدُ أمتَنا إلى الحلولِ في إطلالتِه الاسبوعية؛ مستقبلُنا كمسلمين وعربٍ مرتبطٌ بقراراتِ وخياراتِ وسياساتِ اليومِ الراهنِ وبوسعِنا أن ننهضَ من بين الرمادِ بحكمةٍ وشجاعةٍ وأن نصنعَ من امتحانِ الصراعِ الشاقِ ميلاداً جديداً، والنصرُ آتٍ، وغدًا يومٌ آخرُ يُقربُنا إليه يا شعبَنا العزيز، نتوجُ نفيرَنا خِفَافاً وَثِقَالاً مجاهدين فِي سَبِيلِ اللّهِ وعلى اللهِ فليتوكلِ المؤمنون.

مقدمة النشرة الرئيسة لقناة "المسيرة" الخميس 22-01-1447هـ الموافق 17-07-2025م