كربلاء اليمن.. حَيثُ تتجدّد عاشوراء كُـلّ يوم
آخر تحديث 02-07-2025 14:52

لم تكن كربلاء مُجَـرّد واقعة طواها الزمن، بل كانت بداية، لا نهاية. وكانت بذرةً، لا حصادًا. ولهذا، فَــإنَّ كربلاء لا تُختزل في العاشر من المحرم، بل تعيش في كُـلّ زمانٍ ومكان يعلو فيه صوت الحقّ ويُستنهض فيه الموقف. ولعلّ من أشدّ المواضع صدًى لنداء الحسين هو اليمن، هذه الأرض التي لا تزال ترضع أبناءها من ثدي الكرامة، وتُرضعهم الشجاعة كما تُرضعهم اللبن.

في اليمن، لم تكن عاشوراء ذكرى تُحيا بالبكاء، بل مدرسة تُعاد صياغتها بالدم والتضحية والإصرار على تحرير الإنسان من قيود الذلّ والاستعباد. وعاشوراء اليمن لها نكهة خَاصَّة؛ لأَنَّها لم تُدرس في الكتب، بل كُتبت في الميدان، على جبهة الصمود، على جدران السجون، في جثامين الشهداء، في صوت الشعب الذي قال لا، ولم يرجع.

وهنا، كان للشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، رضوان الله عليه، دورٌ محوري، بل دورٌ عاشورائي بامتيَاز. لقد قرأ كربلاء لا كحدثٍ ماضٍ، بل كمشروع ممتد، ووعى الإمام الحسين لا كقصة بطولة، بل كمنهج مواجهة. رأى الظلم الذي هيمن على الأُمَّــة، وسمع هدير الصمت العربي المخزي، فأطلق صرخته المدوية في وجه الطغيان: "الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لـ (إسرائيل)، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام".

كانت تلك الصرخة عاشورائية؛ لأَنَّ صاحبها، كما الحسين، لم يخفْ، لم يتراجع، ولم يُداهن. بل تحمّل في سبيلها الحصار والتشويه والملاحقة، ثم ختمها بدمه الزكي في جبال مرّان، ليخطّ على صخرها، كما خطّ الحسين على تراب كربلاء: أنّ الدم لا يُهزم إذَا كان لله، وأنّ الصدق لا يُقتل إذَا نُطق من الأعماق.

ولم يكن الشعب اليمني بعيدًا عن هذه التضحيات، بل كان هو الامتداد الطبيعي لذلك المشروع الحسيني، المشروع القرآني، الذي لا يعرف الركوع إلا لله، ولا يضع يده في يد الطغاة، مهما ادّعوا، ومهما تلثّموا بوجه الإسلام. إنه شعبٌ قرأ عاشوراء في صوت زينب، وفهم كربلاء من شهقة سكينة، وواصل المعركة من حَيثُ وقف الحسين.

لقد حوصر الشعب اليمني كما حوصر الإمام الحسين. مُنع عنه الغذاء والدواء، ضُرب من الجوّ، وقُطع عنه العالم، وتكالبت عليه جيوش بني أمية العصر. لكنّه لم ينكسر، بل قام ونفض عن نفسه غبار الجراح، ووقف، كما وقف الحسين، وحمل قضيته في وجه الطغيان. لم يقل: "أين الناصر؟" بل كان هو الناصر. لم ينتظر الفرج، بل كان هو الفرج للضعفاء والمظلومين.

في كُـلّ قرية يمنية، ثمّة كربلاء، وفي كُـلّ شهيد، ثمّة حسين. في وجه الأم الثكلى صبر زينب، وفي دماء الأبناء المذبوحين وضوح الرسالة: أنّ اليمن اختار الحسين، وأنه لا يزال يردّدها عاليًا: هيهات منّا الذلّة.

ولذلك، فَــإنَّ عاشوراء في اليمن ليست مناسبة، بل هوية. ليست طقسًا، بل التزامٌ. نحن لا نعيش كربلاء بالتاريخ، بل نعيشها بالقرار، وبالموقف، وبالدم الذي لا يزال يسيل دفاعًا عن المستضعفين في زمن كثر فيه المستكبرون.

لقد أعاد السيد حسين بدر الدين الحوثي، ثم القائد العلم السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، إحياء ذلك الوهج الحسيني، ليس بترداد الشعارات فقط، بل بصناعة وعيٍ ثائر، وشعبٍ قرآني، وتيارٍ لا ينكسر، حتى لو اصطفّت عليه قوى الأرض كلها. فقد علّمنا الحسين أن النصر ليس بكثرة العدد، بل بصفاء الموقف، ونقاوة النية، وصدق التوكل.

وها هو الشعب اليمني، اليوم، يعيد إنتاج ملحمة كربلاء في نسخته الخالدة، حَيثُ تتجلى في موقفه الصادق إلى جانب غزة، وفي وقوفه الشريف مع مظلوميها، وفي نصرته للدم الفلسطيني الذي يُسفك تحت سمع العالم وبصره. ليست كربلاء اليوم ساحةً من تراب العراق، بل حيٌّ مدمّـر في غزة، وطفلٌ يئن تحت الركام، وأمٌّ تصرخ في ليلٍ بلا كهرباء ولا ماء. وهناك، في قلب هذا الجرح المفتوح، يقف اليمنيّ الحسيني، يقول بملء صوته:

لن نبيع الحسين ليزيد العصر، ولن نكون أتباع ابن زياد مهما تلونت صوره الإعلامية. سنبقى، حَيثُ أرادنا الله، مع الحسين في كُـلّ معركة، ضد يزيد في كُـلّ زمان.

فمن وقف مع غزة، فقد وقف مع كربلاء، ومن نصر فلسطين، فقد نصر الحسين، ولم يواكب عاشوراء بالبكاء، بل بالموقف، وبالوعي، وبالدم في قلب الميدان.


مليشيا الانتقالي تدفع بقوات إضافية إلى المحافظة: شركة بترومسيلة تعلن التوقف عن العمل بسبب أحداث حضرموت
المسيرة نت| متابعات: أرسلت مليشيا الانتقالي المدعومة من الاحتلال الإماراتي اليوم تعزيزات عسكرية إضافية إلى خطوط المواجهة مع قبائل ما يسمى "حلف حضرموت" الموالية للاحتلال السعودي في هضبة حضرموت شرقي اليمن، حيث يخوض الطرفان مواجهات منذ أيام للسيطرة على المحافظة الغنية بالنفط.
العميد أبي رعد للمسيرة: قانون التفوق الصهيوني يحوّل السعودية والخليج إلى مخازن أسلحة بـتريليون دولار
المسيرة نت| خاص: أكّد الخبير العسكري العميد علي أبي رعد أنّ تكديس السعودية لكميات هائلة من الأسلحة، التي بلغت قيمتها الإجمالية ما يقارب التريليون دولار في الصفقات الأخيرة والسابقة، لم ينتج عنه أيّة قوة حقيقية موجهة ضد "العدوّ المعلن"، أيّ الكيان الإسرائيلي، "بل تم توجيه هذه الترسانة الضخمة بالكامل نحو اليمن العزيز".
الحسني للمسيرة: سيناريو التدخل العسكري في فنزويلا.. رهان أمريكي محفوف بالفوضى
المسيرة نت| خاص: أشار الإعلامي اليمني طالب الحسني إلى أنّ سيناريو التدخل العسكري الأمريكي في فنزويلا، هو رهان محفوف بمخاطر الفوضى الكبيرة والرفض الدولي، مؤكّدًا أنّ هذا السيناريو يصطدم "بعقدة الصمود الداخلي في فنزويلا وغياب الاستجابة العسكرية للانقلاب"، فضلاً عن "التحالفات الجيوسياسية القوية مع قوى دولية كبرى".
الأخبار العاجلة
  • 04:04
    مصادر فلسطينية: قوات العدو تقتحم ساحة المستشفى الملكي في منطقة ضاحية الزيتون بالخليل، جنوب الضفة الغربية المحتلة.
  • 03:36
    مصادر فلسطينية: جيش العدو الاسرائيلي ينفذ عمليات نسف لمبان سكنية في المناطق الشرقية لمدينة غزة
  • 03:13
    الهلال الأحمر الفلسطيني: إصابة فلسطينية برصاص قوات العدو عند حاجز مزموريا قرب بيت لحم جنوب الضفة الغربية
  • 02:42
    مصادر فلسطينية: مسيرات للعدو الاسرائيلي من نوع كواد كابتر تلقي قنابل على منازل المواطنين بمحيط مفترق السنافور بحي التفاح شرقي مدينة غزة
  • 02:33
    مصادر فلسطينية: قوات العدو تقتحم مدينة حلحول، وبلدة بيت أمر شمال الخليل جنوب الضفة الغربية
  • 02:32
    مصادر فلسطينية: قوات العدو تقتحم ساحات مستشفى الهلال الاحمر التخصصي في الخليل جنوب الضفة الغربية
الأكثر متابعة