أمريكا في العراق.. احتلال ظاهرُه (استشارة) وباطنُه مسيَّرات
آخر تحديث 30-11-2025 16:13

تعتمد العلاقة المستقبلية بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية على خطط استراتيجية يمكن إسقاطها على أرض الواقع بمدد زمنية مختلفة.. ترتكز هذه الخطط على تفويض الاقتصاد العراقي كليًّا لواشنطن (كما هو حاصل حاليًا)، مع الاحتفاظ بوجود عسكري ظاهره ناعم (الاستشارة) وباطنه خشن (الطائرات المسيّرة)، وربط مهماته القتالية المباشرة بتطور الأوضاع الإقليمية.

من اللافت للنظر أن أمريكا تريد من العراق أن يكونَ كما تريده هي تمامًا، وتتوقف إمْكَانية تغيير هذا الواقع على عدة عوامل، أبرزها:

- تشتيت الحكومة القادمة ومن ثَم الحكم عليها من خلال ما ستفعله، وليس ما تقوله.

- تسخير طاقة الشباب العراقي في أماكن أُخرى (خلق مساحات لَهْوٍ جديدة لهم) بعيدًا عن الانخراط في صفوف المقاومة.

- جمع حركات المقاومة تحت مِظلة الدولة، بما فيها الحشد الشعبي، والنظر إليها؛ باعتبَارها كَيانًا عسكريًّا "ناقص الشرعية"، مع أخذ مواثيقَ مشدّدة تضمن عدمَ تصرُّفها خارج سيطرة السلطات العليا في البلاد.

تحليل اتّجاهات العلاقة المستقبلية بين البلدَين

أولًا: على الصعيد السياسي

سيتم التركيزُ على ما ورَدَ في النقطة الأولى من المقدمة، وهو العملُ على إضعافِ وتشتيت أية حكومة قادمة للحكم على أدائها الفعلي لا على وعودها.

ثانيًا: على الصعيد الأمني

نضوج الرؤية الأمريكية تجاه القوات غير النظامية (حركات المقاومة والحشد الشعبي)، والعمل على تسوية وضعها بالطرق الدبلوماسية، ويفضّل أن يتم ذلك في الملاعب السياسية لدعم الأطر الوطنية، بعيدًا عن الميادين القتالية؛ بهَدفِ إعادة ترتيب عناصر المقاومة.

يمكنُ أن نُطلِقَ على هذه العملية "التفكيك الناعم".

- ربط كُـلِّ النشاطات الأمنية للقوات النظامية العراقية بالموافقات الأمريكية.

- تخفيف التوترات الأمنية (العراقية-السورية، والعراقية-التركية)، مع ضمان استمرارية قبول الحكومة العراقية القادمة بالاحتلال التركي لشمال العراق.

- استمرار التحكم بالمجال الجوي العراقي بالكامل، وفق ما هو معمول به حَـاليًّا.

ثالثًا: على الصعيد الاقتصادي

استمرار ربط الاقتصاد العراقي بالتفويض الأمريكي، للقيام بمهمة "تنقيط" الأموال للحكومة العراقية القادمة على مراحل.

أمريكا ورسمُ العلاقات العراقية الإقليمية مستقبلًا

مع تركيا: تنظُرُ واشنطن إلى أنقرة على أنها شريك مركَّب سياسيًّا وعسكريًّا، ومتناقض الأهداف، ولا يمكنُ فهمُه والتعامل معه إلا من خلال العراق.

لا تريد واشنطن لأنقرة أن تشعُرَ بتهديداتٍ قادمةٍ من العراق، ويمكن لبغداد أن تتعامَلَ معها على أنها منفذ جيد لإمدَاداتها النفطية من خلال الوصول إلى تسويات معينة ترضي البلدين.

مع السعوديّة: من الجيد جِـدًّا لأمريكا أن تكونَ العلاقات العراقية-السعوديّة في أفضل حالاتها، وستحاول الإدارةُ الأمريكية رسمَها على هذا النحو؛ فكلما كانت العلاقة قويةً، عادت بالنفع على واشنطن بالدرجة الأهم.

مع إيران: ستحاول أمريكا الدفعَ باتّجاه إبعاد بغداد قدرَ الإمْكَان عن طهران، وتأطير أي قرار تتخذُه الحكومة القادمة مع إيران وفقًا لما إذَا كان يخدُمُ المصالح الأمريكية أم لا، وسيتم التعامُلُ معه على هذا الأَسَاس.

مع سوريا: سيتم العمل على تخفيف التوترات الحدودية كما ورد في التحليل الأمني.

أمريكا ورسم العلاقات العراقية الدولية مستقبلًا

مع الصين: تنظر أمريكا إلى العلاقات العراقية-الصينية؛ باعتبَارها تهديدًا صريحًا لحصتِها في الأسواق العراقية.

وأن أيَّ تقارُبٍ بين بكين وبغداد يعني وجودَ مساعٍ صينية لتحقيق توازن استراتيجي ضد واشنطن، بالإضافة إلى مخاوف الإدارة الأمريكية من تزايد النفوذ الصيني على النُّخَب السياسية العراقية؛ مما قد يؤثِّرُ سلبًا على العلاقات العراقية-الأمريكية.

مع روسيا: ترى الإدارةُ الأمريكية أن أيَّ تقارب في العلاقات العراقية-الروسية يعني انتقالَ التعاون إلى مراحلَ متقدمة مع موسكو في مجالات التسليح والتدريب والاستشارة، وبالأخص إذَا كان رئيسُ الوزراء القادم هو السيد نوري المالكي.

خاتمة

ترى الإدارةُ الأمريكية في العراق ما لا تراه في دول أُخرى؛ لكونه بلدًا مهمًّا استراتيجيًّا، ويوفِّرُ الفرصةَ التي انتزعتها بالقوة بعد أن أنفقت عليها ملايينَ الدولارات، ليكون حجرَ الزاوية في محيط المنطقة، والبيئة التي تبقيهم على مرمى حجر من استمرارِ سيطرتهم على الإقليم بأكمله.

* كاتب عراقي

الأسد: صراع أدوات العدوان في حضرموت هدفه النفوذ وثروات اليمن
أكد عضو المكتب السياسي لأنصار الله، حزام الأسد، أنّ ما يجري اليوم في حضرموت وفي عموم المحافظات الجنوبية والمناطق المحتلة ليس سوى عملية واضحة لتقاسم النفوذ والثروات بين أدوات العدوان الإماراتي السعودي، تحت غطاء أمريكي وبريطاني مباشر.
ارتفاع عدد الشهداء جراء العدوان الصهيوني على غزة إلى 70112
متابعات | المسيرة نت: ارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني على قطاع غزة، اليوم الاثنين، إلى 70,112 شهداء و170,986 إصابة منذ السابع من أكتوبر للعام 2023م.
الخارجية الإيرانية: كيان العدو يواصل خرق الاتفاقات وواشنطن تهدد السلم الدولي
المسيرة نت| متابعات: أكدت وزارة الخارجية الإيرانية، أن الكيان الصهيوني استمر في خرق الاتفاقات والتفاهمات المتعلقة بفلسطين ولبنان مرارًا، في ظل تصعيد متواصل لسياسة الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني، مشيرة إلى أن هذا السلوك العدواني بات يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة بأكملها.
الأخبار العاجلة
  • 14:50
    وزارة الصحة بغزة: ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 70,112 شهيدًا و170,986 جريحا منذ بدء العدوان على غزة
  • 14:49
    وزارة الصحة بغزة: 356 شهيدا و909 جرحى منذ وقف إطلاق النار في 11 أكتوبر الماضي
  • 14:49
    وزارة الصحة بغزة: 9 شهداء انتشال وجريح وصلوا إلى مستشفيات قطاع غزة خلال 24 ساعة الماضية
  • 14:49
    مصادر فلسطينية: اندلاع مواجهات بين شبان وقوات العدو في مدينة البيرة
  • 14:07
    مراسلنا في صعدة: العدو السعودي يستهدف بالمدفعية والرشاشات قرى في آل ثابت بمديرية قطابر الحدودية
  • 14:04
    اللقاء القبلي المسلح في مديرية فرع العدين: لن نتخلى عن موقفنا في نصرة إخواننا في غزة ولبنان، ونبارك صمودهم الذي أفشل مخططات العدو الصهيوني
الأكثر متابعة