هل نحتاج مجلس تنسيق مشروعات التمكين الاقتصادي؟
آخر تحديث 08-09-2025 08:16

السؤال لم يعد مجرد خيار يُطرح للنقاش، بل أصبح ضرورة ملحة وركيزة استراتيجية في ظل التحديات الاقتصادية الراهنة وتزايد الضغوط على الموارد الوطنية. برامج التنمية المجتمعية، رغم تنوعها وكثرتها، غالبًا ما تعاني من التشتت وضعف التنسيق، مما يحد من فعاليتها ويقلل من قدرة الفئات الأكثر حاجة على الاستفادة منها بشكل حقيقي. ومن هذا المنطلق، يبرز مقترح تشكيل مجلس تنسيق مشروعات التمكين الاقتصادي برئاسة رئيس مجلس الوزراء كخطوة استراتيجية محورية، تمثل نافذة واحدة لتوحيد الجهود وتوجيه الموارد بكفاءة، وتحقيق أثر اقتصادي واجتماعي ملموس ومستدام.

يهدف المجلس إلى جمع جميع الجهات المعنية تحت مظلة واحدة، تشمل الوزارات والهيئات والقطاع الخاص، لتوحيد السياسات الاقتصادية والاجتماعية وتعزيز تكاملها. بهذا التشكيل المتكامل، يتحول التمكين الاقتصادي من برامج متفرقة ومجزأة إلى مشروع وطني شامل قادر على إحداث تغيير فعلي في حياة المواطنين، وخصوصًا الفئات الأكثر هشاشة. كما يضمن المجلس أن يتم توجيه الموارد المالية والدعم المقدم بشكل استراتيجي ومدروس، بعيدًا عن الازدواجية والتشتت، مع وضع معايير واضحة وعادلة لتوزيع المشروعات بين المحافظات والفئات المستهدفة، بما يعزز العدالة الاقتصادية والتنمية المتوازنة.

يلعب المجلس أيضًا دورًا محوريًا في تمكين الأسر المنتجة ودعم المشروعات الصغيرة والأصغر، التي تشكل جزءًا أساسياً من الاقتصاد الوطني، لكنها غالبًا ما تواجه صعوبات التمويل والتنظيم. عبر التوجيه المركزي للموارد، يمكن رفع كفاءة هذه البرامج وتعظيم أثرها الاقتصادي والاجتماعي، بينما تضمن آليات الرقابة والمتابعة الفاعلة تنفيذ المشاريع وفق معايير محددة، وتحويلها من برامج نظرية إلى مشاريع عملية ذات أثر ملموس ومستدام. كما يسهم المجلس في تعزيز القدرات المحلية من خلال التدريب والإرشاد الفني والتقني، بما يمكن الأسر والمشروعات الصغيرة من النمو والمنافسة في السوق المحلية والخارجية.

إضافة إلى ذلك، يتيح المجلس تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، ويدعم الابتكار في تصميم البرامج الاقتصادية والاجتماعية، بما يسهم في رفع الناتج المحلي الإجمالي، وتحسين مستوى المعيشة، وتحقيق العدالة الاقتصادية بين مختلف الفئات والمناطق. ومن خلال وضع خطط متكاملة للتنمية الاقتصادية، يضمن المجلس استفادة المجتمعات المحلية من المشاريع الوطنية بطريقة عادلة ومستدامة، مع التركيز على الفئات الأكثر حاجة والفجوات التنموية بين المحافظات. كما يعزز المجلس الشفافية في توزيع الموارد، ويضع مؤشرات قياس دقيقة لأداء المشروعات ونجاحها في تحقيق أهداف التمكين الاقتصادي.

إن إنشاء هذا المجلس يعكس رؤية حكومية واضحة نحو دمج الموارد وتوحيد السياسات، وتحويل برامج التمكين الاقتصادي إلى أدوات عملية للنمو والتنمية، وتمكين الأسر والفئات الأكثر حاجة، وتحقيق تنمية وطنية متوازنة ومستدامة. كما يرسل رسالة قوية للمجتمع وللمستثمرين بأن الدولة قادرة على قيادة عملية تنمية متكاملة ومدروسة، توفر بيئة آمنة وفاعلة للاستثمار الاقتصادي والاجتماعي.

من هذا المنطلق، يتضح أن تشكيل مجلس تنسيق مشروعات التمكين الاقتصادي ليس خيارًا تقليديًا أو شكليًا، بل خطوة استراتيجية ضرورية لحكومة التغيير والبناء، لضمان أن تترك المبادرات الحكومية أثرًا اقتصاديًا واجتماعيًا مستدامًا، ويعكس قدرة الدولة على قيادة التنمية وحماية الفئات الأكثر ضعفًا، وتقليل الفوارق الاقتصادية بين المحافظات والمجتمعات المحلية، بما يعزز البناء الوطني ويحقق التنمية الشاملة المنشودة، ويمثل نموذجًا رائدًا لإدارة التنمية في سياق تكاملي وفعّال.

مليشيا الانتقالي تدفع بقوات إضافية إلى المحافظة: شركة بترومسيلة تعلن التوقف عن العمل بسبب أحداث حضرموت
المسيرة نت| متابعات: أرسلت مليشيا الانتقالي المدعومة من الاحتلال الإماراتي اليوم تعزيزات عسكرية إضافية إلى خطوط المواجهة مع قبائل ما يسمى "حلف حضرموت" الموالية للاحتلال السعودي في هضبة حضرموت شرقي اليمن، حيث يخوض الطرفان مواجهات منذ أيام للسيطرة على المحافظة الغنية بالنفط.
الشرعبي للمسيرة: الصناعة العسكرية الغربية حوّلت السعودية إلى سوق لاستنزاف الثروات مقابل صفر مكاسب
المسيرة نت| خاص: أشار مدير مركز المعلومات بدائرة التوجيه المعنوي، زكريا الشرعبي، إلى أنّ أمريكا والمجمع الصناعي العسكري الغربي يتعاملون مع السعودية كـ "فرصة لمبيعات الأسلحة"، مؤكّدًا أنّ هذه الصفقات الضخمة التي تجاوزت مئات المليارات من الدولارات لم تحقق للمملكة أيّ مكاسب عسكرية حقيقية في حربها على اليمن؛ بل زادت من هيمنة واشنطن على عقيدتها العسكرية.
البنتاغون توافق على صفقة معدات عسكرية للسعودية بمليار دولار
المسيرة نت| وكالات: أقرّت وزارة الحرب الأمريكية "البنتاغون" صفقة بيع جديدة لمعدات وبرامج تشغيلية عسكرية، بقيمة تصل إلى مليار دولار، للمملكة السعودية، التي تعتبرها واشنطن الحليف الرئيسي لها في المنطقة العربية بعد كيان الاحتلال الصهيوني.
الأخبار العاجلة
  • 03:13
    الهلال الأحمر الفلسطيني: إصابة فلسطينية برصاص قوات العدو عند حاجز مزموريا قرب بيت لحم جنوب الضفة الغربية
  • 02:42
    مصادر فلسطينية: مسيرات للعدو الاسرائيلي من نوع كواد كابتر تلقي قنابل على منازل المواطنين بمحيط مفترق السنافور بحي التفاح شرقي مدينة غزة
  • 02:33
    مصادر فلسطينية: قوات العدو تقتحم مدينة حلحول، وبلدة بيت أمر شمال الخليل جنوب الضفة الغربية
  • 02:32
    مصادر فلسطينية: قوات العدو تقتحم ساحات مستشفى الهلال الاحمر التخصصي في الخليل جنوب الضفة الغربية
  • 02:32
    مصادر لبنانية: مسيّرة للعدو الإسرائيلي من نوع "كواد كوبتر" تلقي عبوات متفجرة على أحد المباني قيد الانشاء في بلدة عيترون
  • 01:36
    وزارة الحرب الأمريكية: الموافقة على صفقة محتملة مع السعودية تشمل برنامج تدريب شامل ومعدات مرتبطة به بقيمة 500 مليون دولار
الأكثر متابعة