استراتيجيةُ "الضربات الذكية"
آخر تحديث 28-05-2025 16:20

فهد شاكر أبو رأس

اليمن برزَ فاعلًا استراتيجيًّا استثنائيًّا في مواجهة العدوان الصهيوني المجرم على قطاع غزة؛ إذ جعل من موقعه الجيوستراتيجي المطل على البحر الأحمر ومضيق باب المندب الشريان الحيوي للتجارة العالمية سلاحًا فعالًا أعاد من خلاله تشكيل ديناميكيات الصراع.

لم تكن الاستراتيجية اليمنية مُجَـرّد رد عسكري تقليدي على جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، بل كان مزيجًا مبتكرًا من الحروب الهجينة، والضربات الاقتصادية المدروسة والدبلوماسية الواعية، حوَّلت الصراع من مواجهة محلية إلى حرب استنزاف إقليمية أربكت حسابات القوى الكبرى.

المعادلة بدأت بالحصار البحري للكيان الصهيوني، واستهداف السفن المرتبطة به في البحرَينِ الأحمر والعربي بصواريخ باليستية، وفرط صوتية، ومجنحة، وطائرات مسيرة يمنية الصنع، أَدَّت إلى تعطيل حركة الملاحة البحرية للكيان، وفرضت عليه تكاليف إضافية اقتصادية باهظة.

لم تكن تلك الضربات مُجَـرّد عمليات عسكرية عابرة، بل كانت أدوات ضغط لتحقيق أهداف إنسانية، حَيثُ ربط اليمن توقف الهجمات بفتح المعابر الإنسانية لقطاع غزة، وحول الصراع إلى قضية عالمية تدفع المجتمع الدولي لتحمل تبعات صمته.

ومع تصاعد العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، توسع الحصار اليمني ليشمل الجانب الجوي عبر استهداف المطارات الحيوية التابعة للكيان؛ ما أجبر الكيان على مواجهة اختبار صعب لكفاءة منظوماته الدفاعية المتطورة.

لم تقتصر الضربات اليمنية على تعطيل البنية التحتية العسكرية للكيان، بل امتدت لتهديد قطاعات اقتصادية حيوية كالسياحة والنقل الجوي؛ مما كشف هشاشة النموذج الأمني الإسرائيلي القائم على التفوق التكنولوجي دون حساب لثمن الاستنزاف المتراكم.

واجهت الاستراتيجية اليمنية تحديات جسيمة وقدَّم اليمنُ التضحياتِ وتحمَّلَ التبعات لموقفه الديني والإنساني في إسناد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، بَدءًا من الضربات المضادة وحتى الحملات الإعلامية التي حاولت تصويرَ الحصار اليمني على الكيان المحتلّ كعمل "عشوائي متهور"، ولكن النتائج بفضل الله وتأييده أثبتت عكس ذلك؛ فـتحويل الصراع إلى حرب استنزاف متعددة الجبهات تمكّن من كسر الحصار المباشر على غزة، وكشف زيف الادِّعاءات الصهيونية بالحصانة الأمنية، ورفع سقف المطالب الدولية بوقف العدوان على غزة.

اليوم، يرسل اليمن رسالة للرأي العام العالمي: بأن الحصار البحري والجوي المفروض يمنيًّا على الكيان المحتلّ ليس فقط مُجَـرّد عمل عسكري، بل هو في الحقيقة إعادة فعلية لتعريف بأساليب المواجهة الجديدة في القرن الواحد والعشرين، بحيث أصبحت الجغرافيا سلاحًا، والإرادَة درعًا، والعبقرية التكتيكية قوةً مضادةً للاحتلال.

وأما للكيان الصهيوني، فالدرس واضح: فكلما تعمقت أزماته الداخلية، وارتفعت تكلفة عدوانه، اقترب يوم انكشاف زيف مشروعه الاستعماري وزواله.

أثبت النموذج اليمني أن المعارك الكبرى لا تحسم بالعتاد وحده، بل بتحويل نقاط الضعف إلى مواطن قوة، والهزيمة إلى فرصة، والحدود الجغرافية إلى ساحات للمواجهة.

تلك عبقرية شعب رأى في تحدياته ذراعًا للعدالة، وفي صرخته سلاحًا يهزُّ عروشَ الطُّغاة.


مليشيا الانتقالي تدفع بقوات إضافية إلى المحافظة: شركة بترومسيلة تعلن التوقف عن العمل بسبب أحداث حضرموت
المسيرة نت| متابعات: أرسلت مليشيا الانتقالي المدعومة من الاحتلال الإماراتي اليوم تعزيزات عسكرية إضافية إلى خطوط المواجهة مع قبائل ما يسمى "حلف حضرموت" الموالية للاحتلال السعودي في هضبة حضرموت شرقي اليمن، حيث يخوض الطرفان مواجهات منذ أيام للسيطرة على المحافظة الغنية بالنفط.
متحدث حماس: ما يدخل غزة لا يلبّي الحدّ الأدنى في ظل عواصف الشتاء وندعو الوسطاء لتحرك عاجل
متابعات | المسيرة نت: حذّرت حركة حماس من خطورة الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة مع دخول فصل الشتاء، داعيةً الوسطاء إلى تحرك فوري.
صامدون: فعاليات الحملة الدولية لتحرير الأسرى اللبنانيين تنطلق في العديد من العواصم
المسيرة نت| خاص: شهدت مدينة بيروت وعدد من المدن والعواصم فعاليات تضامنية مع الأسرى والمعتقلين اللبنانيين في سجون الاحتلال، وذلك ضمن سلسلة فعاليات نظّمتها شبكة صامدون وحلفاؤها حول العالم، حيث جرى وضع ملصقات للأسرى في شوارع العاصمة اليونانية أثينا، ومدن "تولوز" في فرنسا و"شارلروا" في بلجيكا، وغيرها.
الأخبار العاجلة
  • 20:57
    الهلال الأحمر الفلسطيني: إصابة شاب برصاص العدو الإسرائيلي قرب جدار الرام في رام الله بالضفة الغربية المحتلة
  • 20:57
    حماس: ندعو الوسطاء وجميع الدول المعنية إلى التحرك الجاد والعاجل لإدخال الكارافانات وإنقاذ المدنيين قبل وصول المنخفضات الجوية القادمة
  • 20:57
    حماس: هناك حاجة ملحّة لتغيير حقيقي في طبيعة ما يُسمح بدخوله إلى غزة بحيث يخدم احتياجات الناس الفعلية خاصة في فصل الشتاء
  • 20:57
    حماس: الوقائع الميدانية تؤكد أن مراكز الإيواء والخيام غير صالحة للعيش الآدمي، ولا يمكنها مواجهة ظروف الشتاء القاسية
  • 20:56
    حماس: ومع اقتراب فصل الشتاء والمنخفضات الجوية القاسية فإن ما يدخل حاليا لا يغطي إطلاقا احتياجات الإيواء
  • 20:55
    حماس: المطلوب هو إدخال شاحنات تحمل مواد إغاثية أساسية وبكميات كبيرة تتناسب مع حجم الأزمة التي يعيشها أكثر من مليوني إنسان
الأكثر متابعة