أبو عزّة: التخاذل العربي تجاه التحركات الصهيوأمريكية يمنح الأعداء التوسّع والهيمنة ولا خيار غير المقاومة

خاص | المسيرة نت: أكد الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني صالح أبو عزة أن ما يجري في غزة وبقية ساحات المواجهة يندرج ضمن مخطط صهيو–أمريكي يسعى لإعادة تشكيل الواقع باسم "المرحلة السياسية" وتطويق المقاومة بصيغ جديدة، محذراً من التقاعس أمام التحركات التآمرية المكشوفة.

وقال أبو عزة في مداخلة خاصة على قناة المسيرة: إن حركة حماس قدّمت في بيانها سرداً واضحاً للخروقات المتواصلة التي رصدتها، والمتمثلة بـ"القتل والأسر والتمدد بعد الخط الأصفر ومنع دخول المساعدات"، مشدداً على أن المقاومة وضعت أمامها أولوية وقف الإبادة الجماعية، وأن ذلك "واجب أولوية حتى لو كلّفه ثمنًا باهظًا". 

ولفت إلى أن المقاومة نجحت في تحقيق "نقلة كبيرة" أدّت إلى خفض وتيرة القتل اليومي من مستويات كارثية - كانت تصل إلى نحو 600 شهيد وجريح يومياً - إلى حدود أدنى مقارنة بزمن الإبادة اليومية السابقة. 

وفيما يتعلق بملف السلاح، نقل أبو عزة عن موقف حماس وضوحها عندما قالت إن "السلاح لن يُنزع ولن يُسلَّم ما لم تُقام الدولة الفلسطينية على حدود 1967"، موضحاً أن هذه المعادلة تُقرّ بأن "السلاح هو الوحيد القادر على حماية الشعب الفلسطيني في مواجهة مشاريع تحكمها حسابات إقليمية ودولية معادية". 

وشدّد الكاتب الفلسطيني على ضرورة أن يضغط الوسطاء والضامنون على الاحتلال للوفاء بالتزاماته الإنسانية، خصوصاً فيما يتعلق بإدخال عدد المساعدات المتفق عليه يومياً، معتبراً أن تعطيل هذه الالتزامات يجعل من الاتفاقات مجرد "تجميل" لجرائم الاحتلال وإطالة أمد المعاناة. 

وحذر أبو عزة من أن "الجهود الأمريكية تصبّ عملياً لصالح تحقيق أهداف الكيان الصهيوني في غزة بآليات أخرى"، مشيراً إلى أن المخطط الصهيو–أمريكي لم يفلح خلال مراحل الإجرام الماضية في تحقيق أهدافه بالكامل. 

ونوّه إلى أن المنظومة الصهيونية تسعى الآن لتنفيذ المخطط بطرق أكثر علانية ومفضوحة، تسهل عليها تحويل الاحتلال التقليدي إلى منظومة وصاية أو إدارة دولية تمنح للحاكم الفعلي حرية الحركة وأدوات السيطرة دون أن تحمي الفلسطينيين. 

ودعا أبو عزة إلى بناء "مشروع مضاد" قادر على مواجهة مخطط الأعداء، يبدأ ببناء استراتيجية فلسطينية شاملة تجمع الفصائل والأطراف الفلسطينية على رؤية واحدة لمواجهة محاولات استبدال الاحتلال بالوصاية الأمريكية، ويشمل ذلك "ترميم قدرات المقاومة" ورفع مستوى التنسيق الداخلي كخارطة طريق مجدية لصدّ المشروع. 

وفي قراءةٍ على خلفية التطورات السياسية، اعتبر أبو عزة أن ما تُقدّم عليه بعض الأطراف من محاولات لتجميل الاحتلال ومقايضة الحقوق بسياسات شكلية لن يوقف مسار تصاعد المقاومة الشعبيّة والمؤسساتية، داعياً إلى "شدّ عصب الموقف الفلسطيني والعربي المقاوم" وتوحيد الجهود لمنع تمرير مخططات تندرج ضمن ما يسمى "الشرق الأوسط الجديد" التي تستهدف السيطرة على المنطقة العربية بكل ما فيها باسم الاستقرار والسلام المزيَّف. 

واختتم صالح أبو عزة حديثه بالقول إن "المرحلة الراهنة ليست وقتاً للانقسام أو الجدل العقيم"، مؤكداً أن المطلوب هو "نقاش عملي واستراتيجية تنفيذية" تعيد تموضع المقاومة والمنظومة السياسية لصالح حماية الشعب الفلسطيني ومنع تحويل ما جرى في غزة إلى سابقة لشرعنة احتلال أشمل بصيغٍ جديدة.