أطفال غزة يموتون من البرد.. كيف حوّل العدو الصهيوني الشتاء إلى أداة إبادة صامتة
آخر تحديث 14-12-2025 21:26

المسيرة نت| محمد الكامل: في خيام رقيقة لا تقي المطر ولا الرياح، وعلى أرض مدمّرة بلا كهرباء أو وقود، يخوض مئات آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة معركة غير متكافئة مع البرد، ولا يمكن فصل هذه المعركة عن سياق العدوان الشامل الذي يشنّه العدو الإسرائيلي، حيث لم يعد القتل مرتبطًا فقط بالقصف، وإنما بقرار سياسي يجرّد المدنيين من أبسط مقومات البقاء.

وتكشف مشاهد الأطفال الذين يفقدون حياتهم داخل خيام غارقة بالمياه، نتيجة انخفاض حاد في حرارة أجسادهم، أن القطاع يعيش فصلًا جديدًا من المأساة، عنوانه البرد، وجوهره قرار صهيوني يترك المدنيين لمواجهة الشتاء دون أدنى مقومات النجاة.

أرقام تكشف حجم الكارثة

وبحسب بيانات المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فقد سُجلت خلال فترة زمنية قصيرة وفاة ما بين 13 و15 فلسطينيًا خلال 24 ساعة واحدة نتيجة البرد القارس وانهيار مبانٍ متضررة بفعل الأمطار، وكان بين الضحايا أطفال ورضّع.

وتعكس هذه الأرقام التي نُقلت عبر وسائل إعلام محلية ودولية، مؤشّرًا خطيرًا على تحوّل الشتاء إلى عامل قاتل مباشر، في حين تشير المعطيات نفسها إلى أن أكثر من 1.5 مليون فلسطيني يعيشون في حالة نزوح قسري، فيما تضررت أو غرقت نحو 125 ألف خيمة بفعل العواصف.

الحاجة الفعلية، وفق تقديرات الجهات الحكومية والإنسانية، تتجاوز 300 ألف خيمة شتوية، في حين لم يُسمح بدخول أكثر من 20 ألف خيمة فقط، أي أقل من سبعة في المئة من المطلوب.

ويضع الفارق الهائل بين الحاجة وما يدخل فعليًا علامات استفهام حول طبيعة القرارات التي تتحكم بتدفق الإغاثة، وهو ما يؤكد مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إسماعيل الثوابتة، الذي قال في تصريحات صحفية إن هذه الأرقام تعكس واقعًا مفاده أن مئات آلاف العائلات تُركت عمدًا لمواجهة الشتاء دون حماية، في ظل منع إدخال مواد الإيواء والوقود.

شهادة ميدانية وطبية

وفي جنوب القطاع، نقلت وكالة رويترز شهادة الأم الفلسطينية هيجار أبو جزر بعد وفاة رضيعتها رهف، البالغة ثمانية أشهر، داخل خيمة غارقة بالمياه. 

وتقول الأم بألم يصعب وصفه على فراق ابنتها: "إنهم ناموا والمطر يتساقط فوقهم، وعندما استيقظوا وجدوا الطفلة وقد فارقت الحياة من شدة البرد، دون أن تكون مريضة". 

وتحولت هذه الشهادة، التي وثقتها وكالة عالمية، إلى دليل حي على وفيات انخفاض حرارة الجسم في بيئة نزوح قسري.

من جهته يؤكد الدفاع المدني في غزة على لسان المتحدث محمود بصل أن طواقمه انتشلت جثامين أطفال من خيام ومبانٍ مهددة بالانهيار، مشيرًا إلى أن الظروف الحالية تجعل أي منخفض جوي خطرًا مميتًا على آلاف العائلات.

ومن داخل المنظومة الصحية المنهكة، يوضح مدير مجمع الشفاء الطبي، الدكتور محمد أبو سلمية، أن المستشفيات تسجل حالات متكررة من Hypothermia بين الأطفال، خاصة الرضّع، مشيراً إلى أن الطفل يفقد حرارته بسرعة في بيئة رطبة، ومع سوء التغذية ونقص التدفئة تتباطأ وظائف القلب والجهاز التنفسي تدريجيًا إلى أن تتوقف. 

ويحوّل هذا التوصيف الطبي البرد من عامل ثانوي إلى سبب وفاة مباشر، مرتبط بظروف مفروضة بفعل العدوان الصهيوني على القطاع، وهنا تحذر وزارة الصحة في غزة بدورها من أن استمرار هذا الوضع سيضاعف الضغط على نظام صحي شبه منهار، غير قادر على استيعاب موجات جديدة من المرضى.

توصيف قانوني يتجاوز الإغاثة

وفي السياق تصف صحيفة الغارديان البريطانية الوضع في غزة بأنه كارثة إنسانية مركبة، مشيرة إلى أن تدمير البنية التحتية ومنع إدخال الإغاثة جعلا القطاع غير قابل للحياة خلال الشتاء.

و تذهب منظمة هيومن رايتس ووتش أبعد من ذلك، معتبرة أن منع إدخال الخيام والوقود في ظل طقس قاسٍ قد يرقى إلى استخدام المعاناة الإنسانية كوسيلة حرب، وهو توصيف يندرج ضمن جرائم الحرب وفق القانون الدولي الإنساني، في حين تحذر منظمة الهجرة الدولية من أن نحو 800 ألف نازح باتوا معرضين لخطر الفيضانات وانهيار أماكن الإيواء المؤقتة، في ظل نقص حاد في مواد الطوارئ.

ووفق اتفاقية جنيف الرابعة، تتحمل قوة الاحتلال الصهيوني مسؤولية حماية السكان المدنيين وتوفير المأوى والمواد الأساسية، حيث المادة 33 تحظر العقاب الجماعي، والبروتوكول الإضافي الأول يجرّم تعريض المدنيين لظروف معيشية تؤدي إلى هلاكهم، وبالتالي منع إدخال الخيام والوقود في ذروة الشتاء، مع العلم المسبق بتداعيات ذلك، يرقى قانونيًا إلى جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية.

وترى منظمات حقوقية أن استخدام البرد كعامل قتل يدخل ضمن مفهوم “القتل المباشر”، حيث تتحقق النتيجة القاتلة عبر التحكم بالظروف الحياتية.

اللافت أن منع إدخال مواد الإيواء لا يحدث تلقائيًا، فالقرار يمر عبر مستويات سياسية وعسكرية وإدارية في منظومة العدو الإسرائيلي، التي تصنّف أو تستخدم الحصار لقتل المدنيين والمواطنين عبر الحصار والقرار سياسي عسكري بهدف واحد هو تصفية الفلسطينيين وأطفالهم الذين يموتون من البرد بعد منع الخيمة والبطانية والوقود.

يموت الناس في غزة من البرد بعد أن أصبحت أكثر من 80 % من المساكن مدمّرة، فالكهرباء شبه معدومة، والوقود محظور، والخيام الهشة أصبحت الملاذ الوحيد بعد العدوان على القطاع وسياسات العدو الإسرائيلي.

وكشفت العاصفة الشتوية التي ضربت شرق المتوسط مؤخرًا، والتي عُرفت باسم “بايرون”، هشاشة الوضع الإنساني في القطاع بشكل غير مسبوق، ففي حين تعاملت دول المنطقة مع المنخفض الجوي عبر إجراءات وقائية وخطط طوارئ، واجهته غزة بأقمشة مهترئة وخيام بلاستيكية لا تقي ريحًا ولا مطرًا، ما جعل الأطفال يتجمدون من البرد حتى الموت.

ويؤكد المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني أن أطفال غزة يتجمدون حتى الموت بينما الإمدادات الشتوية عالقة بانتظار الموافقة، ورغم كل ذلك، تكتفي الولايات المتحدة بتصريحات قلق عامة، ويلتزم الاتحاد الأوروبي الصمت، ويبقى مجلس الأمن مشلولًا بفعل الفيتو، صمت يرى فيه محللون سياسيون شريك في الإبادة الجماعية لكونه يمنح غطاءً لاستمرار الجريمة.

ويتوقع خبراء الصحة والطوارئ مع استمرار المنخفضات الجوية، ضمن السيناريوهات القادمة ارتفاعًا في وفيات الأطفال، تفشي أمراض تنفسية، انهيارات إضافية في المباني المتضررة، وأضرار نفسية واجتماعية طويلة الأمد. 

ويكفي في غزة أن يُمنع المأوى، ويُحاصر الوقود، وتُترك العائلات في العراء، لتحقيق إبادة صامتة، يُستخدم فيها الشتاء كسلاح، ويُترك المدنيون ليواجهوا البرد حتى الموت.

صنعاء.. وقفتان في مديريتي الحصن وخولان تأكيدًا على استمرار التعبئة والجهوزية
صنعاء| المسيرة نت: نظم أبناء عزلة الغري بمديرية الحصن في محافظة صنعاء، وقفة قبلية مسلحة إعلانًا للجهوزية العالية وثباتًا على الموقف المساند للشعب الفلسطيني.
الدفاع المدني في غزة يبدأ انتشال جثامين الشهداء من مدينة غزة ويدعو لإدخال معدات الإنقاذ
خاص | المسيرة نت: أعلن المتحدث باسم الدفاع المدني في قطاع غزة محمود بصل، اليوم، بدء عمليات انتشال جثامين الشهداء من مدينة غزة، في خطوة وصفها بأنها الأولى من نوعها منذ فترة طويلة، في ظل الدمار الواسع الذي خلّفه العدوان الصهيوني المتواصل.
هزيمة: ما جرى ضد فنزويلا جسّد بلطجة دولية وصراعًا أمريكيًا للهيمنة
أكد الخبير في الشؤون الاستراتيجية الدكتور محمد هزيمة أن ما شهدته الساحة الدولية، خصوصًا تجاه فنزويلا، لم يُفسَّر إلا بوصفه بلطجة سياسية منظمة، حيث جرى تفريغ القانون الدولي من مضمونه، وتحولت المنظمات الدولية إلى أدوات خاضعة للنفوذ الأمريكي والغربي، بما خدم مشروع السيطرة على شعوب العالم وإخضاعها.
الأخبار العاجلة
  • 17:12
    قبائل المديريات الشرقية للمدينة بحجة: نعلن البراءة من عملاء أمريكا وإسرائيل ونفوض السيد القائد في كل خياراته
  • 17:12
    حجة: لقاء قبلي موسع مسلح لقبائل مديريات مربع المدينة الشرقي شرس ومبين وكحلان عفار وبني العوام وريف حجة والمغربة ومدينة حجة لإعلان الجهوزية والنفير العام لمواجهة أي عدوان
  • 16:52
    مصادر فلسطينية: إصابة طفلة برصاص العدو أثناء عودتها من مدرسة في مواصي مدينة رفح جنوب قطاع غزة
  • 16:48
    بن حبتور لوكالة يونيوز: هناك معلومات تؤكد وجود تنسيق مباشر بين "المجلس الانتقالي" - المدعوم إماراتيًا- وكيان العدو الإسرائيلي
  • 16:48
    عضو المجلس السياسي الأعلى د.عبدالعزيز بن حبتور لوكالة يونيوز: الأحداث في المحافظات الجنوبية والشرقية تأتي في إطار مخطط قديم - جديد رسمته دول العدوان السعودية والإمارات
  • 16:43
    مكتب إعلام الأسرى: نحو 50 أسيرة في سجن "الدامون" يواجهن قمعًا ممنهجًا وعزلةً وعذابًا يوميًا