الاعتماد على الله أَسَاس الثبات: قراءة في واقع الأنظمة العربية
آخر تحديث 11-11-2025 17:01

من الأقوال الخالدة لأمير المؤمنين الإمام عليٍّ عليه السلام قوله: «مَن اعتمد على الناس ملّ، ومن اعتمد على ماله قلّ، ومن اعتمد على سلطانه زَلّ، ومن اعتمد على الله فلا مَلّ ولا زلَّ ولا قلّ».

تأمّلتُ في هذا القولِ البليغِ لأمير البلاغة؛ فوجدتُ فيه تلخيصًا دقيقًا لحال ملوك وزعماء وقادة الأنظمة العربية، وكأنه صنّفهم - بحسب ما اعتمدوا عليه - إلى صنفَينِ:

الصنف الأول: أغلب قادة الأنظمة العربية، الذين «اعتمدوا على الناس فملّوا، وعلى مالهم فقلّوا، وعلى سلطانهم فزلّوا».

الصنف الثاني: قادة دول المقاومة، الذين «اعتمدوا على الله؛ فلا ملّوا ولا زلّوا ولا قلّوا».

وبإسقاط الصنف الأول على واقع الأنظمة العربية اليوم، يتبين بوضوح أن هذا الوصف يكشف مكامن الخلل في بُناها الدينية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية.

فالمتأمل في واقع بعض تلك الأنظمة يجد أن بريطانيا كانت السبب في وجود دول عربية لم يكن لها كيان قبل عقود من الزمن، وهي حتى اليوم تدين بالولاء أولًا لبريطانيا، ثم لأمريكا، ثم للكيان الصهيوني المحتلّ.

لقد امتلكت هذه الدول المال والسلطان، لكنها لم تستثمرهما لصالح شعوبها أَو لمصلحة الأُمَّــة، بل خدمت مصالح الأعداء.

بل وصل الأمر إلى أن اعتمدت على حماية قوى خارجية لم تتمكّن من حماية نفسها، فكيف لها أن تحمي غيرها؟

ومن هذه الأنظمة مَن اعتمد على الناس وعلى أنظمة الغرب، مُزيّنًا حكمه بالمظاهر والشعارات، ومستخدمًا «علماء السلطة» لإصدار فتاوى تضليلية تُبرّر طاعته المطلقة.

لكنها سَرعانَ ما فقدت ثقةَ شعوبها حين غاب العدل، وانعدمت العزة والكرامة، فـ «ملّ» الناس منها، وهجروا أوطانهم هربًا من الذلّ والاستبداد.

وآخرون اعتمدوا على المال، مغترين بثرواتهم النفطية أَو مواردهم المؤقتة، غير مدركين أن المال وحده لا يبني أوطانا، لا سِـيَّـما حين يغيب البُوصلة الدينية والقيمية والأخلاقية، ويُوجّه البعض موارده إلى الترف والمجون.

وهكذا «قلّ» الخيرُ في أرضهم، وهو نذيرٌ بزوال نعمة البركة.

أما مَن اعتمد على سلطانه وقوته الأمنية والعسكرية، فقد «زلّ» حين هزّته أزمات داخلية أَو ضغوط خارجية.

فليس السيف وحده كافيًا للحكم إلى الأبد، ولا القوة كفيلة بالصمود دون رضا الشعوب وولائها.

في المقابل، وفي زمن العواصف السياسية والتحولات الكبرى، تظهر حقيقة الصنف الثاني: قادة المقاومة، الذين اعتمدوا على الله فلم يَمِلّوا، واتخذوا القرآن منهجًا فلم يَزِلّوا، واعتمدوا على أنفسهم فلم يَقِلّوا.

لقد جعلوا من قيم الإيمان، والقرآن، والعدل، والحقّ أَسَاسًا لنهضتهم.

فبقيت مواقفهم ثابتة رغم العواصف، وغنيةً ولو قلّ المال، وقويةً ولو ضعف السلطان، وحكيمةً مهما اشتدّت الأزمات.

وقد وازنت المقاومة بين الإيمان والعمل، وبين الموارد والتخطيط، وبين إعداد العُدّة والتوكل الحقيقي على الله عزّ وجلّ.

مما سبق، يتبين أن مستقبل الأنظمة العربية لن يُبنى على تحالفات عابرة، ولا على ثروة أَو سلاح، بل على الاعتماد على الله، والثقة به، والتوكل عليه، واتِّخاذ المنهج القرآني مبدأً إيمانيًّا وروحيًّا في مواجهة التحديات.

وبإرادَة الله، وبقيادةٍ حكيمة، تنتشر ثقافةُ الوعي والقيم والأخلاق والعدل والجهاد والحرية، وهو الطريق الوحيد نحو الاستقرار الحقيقي، والحياة الكريمة، والعزة التي لا تُوهب بل تُنتزع.

وواقعنا في اليمن، بفضل الله تعالى، ثم بفضل السيد القائد الحكيم - حفظه الله ونصره - خيرُ شاهد ودليل على صدق هذه المعادلة.

مليشيا الانتقالي تدفع بقوات إضافية إلى المحافظة: شركة بترومسيلة تعلن التوقف عن العمل بسبب أحداث حضرموت
المسيرة نت| متابعات: أرسلت مليشيا الانتقالي المدعومة من الاحتلال الإماراتي اليوم تعزيزات عسكرية إضافية إلى خطوط المواجهة مع قبائل ما يسمى "حلف حضرموت" الموالية للاحتلال السعودي في هضبة حضرموت شرقي اليمن، حيث يخوض الطرفان مواجهات منذ أيام للسيطرة على المحافظة الغنية بالنفط.
متحدث حماس: ما يدخل غزة لا يلبّي الحدّ الأدنى في ظل عواصف الشتاء وندعو الوسطاء لتحرك عاجل
متابعات | المسيرة نت: حذّرت حركة حماس من خطورة الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة مع دخول فصل الشتاء، داعيةً الوسطاء إلى تحرك فوري.
صامدون: فعاليات الحملة الدولية لتحرير الأسرى اللبنانيين تنطلق في العديد من العواصم
المسيرة نت| خاص: شهدت مدينة بيروت وعدد من المدن والعواصم فعاليات تضامنية مع الأسرى والمعتقلين اللبنانيين في سجون الاحتلال، وذلك ضمن سلسلة فعاليات نظّمتها شبكة صامدون وحلفاؤها حول العالم، حيث جرى وضع ملصقات للأسرى في شوارع العاصمة اليونانية أثينا، ومدن "تولوز" في فرنسا و"شارلروا" في بلجيكا، وغيرها.
الأخبار العاجلة
  • 20:57
    الهلال الأحمر الفلسطيني: إصابة شاب برصاص العدو الإسرائيلي قرب جدار الرام في رام الله بالضفة الغربية المحتلة
  • 20:57
    حماس: ندعو الوسطاء وجميع الدول المعنية إلى التحرك الجاد والعاجل لإدخال الكارافانات وإنقاذ المدنيين قبل وصول المنخفضات الجوية القادمة
  • 20:57
    حماس: هناك حاجة ملحّة لتغيير حقيقي في طبيعة ما يُسمح بدخوله إلى غزة بحيث يخدم احتياجات الناس الفعلية خاصة في فصل الشتاء
  • 20:57
    حماس: الوقائع الميدانية تؤكد أن مراكز الإيواء والخيام غير صالحة للعيش الآدمي، ولا يمكنها مواجهة ظروف الشتاء القاسية
  • 20:56
    حماس: ومع اقتراب فصل الشتاء والمنخفضات الجوية القاسية فإن ما يدخل حاليا لا يغطي إطلاقا احتياجات الإيواء
  • 20:55
    حماس: المطلوب هو إدخال شاحنات تحمل مواد إغاثية أساسية وبكميات كبيرة تتناسب مع حجم الأزمة التي يعيشها أكثر من مليوني إنسان
الأكثر متابعة