مقدمة نشرة الأخبار الرئيسة لقناة المسيرة ليوم الاثنين 24-06-1444هـ 16-01-2023 م

في تقديمِه أولَ إحاطةٍ من صنعاءَ لمجلسِ الأمنِ كان يمكنُ للمبعوثِ الأمميِّ أن يكونَ أكثرَ عقلانيّةً ومقاربةً للواقعِ دونَ الغرقِ في رسائلِ الشكر، فليس مقبولاً للأممِ المتحدةِ أن تتخذَ العاصمةَ صنعاءَ منصةً لتقديمِ الشكرِ لمن لا يستحقّ، فالسعوديةُ ليست طرفًا محايدًا، بل هي الطرفُ المتزعِّمُ للعدوان،

وأيُّ ثناءٍ عليها إنما يُعدُّ ذلك من المغالطات ِالكبيرة لا بل من الوقاحاتِ الأمميةِ المكرَّرة، فإذا كانت السُّعوديةُ مَن يُقدمُ لها الشكرَ فمَن هو المعتدي الذي يستحقُّ العقاب، ولن يستطيعَ المبعوثُ الأمميُّ أن يقدمَ أيَّ مقاربةٍ طالما بقيَ لديه عمى ألوان، فيرى المعتديَ طرفًا فاعلاً بشكلٍ إيجابيٍّ بينما هو الأشدُّ عدوانًا وعدوانيةً، وعلى كُلٍّ، هل وصلت دولُ العدوان إلى قناعةٍ بضرورةِ الاستجابةِ لمطالبِ اليمنِ المُحقّةِ من رفعِ الحصارِ كليًّا والإفراجِ عن الأسرى، وصرف ِالمرتباتِ ودفعِ التعويضاتِ، أو أنَّ التصريحات العدائية لمندوب السعودية في الأمم المتحدة وما بدت من شروط أمريكية على لسان نائب المندوب الأمريكي في مجلس الأمن إلا نكوصا عما حمله الحراك الدبلوماسي المستجد من أفكار إيجابية، وهو ما يدفعُ نحو تصعيدٍ لا يُحمدُ عُقباه.