جحافل القبائل.. للشاعر جميل الكامل

 

جبالٌ سرت هذي تُرى أم قبائل

وبحرٌ سرى هذا تُرى أم جحافل

 

وهذي تهز الأرض من حولهم تُرى

رعود صدى صرخاتهم أم زلازل

 

وقد أقبلوا من كل فجٍّ كأنما

هم الموج ، والساحات تلك السواحل

 

قبائل في سوح الوغى نار عزمها

سلاحٌ ولَمَّا يبدء الحرب قاتل

 

تكاد على هاماتهم تنحني الذرى

تقبِّلُها مِمَّا سبتها الجمائل

 

فكم نافحت عمَّا ذراها مُطلةٌ

عليه وكم ضجت عليها الجرامل

 

وكم رتِّلت آي الهدى فوقها دجىً

وكم آزرتها في الزحوف الزوامل

 

وكم عممتهم في ضحاها غمائم

وكم توجتهم في الغروب الأصايل

 

لقاها أخاف الشرق والغرب يعلم ال

عدى أنها جيشٌ على الأرض فاعل

 

إذا اتصلت ما بينها أوثق العرى

وذابت على وقع الطبول الفواصل

 

غدت قوة عظمى فلا شبرَ آمن

لغزوٍ ولا مَن في دياجيه عامل

 

وقد نكفت طرًّا لكي تبلغ العدى

رسائل إن كانت تفيد الرسائل

 

لصهيون للأمريك والله ربنا

لنا ناصر، حامٍ. معينٌ، وكافل

 

وعزته لو كل جيشٍ وقوةٍ

غزتنا ولو تفنى علينا الوسائل

 

وما في أيادينا لنلقاكمو به

على أرضنا إلا المُدى ،  والمناجل

 

لما صدنا تهديدكم قيد شعرة

وما ردنا عن شغلكم قطُّ شاغل

 

بنا عزة لا تستطيعون كسرها

بنا همةٌ ملء الدنا لا تقابل

 

عداءٌ لكم لا تقدر الأرض حمله

وليس له إلا اليمانين حامل

 

وشوق للقياكم بحربٍ أخيرةٍ

ووجهاً لوجهٍ ليس فيها وكائل

 

لآل سعودٍ كلما ردنا الهدى

وقلنا ننجيكم بأن لا تقاتلوا

 

ونصرفكم عن ثورةٍ في دمائنا

على كبركم منها تقيد المراجل

 

فخلوا كراماً بيننا اليوم والعدى

نواجههم والله في الأمر فاصل

 

ذرونا لأمريكا وصهيون مالكم

وحربٍ بها ما للسعودي طائل

 

أرادكمو صهيون جُدُراً ليحتموا

بلا جُدُرٍ هم مطلقاً لم يقاتلوا

 

نقول لهم إياكمو أن تغركم

سدى طائرات حربها الأمس فاشل

 

فما أطفأت عامين في غزة الهدى

ولاكسرت عزم الرجال القنابل

 

إذا زحف الشعب اليمانيُّ نحوكم

إلى كل قصرٍ شِيْدَ لا شكَّ داخل

 

ووالله أنا نتقيكم مروءةً

كما تتقى عند الكرام العوائل

 

فلاعتبٌ من بعد هذا فما على

قبائلنا لومٌ إذا لام عاذل

                                       ***

كما أنًّنا ندعوا الإمارات أن تقي

زجاجاتها من صفعة لا تُماثل

 

لهم فرصةٌ أن يرحلوا من بلادنا

سريعا بلا شرطٍ وإن هم تجاهلوا

 

ففي كل صدرٍ خافقٌ يغتلي به

لظى ثأره منهم تضج المنازل

 

وتشكو مآسيهم وإجرامهم ضحىً

على كل شبرٍ في ثرانا الأرامل

 

ليرتقبوا مايطفئ النار واللظى

وما بينهم والفرط صوتيِّ حائل

 

صواريخنا تهوى ظباهم وكم إلى

هوى من له تشتاق أمست تغازل

 

وما نكَّفت يوما وقامت قبيلة

وما ناشدت من والأعادي تعاملوا

 

وقد قاطعت من خان ديناً، وموطناً

ولو لم يقل نبع المروءات حاولوا

 

لما سمعوا منها نداءً وما رأوا

سوى ما ستحكي بعد عنه الذواهل

 

فيا كل مخدوعٍ عميل وخائنٍ

نمد أيادينا قليلا تنازلوا

 

على كلمة فضله سواءٍ لنلتقي

لنا كلنا طُرًّا عدوٌّ مُخاتل

 

يُريد بأن نفنى جميعاً تعقلوا

أما فيكمو يا قوم بالله عاقل

 

على الحق مازلتم تصرون أنكم

أمام جموع الشعب جيئوا و باهلوا

 

ونجعل طُرًّا لعنة الله والورى

على الكاذبين ائتوا جهاراً، وقابلوا

 

فإن لم نجد في جمعكم قطُّ حكمةً

على نفسها تجني العقول العواطل

 

براءتنا من كل من خان أرضه

سينجزها حين اللقاءِ التَّفَاصُل

 

خيانتكم عظمى وهل من قبيلةٍ

ستقبل يوماً من مع الكفر قاتلوا

 

يحارب في صف العدى أهل دينه

فحاشا به ترضى وتُأوِي القبائل

 

قبائل بعد الله كانت ضمانة

لمن واجهوا الدنيا وحاشا تنازلوا

 

ولولا سراها في الملمات ما اعتلت

لنا رايةٌ والكفر كالليل حامل

 

ولكنها بالنفس والمال كله

سعت سعي حُرٍّ ما اعتراها تثاقل

 

تجيب نداء القائد البدر والعدى

خُيولَهُمو من كل صوبٍ صواهل

 

خفافاً، ثقالاً مثلما السيل كلما

دعاها إلى ميدان حربٍ منازل

 

لِتُلقِي بنيها في لظى الحرب طاعة

لأصدق داعٍ جاوبته القبائل

 

وتلقي بنيها في لظى الحرب تفتدى

ثرى وطنٍ جارت عليه البواطل

 

قبائلُ لا أرضٌ أقلَّت قبائلا

بأخلاقها أو طاولتها عواقل

 

إذا نفروا للحرب هبوا كأنهم

إلى عُرُسٍ ركبٌ تغدى وقافل

 

يقِلُّون من يلقونه في طريقهم

وما فيهمو عن وجهةٍ الركب سائل

 

وتوصيهمو أن يأخذوا في نفيرهم

بنيهم إذا للحربِ هبوا الثواكل

 

سباقاً إلى الإنفاق، والبذل والعطا

وخوض المنايا والمنايا نوازل

 

فيقسم رائيهم وهم أعقل الورى

إذا هجموا أن ليس في القوم عاقل

                                 ****

قبائل لا يرقى بيانٌ لوصفها

تحار بها الأقلام مهما تحاول

 

فعن يمن الإيمان كم ذاد صدقها

وكم من بنيها آزرته القوافل

 

وراء صمود الشعب كانت ولم تزل

تمد تشد الجيش تعطي تقاتل

 

شعوب هي الدنيا فقط أو قبائلٌ

وشعب الهدى قد وحدته القبائل

 

قبائل لو كل البرايا بكفةّ

وفي كفةٍ هم وحدهم لم يُعادَلوا

 

ووالله ثم الله لولا وقوفها

وقوف الجبال الشم ما خر باطل