بين الرصاص والحبر.. معركةُ الوعي في زمن الطوفان
آخر تحديث 22-08-2025 15:57

تفرضُ الأحداثُ المشتعلةُ في غزةَ والميادينَ المحيطةِ بها، إدراكًا عميقًا لوجودِ معركةٍ موازيةٍ لا تقلُّ أهميّة عن الاشتباك العسكريِّ: إنها معركةُ الوعي، التي تُدارُ على جبهةِ الإعلامِ والخطابِ.

فبينَ ضجيجِ الرصاصِ وهديرِ الصواريخِ، يُطلَقُ وابلٌ من الكلماتِ، تُسَبِّحُ بحمدِ انتصار مزعومٍ، أَو تُكَبِّرُ على هزيمةٍ موهومةٍ.

وفي هذا السياق، تبرزُ إشكاليةٌ خطيرةٌ تتمثلُ في تضخمِ الخطابِ الإعلاميِّ الذي يُعطي انتصارًا لفظيًا أكبر من حجمِه الميدانيِّ، ويُبالغُ في تصويرِ الإنجازاتِ، مما يُهدّد بتشويهِ الإدراكِ الجمعيِّ للمخاطرِ الحقيقيةِ.

إنَّ هذا التضخمَ، وإنْ كانَ يُشبعُ رغبةَ النفسِ في النصرِ، إلا أنهُ يُخالفُ المنهجَ القرآنيَّ الذي يُعَلِّمُنا أنَّ النصرَ ليسَ مُجَـرّد شعاراتٍ، بل هوَ نتيجةٌ حتميةٌ للعملِ الجادِّ والصبرِ والثباتِ.

فكما يُبيِّنُ القرآن في قوله تعالى: "وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ" (آل عمران: 123)، فإنَّ النصرَ لا يتحقّق إلا بإرادَة قويةٍ وبذلٍ فعليٍّ.

إنَّ المبالغةَ في وصفِ الانتصاراتِ قدْ تُؤدي إلى نوعٍ من الغرورِ العقليِّ، يُعمي الأبصارَ عن التحدياتِ الماثلةِ أمامَنا، ويُفقدُ القوةَ الدافعةَ للمزيدِ من العملِ والبذلِ، وهوَ ما حذَّرَ منهُ سبحانه بقوله: "وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ" (الأنفال: 46).

على النقيضِ، يُمثلُ الرصاصُ المتصاعدُ من غزةَ والبحرِ الأحمر، لغةً أكثر صدقًا من أي خطابٍ.

إنها لغةُ الفعلِ التي تُحقّق التأثير الملموسَ على أرضِ الواقعِ، وتُجبرُ الخصمَ على الاعتراف بقوةٍ لمْ يكنْ يتوقعها.

إنَّ هذهِ المعركةَ الإعلاميةَ الحقيقيةَ تُكسبُ ثقةَ الشعوبِ، وتُعيدُ لهمْ إيمانهمْ بأنَّ القوةَ ليستْ حِكرًا على أصحاب الترساناتِ الكبرى، بل هيَ ملكٌ لكلِّ منْ يمتلكُ إرادَة القتالِ في سبيلِ الحقِّ، مصداقًا لقوله تعالى: "كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ" (البقرة: 249).

إنَّ هذا الصراعَ المركَّبَ يضعُ أمامَنا مسؤوليةً كبرى، تتطلبُ منا التوازنَ بينَ الخطابِ والفعلِ.

فلا يمكنُ للخطابِ أنْ يُفصلَ عنْ حقيقةِ الميدانِ، ولا يمكنُ للميدانِ أنْ يستمرَّ بدونِ خطابٍ واعٍ يوجهُهُ ويُعَبِّرُ عنهُ.

فليكنْ حبرُ أقلامِنا صدى لرصاصِ مقاتلينا، ولتكنْ كلماتُنا شاهدةً على أنَّ النصرَ ليسَ حبرًا على ورقٍ، بل دمًا يروي الأرض، ليثمرَ عزةً وكرامةً، وهوَ ما وعدَ بهِ اللهُ الأُمَّــة في قوله: "وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أكثر النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ" (الروم: 6).


السحابة الذكية.. ثورة تقنية تمنح الطلاب والشركات الناشئة قوة المعالجة بأسعار زهيدة
المسيرة نت | متابعات: أكد الخبير في الذكاء الاصطناعي، المهندس عمير عبد الجبار، أن السحابة الذكية تمثل نقلة نوعية في عالم الحوسبة، حيث انتقلت من مجرد منصة لتخزين البيانات إلى قوة معالجة قادرة على تحليل المعلومات واتخاذ القرارات بشكل فوري.
حماس تشيد بالعمليات البطولية في الضفة وتعتبرها رد طبيعي على جرائم العدو
متابعات | المسيرة نت: أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أن عملية الطعن البطولية قرب مستوطنة "عطيرت" شمالي رام الله، "رد طبيعي" على جرائم العدو الصهيوني.
قاليباف: مناورة "سهند 2025" رسالة واضحة لكل من يفكر بالعبث بأمن المنطقة
أكد رئيس مجلس الشورى الإسلامي محمد باقر قاليباف، اليوم الثلاثاء، أن المناورة العسكرية المشتركة "سهند 2025" تمثّل رسالة مباشرة وحاسمة لكل الأطراف التي تحاول زعزعة أمن المنطقة أو التدخل في شؤون دولها، مشيراً إلى أن التعاون الدفاعي بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وحلفائها يشهد تطوراً متسارعاً يعزز قدرات محور مكافحة الإرهاب.
الأخبار العاجلة
  • 13:30
    مصادر فلسطينية: قوات العدو تهدم منزلا لعائلة معالي في بلدة الولجة غرب بيت لحم بالضفة المحتلة
  • 12:40
    مصادر فلسطينية: قصف مدفعي صهيوني يستهدف المناطق الشرقية من خان يونس جنوب قطاع غزة
  • 12:39
    مصادر فلسطينية: استشهاد مصور صحفي في قصف مسيّرة للعدو الإسرائيلي وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة
  • 12:38
    حماس: تتابع عمليات المقاومة خلال أقل من 12 ساعة بين الخليل ورام الله يؤكد فشل الاحتلال في فرض معادلات الأمن والردع التي يدعيها
  • 12:38
    حماس: ننعى الشهيد البطل منفذ العملية محمد رسلان أسمر من بلدة بيت ريما ونؤكد أن دماءه الطاهرة ومن سبقه من الشهداء ستبقى وقودا لاستمرار المقاومة
  • 12:38
    حماس: عملية الطعن رسالة واضحة بأن محاولاته كسر إرادة شعبنا عبر العمليات العسكرية والقتل والاعتقالات اليومية والإعدامات الميدانية لن تجدي نفعا
الأكثر متابعة