أذونات التطبيقات: حين تتحول الهواتف الذكية إلى أدوات مراقبة
تقرير | هاني أحمد علي: في عصر "السيادة الرقمية"، تحولت الهواتف الذكية من أدوات للتواصل إلى ثكنات تجسس متنقلة، حيث يفتح المستخدم العادي هاتفه عشرات المرات يومياً، ويمنح "بضغطة زر" عفوية صلاحيات واسعة لتطبيقات مجهولة المصدر أو مرتبطة بشركات "الاستكبار التكنولوجي"، مما يضع خصوصيته وأمنه القومي والشخصي في مهب الريح.
ويفتح معظم المستخدمين هواتفهم الذكية عشرات المرات يومياً، يثبتون تطبيقات جديدة، يضغطون على زر “موافق”، ويكملون الاستخدام دون التوقف عند التفاصيل، غير مدركين أن هذه الموافقة السريعة قد تفتح باباً واسعاً لانتهاك الخصوصية، عبر أذونات الوصول إلى الكاميرا والميكروفون والموقع الجغرافي وسجل الهاتف.
عند تثبيت أي تطبيق، تظهر نافذة تطلب
الإذن بالوصول إلى خصائص معينة في الجهاز، وهي أذونات تهدف نظرياً إلى تحسين أداء
التطبيق وتسهيل استخدامه، إلا أن المشكلة تكمن في أن ما يقارب سبعين بالمئة من
المستخدمين يوافقون عليها دون قراءة أو تفكير، مانحين التطبيقات وصولاً دائماً إلى
بيانات حساسة.
وتُعد أذونات الميكروفون والكاميرا من
أكثر الأذونات حساسية، إذ تحتاجها بعض التطبيقات فعلياً، كتطبيقات الاتصال
والتصوير، لكن الإشكالية تظهر عندما تطلب هذه الأذونات بشكل دائم ودون مبرر وظيفي
واضح، ما يثير تساؤلات جدية حول طبيعة استخدامها.
وتشير إحصاءات تقنية إلى أن تطبيقاً
واحداً من كل ثلاثة يطلب أذونات لا علاقة لها بوظيفته الأساسية، في ظاهرة تُعرف
بجمع البيانات المفرط، حيث تتحول الأذونات من خدمة للمستخدم إلى وسيلة تتبع دقيقة
لنشاطه اليومي.
وفيما يتعلق بالموقع الجغرافي، قد يكون
السماح بالوصول إليه مفيداً في تطبيقات الخرائط أو خدمات التوصيل، إلا أن الخطر
يبدأ عندما يُطلب الموقع بشكل دائم، إذ تقوم بعض التطبيقات بتتبع تحركات المستخدم
حتى في حال عدم استخدام التطبيق، ما لا يشكل فقط انتهاكاً للخصوصية، بل يؤدي أيضاً
إلى استنزاف بطارية الهاتف بنسبة قد تصل إلى عشرين بالمئة يومياً.
وتحذر تقارير تقنية من أن أكثر من
ثمانين بالمئة من التطبيقات المجانية تعتمد على جمع بيانات المستخدم كمصدر أساسي
للربح، ما يعني أن المستخدم لا يدفع مالاً مقابل الخدمة، لكنه يدفع بخصوصيته
وبياناته الشخصية.
وفي هذا السياق، أوضحت مهندسة
الاتصالات المتخصصة في إدارة المشاريع والتخطيط الاستراتيجي، غادة الأسدي، أن أغلب
المستخدمين لا يدركون الصورة الكاملة لمعنى الأذونات، مشيرة إلى أن الضغط على زر
الموافقة أصبح سلوكاً تلقائياً، خاصة في ظل سياسات استخدام طويلة ومعقدة لا يقرأها
معظم المستخدمين.
وبيّنت الأسدي في لقاء مع قناة المسيرة
اليوم الأربعاء، ضمن برنامج "نوافذ" فقرة "جدار ناري" أن
إعطاء الإذن لتطبيق ما يعني فتح بوابة وصول لجزء محدد من بيانات الهاتف، وأن دمج
أذونات الموقع مع الميكروفون والكاميرا والصور يسمح للخوارزميات ببناء ملف شخصي
دقيق عن المستخدم، يشمل نمط حياته، تحركاته اليومية، اهتماماته، وحتى حالته
النفسية وقدرته الشرائية.
وأضافت أن من الأمثلة الصارخة على
إساءة استخدام الأذونات، تطبيقات بسيطة كآلة حاسبة تطلب الوصول إلى الكاميرا، أو
تطبيقات خلفيات تطلب سجل المكالمات وجهات الاتصال، وهو ما يدل بوضوح على وجود
أهداف خفية لا علاقة لها بالخدمة المعلنة.
وحذرت المتخصصة في إدارة المشاريع
والتخطيط الاستراتيجي من أن استمرار تفعيل هذه الأذونات قد يؤدي إلى مخاطر متعددة،
أبرزها انتهاك الخصوصية، الاستهداف الإعلاني المزعج، استنزاف موارد الجهاز، إضافة
إلى خطر الاختراق المباشر في حال تعرض خوادم التطبيق لهجمات إلكترونية، ما قد يتيح
الوصول إلى صور المستخدم أو تسجيلاته الصوتية.
وأكدت أن الحماية لا تعني التوقف عن
استخدام التطبيقات، بل الاستخدام الواعي، من خلال تفعيل خيار "السماح أثناء
الاستخدام فقط"، أو "السماح لمرة واحدة"، ومراجعة الأذونات بشكل
دوري عبر إعدادات الخصوصية، وحذف التطبيقات غير الضرورية أو غير الموثوقة.
كما شددت على أهمية تجنب التطبيقات
المهكرة، وتفعيل مؤشرات استخدام الكاميرا والميكروفون، التي تظهر على الشاشة عند
تشغيل أي تطبيق لهذه الخصائص، باعتبارها وسيلة بسيطة لكنها فعالة في تعزيز وعي
المستخدم، مبينة أن الأمن الرقمي أصبح جزءاً لا يتجزأ من الأمن الشخصي، وأن خطوات
بسيطة في إدارة الأذونات يمكن أن تشكل فارقاً كبيراً في حماية الخصوصية ومنع تحويل
الهاتف الذكي إلى أداة مراقبة دائمة.





مهندس زراعي: مستقبل التصنيع الزراعي المحلي واعد وبأرقى المواصفات العالمية
المسيرة نت| متابعات: أوضح منسق برنامج التصنيع الزراعي والسمكي المهندس عبدالكريم العامري، أن التصنيع المحلي يمثّل اليوم ركيزة أساسية للنهوض بالقطاع الزراعي والسمكي.
قيادي في حماس يدعو للتحرك العاجل لمواجهة مخططات العدو الصهيوني الاستيطانية
متابعات| المسيرة نت: أكد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية، حماس عبد الرحمن شديد، أن تصاعد عمليات مصادرة العدو الصهيوني للأراضي في الضفة الغربية، والتي كان آخرها قراره بمصادرة أكثر من 150 دونماً من أراضي قرية المغير شمال شرق رام الله، تعكس إصرار الاحتلال على المضي في سياسات السطو المنظم على أراضي الضفة، وتطبيق مخططه الكبير للضم والتهجير.
ذا كريدل": اليمن ساحة "حرب باردة" بين الرياض وأبو ظبي.. تحالفات خليجية جديدة لعزل الإمارات
المسيرة نت: كشف تقرير تحليلي نشره موقع "ذا كريدل"، عن تصاعد حاد في صراع الهيمنة بين الرياض وأبو ظبي، مؤكداً أن التحالف الاستراتيجي الذي جمع محمد بن سلمان ومحمد بن زايد تحول إلى تنافس شرس يعيد تشكيل خارطة التحالفات في الخليج، مع بروز اليمن كأبرز ساحات هذا الصدام الميداني.-
23:23مصادر فلسطينية: جيش العدو الإسرائيلي ينفذ عمليات نسف شمال غرب مدينة رفح جنوب قطاع غزة
-
23:22رويترز عن مسؤول أمريكي: البيت الأبيض أمر القوات الأمريكية بالتركيز على فرض حصار على صادرات النفط الفنزويلية لمدة لا تقل عن الشهرين المقبلين
-
22:54مصادر فلسطينية: آليات العدو تطلق النار بكثافة في محيط دوار السنافور شرق حي التفاح بمدينة غزة
-
22:26السفير الأمريكي لدى كيان العدو مايك هاكابي: "الشرع" يدرك أن بقاءه مرهون بالتطبيع مع "إسرائيل"
-
22:26مجمع العودة الطبي في النصيرات: سنتوقف عن تقديم الخدمات الصحية والطبية غدا الخميس جرّاء أزمة الوقود
-
21:47وكالة فرانس برس عن مصادر أمنية نيجيرية: 7 قتلى بانفجار في مسجد بمدينة مايدوجوري شمال شرقي البلاد