جوعٌ تحتَ النار.. غزة تُسحَقُ بين أنياب الحصار وبارود الإبادة
خاص| 06 إبريل| عبد القوي السباعي| المسيرة نت: منذ 547 يومًا، على بَدْءِ حرب الإبادة الجماعية والتطهير العِرقي التي يشُــنُّها جيشُ الاحتلال الإسرائيلي، بدا واضحًا أن هناك ما هو أبعدُ من القصفِ والقتل، وأن ثمةَ آلةً تجريبيةً تجتهدُ في إعادة تعريف الإبادة من خلال التجويع الممنهج.
في قلب الجغرافيا التي لم تعد تُشبِهُ أيَّ مكانٍ آخرَ على وجه الأرض، حَيثُ تختلط رائحةُ البارود بأصوات الأطفال الجائعين، تقفُ غزةُ مجدّدًا على حافة الموت الجماعي، في فصلٍ مُستمرٍّ من ملحمةٍ إنسانيةٍ لا تُشبِهُ إلا الأساطيرَ، لكن هذه المرة بلا أبطال خارقين، بل بمدنيين عاديين يصنعون من رماد الألم جبالًا من الصمود.
في تفاصيل المشهد؛ ركّزت آلة الحرب الصهيونية على الشمال، قطعت عنه كُـلّ أسباب الحياة، ودفعت أهله نحو الجنوب، أملًا في "نزهة التهجير" الكبرى، إلى خارج غزة، وإلى حَيثُ ترسم خرائط صفقة القرن "الترامبية" ظلالها.
جنوب القطاع –ورغم معاناته– كان يُترك له شيءٌ من الفُتات، تارةً كـ"جزرة" تفاوض، وتارةً كخدعةٍ بصرية، توحي بأن النزوح كان مجديًا، لكن لم تدم هذه المعادلة طويلًا.
منذ انقلاب الاحتلال على اتّفاق وقف إطلاق النار في الـ 19 من يناير الماضي، وانتهاكه لكل بنوده بعمليات اغتيال ممنهجة وإغلاق تامٍّ للمعابر، دخل القطاع مرحلةً لم يعهدها حتى في أكثر أَيَّـام الحصار ظلمة.
في غزة؛ ومنذ ذلك الانقلاب باتت 35 يومًا بلا طعام، بلا دواء، بلا ماء، بلا هُدنة، ولا حتى أمل، و20 يومًا من القصف المتواصل على كُـلّ ما يتحَرّك أَو يئن.
في غزة؛ 1335 شهيدًا منذ الـ 18 مارس الفائت، من بينهم أطفال لم يبقَ منهم إلا أشلاء، كذاك الطفل الذي نزع صاروخ إسرائيلي رأسَه عن جسده في مجزرة "أبو عيسى" في "دير البلح"، مساء اليوم الأحد، وبات الموتُ فيها لا يطرق الأبواب، بل يهدمُها ويقتحمُها ثم يُغلِقُها خلفَه على فظائع َلا يمكن للعالم تحمُّلُ رؤيتها.

القطاع الصحي: الشهادةُ تنتظِرُ من لا يُسعَف
"الكارثة الصحية في غزة اليوم ليست تحذيرًا، إنها واقع"، بهذه الكلمات لخَّص "يوسف أبو الريش"، وكيل وزارة الصحة، انهيار المنظومة الصحية، "59 % من الأدوية الأَسَاسية نفدت، و37 % من المهام الطبية صفر، و52 طفلًا ماتوا جوعًا، وسيموت المزيد ما لم تدخل الأغذية فورًا".
وتشير تقارير ميدانية إلى أن 16 مركزًا صحيًّا خرجت كليًّا عن الخدمة، ومحطات الأوكسجين باتت حلمًا، والمولدات مهدّدة بالتوقف، وما بين الجوع والموت، يقف الطاقم الطبي وجهًا لوجه أمام قصفٍ مباشرٍ يمنعهم حتى عن إسعاف المصابين، كما حدث في رفح.
وتؤكّـد التقارير أنَّ 274 طفلًا وُلِدوا واستُشهدوا خلال الحرب، ومنذ السابع من أُكتوبر للعام 2023م، استشهد "50695 مواطنًا فلسطينيًّا وأُصيب 115338" وفقًا لآخر إحصائية لوزارة الصحة في غزة.
منظمة "اليونيسف" تتحدث عن "مليون طفل حُرموا من المساعدات المنقذة للحياة، وعن أغذية رُضِّعٍ نَفِدَت بالكامل، ولم يتبقَّ من الحليب إلا ما يكفي لـ400 طفل فقط.. لمدة شهر".
في غزة؛ باتت الأُمُّ الفلسطينية تمسك رضيعها ولا تعرف إن كان سيبكي من الجوع أم يتوقف قلبُه فجأة، كما أن المرضى ينتظرون معجزةً في أكياس الدواء الممنوع، والجوعى يتقاسمون كسرة الخبز كما يتقاسم الأسرى أنفاسَهم.

غزة.. في زمنٍ لا يعرف إلا الجوعَ والدمار:
في غزةَ؛ الأسواقُ خاويةٌ، ليس؛ بسَببِ الركود؛ بل لأَنَّ الحياة هُنا -كما تقول تقارير أممية- "منقطعة الخدمة"؛ لأَنَّ المخابز توقفت تمامًا، والدقيق نفد، والوقود غير موجود، والناس تأكل ما لا يُؤكل، إن وُجد، أما الحطب الذي بات بديلًا عن الغاز، فهو سببٌ لموتٍ جديد، حَيثُ يستُشهد عشراتُ المدنيين أثناء جمعِه في مناطقَ نارية.
في غزة؛ الناس اليوم لا تعتمد إلا على ما يُطهى في "التكايا" كما يسميها الأهالي، وهي أماكن تقدم أطعمة مجانية بالكاد تملأ المعدة، لكنها تمثل "الكنز" الوحيد للبعض، في ظل توقف الرواتب، وفقدان الأعمال، وغياب السيولة.
هذا هو الفصل الجديد من مسلسل التجويع والإبادة الإسرائيلية والدعم الأمريكي، فغزة تُذبح لكن لا تموت، تنزف لكنها لا تركع، تُخذل لكنها لا تخون.. غزة لا تموت، رغم أن العالم مات أخلاقيًّا.
في غزة؛ ورغم الألم والجوع والخوف، ما زالت البيوت يُعاد بناؤها تحت القصف بالأجساد الساكنة والخرق البالية، وما تزالُ الأُمهات يرضعن أبناءهن دمعًا وحليبًا من الإرادَة، وما زالت العزائم تُخبز على نارٍ لا تطفئها كُـلّ طائرات العالم.
غزة اليوم؛ ليست قضية إنسانية فقط، إنها أُسطورة إعجازية، وفضيحةٌ لا أخلاقية لكل من يصمت أَو يتخاذل من العرب والمسلمين، وهو يشاهد تحَرّكات الأحرار في أنحاءٍ شتى من العالم إسنادًا لها وانتصارًا لمظلوميها.
غزةُ اليوم تناديكم، تنادي نخوتَكم وشرفَكم ورجولتَكم، لكنها –كما يقولُ أهلُها– لا تموت، بل تنهضُ من بين الركام، وتصرُخُ في وجه الكون: أنا الحياة.. رغم كُـلّ شيء.
مليشيا الانتقالي تدفع بقوات إضافية إلى المحافظة: شركة بترومسيلة تعلن التوقف عن العمل بسبب أحداث حضرموت
المسيرة نت| متابعات: أرسلت مليشيا الانتقالي المدعومة من الاحتلال الإماراتي اليوم تعزيزات عسكرية إضافية إلى خطوط المواجهة مع قبائل ما يسمى "حلف حضرموت" الموالية للاحتلال السعودي في هضبة حضرموت شرقي اليمن، حيث يخوض الطرفان مواجهات منذ أيام للسيطرة على المحافظة الغنية بالنفط.
قائد ميداني بـ"سرايا القدس": العدو تعرّض لصفعات عكسية مع فشل مخططات الاغتيالات
متابعات | المسيرة نت: كشف قائد ميداني في سرايا القدس بالضفة الغربية اليوم الاثنين، عن فشل قادة العدو الصهيوني في صناعة إنجازات ميدانية بائسة لكسر روح القتال لدى المحاهدين الفلسطينيين عبر الاغتيالات.
صامدون: فعاليات الحملة الدولية لتحرير الأسرى اللبنانيين تنطلق في العديد من العواصم
المسيرة نت| خاص: شهدت مدينة بيروت وعدد من المدن والعواصم فعاليات تضامنية مع الأسرى والمعتقلين اللبنانيين في سجون الاحتلال، وذلك ضمن سلسلة فعاليات نظّمتها شبكة صامدون وحلفاؤها حول العالم، حيث جرى وضع ملصقات للأسرى في شوارع العاصمة اليونانية أثينا، ومدن "تولوز" في فرنسا و"شارلروا" في بلجيكا، وغيرها.-
20:06مصادر إعلامية: إصابة فتاة جراء إطلاق نار من مسيّرات العدو الإسرائيلي على حي التفاح شرق مدينة غزة
-
20:06جيش العدو: أصيب مقاتل بجروح نتيجة شظية قذيفة دبابة أُطلقت خلال "نشاط عملياتي" في شمال قطاع غزة
-
19:54الرئيس التركي: استهداف السفن التجارية في منطقتنا الاقتصادية الخالصة يشير إلى تصعيد مثير للقلق وهو أمر غير مقبول ونحذر جميع الأطراف المعنية
-
19:52الرئيس التركي: الحرب بين روسيا وأوكرانيا وصلت إلى مرحلة باتت تهدد بشكل واضح سلامة الملاحة في البحر الأسود
-
19:50قائد ميداني في سرايا القدس بالضفة الغربية: نجدد دعوتنا لأجهزة السلطة أن تكف يدها عن ملاحقة مجاهدينا وتفرج عن المعتقلين المعذبين في سجونها
-
19:49قائد ميداني في سرايا القدس بالضفة الغربية: نطمئن أبناء شعبنا بأن قدراتنا بخير ومقاتلينا على جهوزية ويقظة عالية ولن نسمح للعدو بخلق واقع جديد