ملحمة 7 أُكتوبر.. تصويب البُوصلة نحو القضية الفلسطينية
آخر تحديث 08-10-2025 17:06

الأهميّة الاستراتيجية لهذه المرحلة تكمن في تحوّلها من معركةٍ عسكريةٍ إلى صراعٍ وجوديٍّ حول مستقبل المنطقة والقضايا العادلة التي لا ترضى بالخنوع للجبابرة والطواغيت.

*****************************************

       

تمرّ الذكرى الثانية لـ"7 من أُكتوبر" المجيد، وقد أثبتت هذه الملحمة التاريخية قدرة الإرادَة على إعادة تشكيل المعادلات الإقليمية بأكملها.

ولم يكن ذلك اليوم مُجَـرّد هجوم عسكري، بل كان زلزالًا استراتيجيًّا هزّ أركان المشروع الصهيوني من الجذور، وفرض واقعًا جديدًا يقوم على تكافؤ الردع وانهيار نظرية الأمن الإسرائيلي التي ظلت لعشرة عقود تُسوَّق كحقيقة مطلقة.

لقد نجحت المقاومة الفلسطينية في تحويل المعادلة من مواجهة غير متوقعة إلى حرب استنزاف شاملة، حَيثُ أفشلت كافة الأهداف الإسرائيلية المعلنة.

وعبر آليات قتالية متطورة اعتمدت على الدفاع المتحَرّك في الشبكة الأنفاقية، وتنفيذ كمائن القرب المدمّـرة، واستخدام الأسلحة المتطورة، قدّمت المقاومةُ نموذجًا فريدًا في الصمود، وفرضت تكاليفَ باهظةً على آلة الحرب الإسرائيلية الهشّة.

وعلى الصعيد الإقليمي برز الإسناد اليمني لغزة نقلةً نوعيةً في مفهوم الدعم، من الخطاب إلى الفعل الاستراتيجي الممنهج.

ولم تكن الضربات الصاروخية والمسيرة التي استهدفت العمق الإسرائيلي عملياتٍ عشوائية، بل جاءت ضمن استراتيجيةٍ محكمة تهدف إلى عزل الكيان وإلحاق ضررٍ هيكلي باقتصاده ومكانته الإقليمية.

حيثُ شكّل الحصار البحري اليمني في باب المندب والبحر الأحمر أحد أهم أدوات الضغط الاستراتيجية، التي نجحت في شلّ حركة ميناء "أم الرشراش" بشكلٍ كامل؛ ما كبّد الخزينة الإسرائيلية خسائر مباشرة تُقدّر بعشرات الملايين، كما أجبرت شركات الملاحة العالمية على تغيير مساراتها؛ مما رفع تكاليف الشحن والتأمين بشكلٍ غير مسبوق.

ولم تكن هذه الضربات منفصلةً عن بعضها، بل شكّلت حلقةً متكاملةً من الضغط المتواصل.

فبينما استهدفت الصواريخ والطائرات المسيَّرة المعنوياتَ وأحدثت الانهيار الأمني، عمل الحصار البحري على خنق الشريان الاقتصادي؛ مما خلق أزمة مركّبة يعاني منها الكيان على جميع المستويات.

فكانت النتيجة الحتمية لهذا الحصار متعدّد الجبهات هي هروب رؤوس الأموال والاستثمارات الأجنبية من الاقتصاد الإسرائيلي، حَيثُ أظهرت البيانات إغلاق آلاف الشركات أبوابها، في مؤشرٍ واضحٍ على انتكاسةٍ اقتصاديةٍ كانت تعتمد ميزانيتها بشكلٍ كلي على المساعدات الخارجية لتغطية نفقات الحرب والأضرار الاقتصادية.

لم تكن هذه القدرات اليمنية وليدة اللحظة، بل نتاج تحوّلٍ استراتيجيٍّ عميق في البنية العسكرية، حَيثُ مثّل تطوير الترسانة الصاروخية النوعية -التي تشمل صواريخ بالستية وفرط صوتية- وبناء أسطولٍ مسيَّرٍ هجوميٍّ بعيد المدى نقلةً نوعيةً في القدرات العسكرية، فجعلت من اليمن طرفًا إقليميًّا فاعلًا لا يمكن تجاهله إطلاقًا.

أحدثت هذه المعادلة الجديدة شرخًا عميقًا في المنظومة السياسية والإعلامية الإسرائيلية، حَيثُ انكشف عجز المؤسّسة العسكرية والأمنية عن تحقيق أيٍّ من أهدافها، ولم يعد الحديث عن "القضاء على حماس" أَو "تحرير الأسرى"، بل تحوّل إلى جدالاتٍ حول مسؤوليات الفشل واستحالة تحقيق النصر.

عالميًّا، كسرت هذه المواجهة احتكار الدعم الغربي المطلق لـ (إسرائيل)، حَيثُ أصبحت انتهاكات الكيان ووحشيته موضوعًا رئيسيًّا في الإعلام العالمي، وبدأت موازين القوى الدولية بالتحوّل تدريجيًّا لصالح القضية الفلسطينية، بعد عقودٍ من التهميش والإقصاء.

إلا أنّ الأهميّة الاستراتيجية لهذه المرحلة تكمن في تحوّلها من معركةٍ عسكريةٍ إلى صراعٍ وجوديٍّ حول مستقبل المنطقة والقضايا العادلة التي لا ترضى بالخنوع للجبابرة والطواغيت.

لقد نجح محور المقاومة في تحويل المعادلة من الدفاع إلى الهجوم، ومن ردّ الفعل إلى صناعة الحدث؛ مما أعاد للقضية الفلسطينية بُعدها الحضاري والإنساني.

ختامًا، تمثّل هذه المرحلة من الصراع برهانًا تاريخيًّا على أنّ طريق التحرّر لا يمرّ بالمفاوضات الاستسلامية، بل عبر إرادَة الشعوب وقدرتها على صنع النصر.

لقد أثبت طوفان الأقصى والتصعيد اليمني أنّ المعادلات العسكرية لم تعد حكرًا على القوى التقليدية، وأنّ زمن الهيمنة الإقليمية لـ (إسرائيل) قد ولّى إلى غير رجعة، وأنّ اقتلاعَ جذورها من المنطقة كمحتلّ في أرضٍ غيره بات قريبًا، ما دام الإصرار الشعبي والرسمي يتحَرّكان لتحقيق استقلال القضية الفلسطينية على أرضها المقدسة.

مليشيا الانتقالي تدفع بقوات إضافية إلى المحافظة: شركة بترومسيلة تعلن التوقف عن العمل بسبب أحداث حضرموت
المسيرة نت| متابعات: أرسلت مليشيا الانتقالي المدعومة من الاحتلال الإماراتي اليوم تعزيزات عسكرية إضافية إلى خطوط المواجهة مع قبائل ما يسمى "حلف حضرموت" الموالية للاحتلال السعودي في هضبة حضرموت شرقي اليمن، حيث يخوض الطرفان مواجهات منذ أيام للسيطرة على المحافظة الغنية بالنفط.
حماس تصف عملية دهس الخليل بـ البطولية وتعتبرها ردًّا مشروعًا على تغول الاحتلال
المسيرة نت| متابعات: أكّدت حركة المقاومة الإسلامية حماس، أنّ عملية الدهس التي وقعت قرب بلدة حلحول شمال الخليل هي "عملية بطولية"، مشدّدةً على أنّها تأتي في سياق الرد المشروع للشعب الفلسطيني على تصاعد جرائم الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة.
صامدون: فعاليات الحملة الدولية لتحرير الأسرى اللبنانيين تنطلق في العديد من العواصم
المسيرة نت| خاص: شهدت مدينة بيروت وعدد من المدن والعواصم فعاليات تضامنية مع الأسرى والمعتقلين اللبنانيين في سجون الاحتلال، وذلك ضمن سلسلة فعاليات نظّمتها شبكة صامدون وحلفاؤها حول العالم، حيث جرى وضع ملصقات للأسرى في شوارع العاصمة اليونانية أثينا، ومدن "تولوز" في فرنسا و"شارلروا" في بلجيكا، وغيرها.
الأخبار العاجلة
  • 00:02
    مصادر فلسطينية: إصابة نازح برصاص مُسيّرة للعدو الإسرائيلي في حي النصر بمدينة غزة
  • 00:01
    مصادر فلسطينية: إصابة نازح برصاص مُسيّرة للعدو الإسرائيلي في حي النصر بمدينة غزة
  • 23:33
    مصادر فلسطينية: غارات للعدو الإسرائيلي شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع
  • 23:33
    مصادر فلسطينية: مواطنون بينهم أطفال محاصرون داخل منزل اشتعلت فيه النيران جراء القصف المدفعي الصهيوني قرب مفترق السنافور بحي التفاح
  • 23:10
    القناة 14 الصهيونية: إصابة في عملية الدهس قرب بلدة حلحول شمال الخليل بالضفة الغربية
  • 23:05
    إعلام العدو: أنباء عن تنفيذ عملية دهس في "مستوطنة كريات أربع" بالخليل في الضفة الغربية
الأكثر متابعة