حشود حُبٍّ ووفاء ورسالةُ صمود للأعداء

محمد المحقني

في أجواء مليئة بالإيمان والروحانية، خرج اليمنيون اليوم الخميس 12 ربيع أول، في مختلف الساحات والميادين، لإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف، حاملين رسالة واضحة: إن حبهم لرسول الله محمد –صلى الله عليه وآله وسلم– متجذر في أعماقهم، ووفاؤهم لرسالته لا يعرف حدودًا.

هذه الحشود لم تكن مُجَـرّد تجمع احتفالي، بل هي لوحة حية تُجسِّد صمود شعب يرفض أن تنطفئ شعلة الإيمان في قلبه. اليمنيون اليوم هم أحفاد الأنصار الذين نصَروا النبي –صلوات الله عليه وآله وسلم– في غزوة بدر، وغزوة أحد، وغزوة الأحزاب، حَيثُ وقفوا بجانبه بشجاعة وإيمان، وكانوا مثالًا للوفاء والتضحية. 

وهم أنفسهم الذين يرفعون اليوم راية نصرة غزة، متمسكين بواجبهم تجاه المسلمين المستضعفين، ومواجهين للطغاة الكافرين وأعوانهم المنافقين.

وقال السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، مخاطبًا هذه الاحتفالات:

"أحفاد الأنصار يحملون الراية عاليًا، نصرًا للمسلمين المستضعفين، وتصديًا للطغاة الكافرين وأعوانهم المنافقين".

كلمات تجسد موقف اليمنيين الراسخ، وتؤكّـد أن حب النبي –صلى الله عليه وسلم– والإيمان برسالته يتجسد اليوم في أفعالهم، في صمودهم، وفي دعمهم لكل قضية عادلة في العالم الإسلامي.

إنها اليمن.. أرض الإيمان والتاريخ المشرف، حَيثُ يلتقي الماضي بالحاضر، ويجتمع الوفاء للنبي مع الوقوف إلى جانب المظلومين.

حشود اليوم ليست مُجَـرّد احتفال بالمولد، بل هي رسالة صمود ووفاء: رسالة تقول إن هذا الشعب باقٍ على عهد الأنصار، ماضٍ في طريق الحق، ثابت على نهج الرسول –عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم– لا تزعزعه التحديات، ولا تقيده الظروف.