فوضى استيراد الأغذية في اليمن تُهدد الاقتصاد الوطني
خاص | هاني أحمد علي | المسيرة نت: تشهد الأسواق اليمنية حالة من الفوضى المتنامية في قطاع الأغذية الخفيفة المستوردة، والتي تتجاوز فاتورتها السنوية ملياري دولار ونصف المليار، وهو مبلغ ضخم كان بالإمكان توظيفه لتعزيز الإنتاج المحلي ودعم الأسر المنتجة، هذه الفوضى لا تمثل تهديدًا اقتصاديًا فقط، بل تمتد إلى الصحة العامة وسلامة المستهلكين، نتيجة تدفق سلع غالبًا ما تكون ذات جودة منخفضة أو غير مطابقة للمواصفات.
وتكشف البيانات الرسمية أن عدد العلامات التجارية المسجلة للمنتجات المستوردة يتراوح بين 125 ألف و130 ألف علامة، بينما لا تتجاوز العلامات المحلية خمسة آلاف فقط. هذه النسبة المذهلة تعكس الهيمنة شبه الكاملة للمنتجات الأجنبية على السوق، مما يقلص فرص نمو الصناعة المحلية ويضعف قدرتها على المنافسة.
يُشير خبراء إلى أن الاستيراد في اليمن
يتميز بالمرونة القانونية الكبيرة، حيث يمكن لتاجر واحد تسجيل عشرات المنتجات
المتقاربة تحت أسماء مختلفة، ما يصعّب تتبع المصدر وجودة السلع. كما أن الإجراءات
الجمركية غالبًا ما تكون سطحية وسريعة، وتترك مجالًا واسعًا لدخول منتجات رديئة أو
مزورة، بما يضر باقتصاد المستهلك وسلامته الصحية.
وتشمل الأسباب المتعددة لفوضى السوق:
غياب الرقابة الفعلية: على الرغم من
وجود هيئات رقابية مثل هيئة المواصفات والمقاييس وضبط الجودة، إلا أن الكم الهائل
من المنتجات يجعل تطبيق المعايير صارمًا على الورق فقط، بينما يظل التنفيذ ضعيفًا
على أرض الواقع.
تشجيع الاستيراد على حساب التصنيع
المحلي: التسهيلات المقدمة للاستيراد أكبر بكثير من الدعم المقدم للمنتج المحلي،
مما يدفع المستثمرين نحو استيراد السلع بدلاً من الاستثمار في الإنتاج المحلي.
قلة وعي المستثمرين المحليين: بعض
المستثمرين المحليين لا يولون اهتمامًا كافيًا لتطوير منتجاتهم، ويرون في
الاستيراد طريقًا أسرع لتحقيق الربح مع مخاطر أقل.
الانفتاح غير المنظم للأسواق: الانخراط
في اتفاقيات التجارة العالمية أتاح دخول السلع دون رقابة كافية، بما يجعل السوق
مكشوفًا أمام المنتجات الأجنبية منخفضة الجودة أو غير المناسبة للبيئة المحلية.
وتؤدي الفوضى في سوق الأغذية الخفيفة إلى
آثار متعددة، أبرزها:
اقتصاديًا: استنزاف مليارات الدولارات
من العملة الصعبة، وإضعاف الصناعة المحلية، وفقدان فرص خلق الوظائف.
صحيًا: دخول منتجات تحتوي على مواد
حافظة ونكهات صناعية بكميات مبالغ فيها، تؤثر على صحة المستهلكين، خاصة الأطفال.
سلوكيًا: تعزيز ثقافة الاستهلاك
الاعتمادي على المنتجات المستوردة بدل الاعتماد على الإنتاج المحلي، مع ضعف
التوعية حول الجودة الغذائية.
من جانبه دعا مدير إدارة الوكالات
وفروع الشركات بوزارة الاقتصاد، محمد المنتصر، إلى توطين الصناعات الغذائية
الخفيفة، من خلال تعزيز الإنتاج المحلي من خلال إقامة مصانع تلبي الطلب الداخلي،
مع توفير الدعم الفني والمالي للمستثمرين.
وشدد المنتصر في لقاء مع قناة المسيرة،
اليوم السبت، ضمن برنامج نوافذ" فقرة "مجهر المواطن"، على ضرورة
الرقابة على الاستيراد، وإنشاء لجان مختصة من الجهات الرقابية لضمان مطابقة السلع
المستوردة للمواصفات اليمنية، مع فحص دوري ومستمر للمنتجات في الأسواق والمنافذ.
وأكد أن حماية المنتج المحلي يتم من
وضع سياسات تحفيزية، بما في ذلك منح الأولوية للمنتجات المحلية في الشراء الحكومي،
وتحديد هوامش ربح عادلة، بما يوازن بين الجودة والسعر، بالإضافة إلى توعية
المستثمرين والمستهلكين، عن طريق نشر الوعي حول أهمية الجودة الغذائية، وتشجيع
المستثمرين على تطوير منتجات محلية تنافس المستورد، مع إشراك الجهات الحكومية في
دعم المشاريع الصغيرة والأسر المنتجة.
وأفاد مدير إدارة الوكالات وفروع
الشركات بوزارة الاقتصاد، أن تنظيم تسجيل العلامات التجارية، يساهم في الحد من
تسجيل عدد هائل من العلامات التجارية تحت يد تاجر واحد، لضمان شفافية الاستيراد
ومنع دخول سلع رديئة إلى السوق.
من جانبه أكد محمد الجملولي، الباحث
والخبير في الصناعات الغذائية، على ضرورة أن تكون للجهات الحكومية أولوية في شراء
المنتج المحلي، وإلزام الجهات الرقابية بالنزول الميداني كـ "هيئة
تعليمية" تراقب وتوعي وتحفز المستثمر لا أن تكون عامل عرقلة، مبيناً أن
الجودة والقيمة الغذائية للمنتج المحلي هي ما يجب أن يتم تسويقه، لكون الكثير من
المنتجات المستوردة تستخدم مواد حافظة ونكهات صناعية خطيرة على الصحة العامة.
وأضاف
الجملولي في لقاء مع قناة المسيرة، اليوم السبت، ضمن برنامج نوافذ" فقرة "مجهر
المواطن"، أن الحل الفوري يكمن في توطين الصناعات عبر دعم المستثمرين وتقديم
التسهيلات الحقيقية لهم، وإزالة الصعوبات التي تواجههم في مراحل الإنتاج، بدلاً من
تسهيل عملية الاستيراد التي تنهك الاقتصاد وتغرق السوق بفضلات الآخرين. هذه هي
المعركة الاقتصادية التي تتطلب نفيرًا موازياً للنفير في الجبهات العسكرية.
ولفت إلى أن إعادة النظر في سياسة
الاستيراد المفتوح هي خطوة ضرورية لإعادة توازن السوق، حيث وأن الاستثمارات في
التصنيع المحلي لا توفر العملة الصعبة فحسب، بل تخلق وظائف وتدعم الاقتصاد الوطني،
وتضمن للمستهلكين الحصول على منتجات صحية وآمنة.
وأوضح الباحث والخبير في الصناعات
الغذائية أن الدعم الحكومي يجب أن يكون متوازنًا بين تشجيع الاستثمار المحلي
وتنظيم الاستيراد، لضمان حماية الاقتصاد والمستهلك معًا، مضيفاً أن الفوضى في سوق
الأغذية الخفيفة تمثل أزمة مركبة تتطلب معالجة متكاملة تشمل الرقابة، الدعم
المحلي، تنظيم العلامات التجارية، وحماية المستهلك. الحلول المقترحة تعتمد على
توطين الصناعات، تشديد الرقابة على الاستيراد، وتحفيز الاستثمار المحلي لضمان سوق
صحية وآمنة ومستدامة.








مليشيا الانتقالي تدفع بقوات إضافية إلى المحافظة: شركة بترومسيلة تعلن التوقف عن العمل بسبب أحداث حضرموت
المسيرة نت| متابعات: أرسلت مليشيا الانتقالي المدعومة من الاحتلال الإماراتي اليوم تعزيزات عسكرية إضافية إلى خطوط المواجهة مع قبائل ما يسمى "حلف حضرموت" الموالية للاحتلال السعودي في هضبة حضرموت شرقي اليمن، حيث يخوض الطرفان مواجهات منذ أيام للسيطرة على المحافظة الغنية بالنفط.
متحدث حماس: ما يدخل غزة لا يلبّي الحدّ الأدنى في ظل عواصف الشتاء وندعو الوسطاء لتحرك عاجل
متابعات | المسيرة نت: حذّرت حركة حماس من خطورة الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة مع دخول فصل الشتاء، داعيةً الوسطاء إلى تحرك فوري.
صامدون: فعاليات الحملة الدولية لتحرير الأسرى اللبنانيين تنطلق في العديد من العواصم
المسيرة نت| خاص: شهدت مدينة بيروت وعدد من المدن والعواصم فعاليات تضامنية مع الأسرى والمعتقلين اللبنانيين في سجون الاحتلال، وذلك ضمن سلسلة فعاليات نظّمتها شبكة صامدون وحلفاؤها حول العالم، حيث جرى وضع ملصقات للأسرى في شوارع العاصمة اليونانية أثينا، ومدن "تولوز" في فرنسا و"شارلروا" في بلجيكا، وغيرها.-
20:57الهلال الأحمر الفلسطيني: إصابة شاب برصاص العدو الإسرائيلي قرب جدار الرام في رام الله بالضفة الغربية المحتلة
-
20:57حماس: ندعو الوسطاء وجميع الدول المعنية إلى التحرك الجاد والعاجل لإدخال الكارافانات وإنقاذ المدنيين قبل وصول المنخفضات الجوية القادمة
-
20:57حماس: هناك حاجة ملحّة لتغيير حقيقي في طبيعة ما يُسمح بدخوله إلى غزة بحيث يخدم احتياجات الناس الفعلية خاصة في فصل الشتاء
-
20:57حماس: الوقائع الميدانية تؤكد أن مراكز الإيواء والخيام غير صالحة للعيش الآدمي، ولا يمكنها مواجهة ظروف الشتاء القاسية
-
20:56حماس: ومع اقتراب فصل الشتاء والمنخفضات الجوية القاسية فإن ما يدخل حاليا لا يغطي إطلاقا احتياجات الإيواء
-
20:55حماس: المطلوب هو إدخال شاحنات تحمل مواد إغاثية أساسية وبكميات كبيرة تتناسب مع حجم الأزمة التي يعيشها أكثر من مليوني إنسان