ماذا يعني اغتيال الطبطبائي وكيف يقرأ محور المقاومة التصعيد الصهيوني؟
آخر تحديث 24-11-2025 12:39

خاص | المسيرة نت: يمثل اغتيال القائد الجهادي الكبير الشهيد هيثم علي الطبطبائي "أبو علي" في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت رسالة صهيونية تتجاوز حدود الاستهداف الفردي، لتكرّس مرحلة جديدة من المواجهة عنوانها نسف قواعد الاشتباك وتثبيت معادلة الاستباحة واستباق المبادرة بالقوة في لبنان والمنطقة.


الشهيد الطبطبائي التحق بصفوف المقاومة الإسلامية منذ تأسيسها، وشارك في عمليات نوعية قبل تحرير عام 2000، وقاد محاور ميدانية حساسة مثل النبطية والخيام، كما شارك في تأسيس وتطوير قوة الرضوان بعد استشهاد الحاج عماد مغنية، وعمل ركناً للعمليات خلال معركتي طوفان الأقصى وأولي البأس 2024، قبل أن يتولى القيادة العسكرية للمقاومة ، وهو ما يجعل اغتياله حدثاً استراتيجياً يهدف إلى نسف قواعد الاشتباك المعمول بها، في ظل استمرار المفاوضات الدولية والأمريكية والأوروبية.

 

كسر الهدنة وتثبيت الاستباحة

وتنطوي عملية الاغتيال على رسائل واضحة، منها كسر اتفاق وقف العدوان على لبنان، وجر لبنان إلى مسار تصعيد متزامن مع الخروقات في غزة، في محاولة لتقويض أي جهود دولية لتثبيت هدنة طويلة الأمد، وسبق أن أكد مسؤولون صهاينة، على رأسهم مجرم الحرب نتنياهو، أنهم مستمرون في المواجهة طالما يملك حزب الله القدرة والعتاد.

ويعد استهداف الضاحية الجنوبية، الخامس منذ الاتفاق السابق، ويظهر محاولة العدو فرض قواعد اشتباك جديدة تقوم على الضربة الأولى ومعادلة اليد الطولى، مستهدفاً شخصية قيادية كبيرة لاختبار صبر المقاومة ومعرفة حدود ردّها، وفي هذا السياق يرى المحلل السياسي فهمي اليوسفي أن الاغتيال يمثل "حلقة من مشروع أكبر يهدف إلى تركيع لبنان سياسياً وأمنياً، وجرّ المنطقة إلى صراع مفتوح ينهك محور المقاومة ويضعف بنيتها الحركية في لبنان وفلسطين".

في المقابل، تؤكد المقاومة أن الاستهداف لن يمرّ دون رد، وأن الرد سيكون جزءاً من إدارة توازن الردع وليس الانجرار إلى توقيت يفرضه العدو.

وتؤكد المقاومة أن الخسارة كبيرة، لكنها لن تزيدها إلا قوة وعزيمة، حيث تظل "روحية المجاهدين" السر الرئيسي لصمودها وقدرتها على كسر إرادة العدو وتحقيق إنجازاتها الميدانية.

وعلى صعيد متصل، نقلت مراسلة قناة "المسيرة" زهراء حلاوي أن الشارع اللبناني الداعم للمقاومة أعلن التسليم الكامل لأمر القيادة في خيارات الرد، مؤكداً أن الاغتيال هو قرار صهيوني أمريكي من غرف عمليات مشتركة، في حين يظهر في الداخل اللبناني عجز الدولة عن حماية مواطنيها، حيث اقتصر الرد الرسمي، بما في ذلك بيان الرئيس اللبناني جوزيف عون، على الإدانة دون أي إجراءات رادعة، ما يعكس ضعف الموقف الرسمي ورفض العدو لأي مبادرات، فيما يوجه المراقبون انتقادات لاذعة لمن يحاول نزع سلاح المقاومة، واصفين ذلك بأنه "خطيئة حكومية" تصرف الأنظار عن الخروقات المستمرة.

وحول الشريك الأمريكي والتعريّة الرسمية، يرى المحلل السياسي الأستاذ ميخائيل عوض من لبنان أن الولايات المتحدة الامريكية شريك رئيسي في استراتيجية الاغتيال، معتمدة على تكنولوجيا متطورة وتنسيق استخباراتي كامل مع العدو الصهيوني، وهو ما أكدت عليه هيئة البث الصهيونية التي أشارت إلى أن قصف الضاحية تم بتنسيق مباشر مع واشنطن.

مواقف محور المقاومة

ويجمع محور المقاومة على إدانة اغتيال الطبطبائي، حيث يقدم المكتب السياسي لأنصار الله العزاء إلى أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم وإلى المقاومة والشعب اللبناني، معرباً عن بالغ الحزن والأسى وعظيم الفخر والاعتزاز بمسيرة الشهيد وتضحياته، معتبراً الدماء الطاهرة للشهيد وقوداً لاستمرار المعركة، ومحمّلة الأنظمة العربية المتخاذلة مسؤولية تشجيع العدوان.

وأشار بيان أنصار الله إلى أن "ما شجع العدو الصهيوني على التمادي في عدوانه وغطرسته وفتح شهيته على المنطقة كلها، كان تخاذل الأنظمة العربية وانخراط بعضها في التآمر مع العدو، مشدداً على أنّ "المقاومة الإسلامية في لبنان، التي تنهل من معين الإيمان وتجود بالأرواح والدماء وتقتفي أثر القادة الشهداء، ستنتصر حتماً مهما كان التآمر عليها"،و مضيفاً أنّ "العدو الإسرائيلي مهما توهّم أنه قد حقق نجاحاً في هذه العملية أو تلك، فإنه يعيش الوهم ويشرب السراب، فأيامه عدد، وجمعه بدد، ومصيره إلى زوال".

بدوره أكد حزب الله أن دماء الشهيد الطبطبائي كفيلة بجرف الهيمنة الصهيونية الأمريكية من المنطقة والانتصار للشهداء القادة والوفاء للشعب اللبناني وتضحياته، في وقت نعت فيه الجمهورية الإسلامية الإيرانية القائد الطبطبائي واعتبرت اغتياله "جريمة إرهابية وانتهاكاً صارخاً لوقف إطلاق النار"، مؤكدة أن ما بقي من طريق إلا مواجهة "الكيان المزيف".

فصائل المقاومة الفلسطينية مثل حماس والجهاد الإسلامي أدانت العملية، مؤكدة أن دماء الطبطبائي ستزيد إرادة المقاومة وتصعيد الجبهة الموحدة ضد الاحتلال، فيما أعرب الحشد الشعبي في العراق وفصائل المقاومة الأخرى أعربت عن إدانتها واستمرار دعمها لمحور المقاومة في مواجهة العدوان.

من ناحيته حزب التيار الشعبي التونسي، تقدم بأحر التعازي إلى قيادة حزب الله والشعب اللبناني وأبناء أمتنا باستشهاد القائد المقاوم هيثم الطبطبائي ورفاقه، مجدداً ثقته في المقاومة اللبنانية وقدرتها على مواصلة المسيرة النضالية حتى تحقيق النصر

سيناريوهات الرد

ويعد اغتيال الطبطبائي نقطة تحول في مسار المواجهة مع كيان العدو الإسرائيلي، وهي قد تشعل فتيل مواجهة لا يهدأ في المنطقة، أو قد تسرع لحل شامل يوقف الاستباحة الصهيونية، غير أن السيناريو الأول هو الأرجح.

ويؤكد سماحة الشيخ ماهر حمود أن الضربة لم تكن مفاجئة، وأن العدو يفضل الضربات الموجعة على خوض حرب شاملة، معتبراً أن الضربة كانت قوية لكنها لم تثنِ المقاومة عن مواصلة مسارها، في وقت يعتبر فيه القيادي في حزب العمال الجزائر رمضان تعزيبت العدوان "وحشياً"، وأن العدو المدعوم أمريكياً يسعى لمباغتة المقاومة ودفع شعوب المنطقة نحو حروب داخلية مدمرة، رافضاً منطق نزع السلاح عن الشعوب المقاومة.

أما الكاتب والمحلل السياسي ميخائيل عوض، فقد رأى أن اغتيال الطبطبائي إعلان صريح لنسف اتفاقيات وقف إطلاق النار، وأن مجرم الحرب نتنياهو يعمل بتغطية أمريكية كاملة بهدف شن جولة عاصفة تستهدف الكيان اللبناني برمته، متجاوزاً سلاح المقاومة لتفكيك الدولة اللبنانية نفسها والاستيلاء على مواردها الجغرافية والنفطية.

وفي ردود حذرة، سارع العدو الصهيوني إلى تنفيذ مناورات في الجليل ونشر بطاريات دفاعية إضافية، في مؤشر على خوفه من رد غير متوقع أو صدمة استراتيجية قد تعيد فتح جبهات عدة.

ويبقى السؤال قائماً: هل ستشهد المنطقة رداً نوعياً يعيد تثبيت توازن الردع الإقليمي ويمنع انزلاقها نحو صراع مفتوح بتوقيت العدو؟ أم أن حزب الله لا يزال يمنح الحكومة اللبنانية الوقت والصبر علها تقتنع بعدم جدوائية المفاوضات تحت النار؟ قبل اتخاذ خياراتها الحاسمة؟

المؤكد أن محور المقاومة سيوصل رسالة واضحة، و كل تجاوز سيتم مواجهته، وكل استهداف سيدفع ثمنه، ومعادلة الاستباحة لن تمر!

الأسد: صراع أدوات العدوان في حضرموت هدفه النفوذ وثروات اليمن
أكد عضو المكتب السياسي لأنصار الله، حزام الأسد، أنّ ما يجري اليوم في حضرموت وفي عموم المحافظات الجنوبية والمناطق المحتلة ليس سوى عملية واضحة لتقاسم النفوذ والثروات بين أدوات العدوان الإماراتي السعودي، تحت غطاء أمريكي وبريطاني مباشر.
ارتفاع عدد الشهداء جراء العدوان الصهيوني على غزة إلى 70112
متابعات | المسيرة نت: ارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني على قطاع غزة، اليوم الاثنين، إلى 70,112 شهداء و170,986 إصابة منذ السابع من أكتوبر للعام 2023م.
الخارجية الإيرانية: كيان العدو يواصل خرق الاتفاقات وواشنطن تهدد السلم الدولي
المسيرة نت| متابعات: أكدت وزارة الخارجية الإيرانية، أن الكيان الصهيوني استمر في خرق الاتفاقات والتفاهمات المتعلقة بفلسطين ولبنان مرارًا، في ظل تصعيد متواصل لسياسة الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني، مشيرة إلى أن هذا السلوك العدواني بات يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة بأكملها.
الأخبار العاجلة
  • 14:50
    وزارة الصحة بغزة: ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 70,112 شهيدًا و170,986 جريحا منذ بدء العدوان على غزة
  • 14:49
    وزارة الصحة بغزة: 356 شهيدا و909 جرحى منذ وقف إطلاق النار في 11 أكتوبر الماضي
  • 14:49
    وزارة الصحة بغزة: 9 شهداء انتشال وجريح وصلوا إلى مستشفيات قطاع غزة خلال 24 ساعة الماضية
  • 14:49
    مصادر فلسطينية: اندلاع مواجهات بين شبان وقوات العدو في مدينة البيرة
  • 14:07
    مراسلنا في صعدة: العدو السعودي يستهدف بالمدفعية والرشاشات قرى في آل ثابت بمديرية قطابر الحدودية
  • 14:04
    اللقاء القبلي المسلح في مديرية فرع العدين: لن نتخلى عن موقفنا في نصرة إخواننا في غزة ولبنان، ونبارك صمودهم الذي أفشل مخططات العدو الصهيوني
الأكثر متابعة