طوفان يمن الإيمان.. طوفان التحدي

تقارير | 28 ديسمبر | إبراهيم يحيى الديلمي ـ المسيرة نت: من جديد يؤكد ملايين اليمنيين صدق ولائهم لله ورسوله، ويستجيبون لداعي الله الذي جاء على لسان قائد مسيرتهم الفذ السيد المجاهد عبد الملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله) فرأيناهم يخرجون في مسيرات مليونية غير مسبوقة أشبه ما تكون بيوم المحشر متحدين العدو الأمريكي والصهيوني بما له من قوة وجبروت مستندين على قوة الله وجبروته، وكلهم إيمان وثقة بأن الله ناصرهم ومبدد جمع الكافرين.

هذه المرة يتقاطر اليمنيون كعادتهم من كل حدب وصوب إلى ساحات العزة والكرامة والجهاد، في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء، وفي الحديدة وحجة وذمار وإب وعمران والمحويت وتعز والبيضاء والضالع، وذلك بعد عدوان إسرائيلي غادر وجبان يوم أمس الخميس الموافق 26/11/2025م استهدف مطار صنعاء وميناء رأس عيسى بالحديدة وأدى إلى استشهاد وجرح العشرات، وقد جاء هذا العدوان عقب تهديدات صهيونية باستهداف تلك الملايين، ولكن هيهات فالشعب اليمني عصي على الانكسار ومعروف عل مدى التأريخ بثباته على موقفه وإصراره وتحديه لكل أعدائه، وبالتالي فسعي العدو لإخضاعه فاشل مقدما، وقد عبر عنه اليمنيون بخروجهم اليوم ليؤكدوا تحديهم للعدو الإسرائيلي وأنهم لا يخشونه ولا يخشون إرجافه.

استمرارية الطوفان اليمني عسكريًا وشعبيًا

أمام حالة الصمت المخزي لعالم مليء بالتناقضات وللأنظمة العربية العميلة إزاء ما يجري من جرائم صهيونية تفوق الوصف ضد المواطنين الفلسطينيين العزل في قطاع غزة، وتزامنًا مع استمرار الشعب اليمني في خروجه المليوني الأسبوعي إلى الساحات لرسم أصدق صور التحدي؛ تستمر أيضًا عمليات القوات المسلحة اليمنية ضد العدو ومن معه من القوى العظمى، سواءً العمليات البحرية أو عمليات قصف عمق العدو الصهيوني بالصواريخ والطائرات المسيرة، والتي كان آخرها العملية التي نُفذت قبل عدة أيام في البحر الأحمر، وأدت إلى إفشال عدوان أمريكي بريطاني واسع على اليمن كان من المفترض تنفيذه لإرغام صنعاء على إيقاف عملياتها، حيث عكفت القوات المسلحة اليمنية على مطاردة حاملة الطائرات الأمريكية يو أس أس هاري ترومان ما أدى إلى إسقاط طائرة من طراز F18 تابعة للقوات الأمريكية، ناهيك عن اضطرار الحاملة ترومان إلى الهرب من مسرح العمليات وهي تجر أذيال الهزيمة والفشل في إيقاف مد عمليات يمن الإيمان ضد كيان العدو الإسرائيلي وضد كل من يسانده من قوى الغرب الكافر وعلى رأسه الولايات المتحدة وبريطانيا.

العدوان الإسرائيلي الأخير على اليمن

أمام صمود وصلابة الشعب اليمني وقواته المسلحة الباسلة وبعد الفشل الأمريكي البريطاني الأخير في شن عدوان واسع على اليمن؛ لم يكن أمام العدو الإسرائيلي إلا مهاجمة اليمن بوتيرة أشد حيث ذكرت القناة الـ12 العبرية أن الهجوم الأخير على مطار صنعاء وميناء الحديدة نفذته 25 طائرة من على بعد ألفي كيلومتر، مضيفةً أن هذا الهجوم إن لم يكن الأوسع فهو الأهم منذ بدء المواجهات. القناة أكدت أن الدخول في حرب مع الحوثيين مع قدرتهم على الاستمرار في إطلاق الصواريخ والمسيرات سيؤدي إلى حرب استنزافيه لإسرائيل، ولن يحد من هجمات الحوثيين بل سيزيد من التهديد الحوثي وسيدفعهم إلى الرد.

وأكدت القناة العبرية أن إسرائيل تواجه تحديًا أمنيًا واستخباراتيًا كبيرًا في اليمن بالمقارنة مع الساحات الأخرى وأن على إسرائيل الاستعداد لرؤية ليالٍ أشد توترًا ورعبًا.

حالة إرباك إسرائيلية لأول مرة

لا تخفى اليوم حالة الإرباك التي يعاني منها كيان العدو الإسرائيلي في مواجهته للقوات المسلحة اليمنية، وذلك نتيجة انسداد الأفق أمام هذا العدو في إدارة هذه المواجهة التي أثبت فيها اليمنيون كفاءتهم وتفوقهم العسكري؛ فخلال الأيام الماضية خرج علينا وزير الحرب السابق في كيان العدو "افيغدور ليبرمان" بتصريحات هزيلة تلخصت في الدعوة إلى ضرورة مهاجمة البنية التحتية لليمن، والتواصل مع المرتزقة في عدن، وتزويدهم بالسلاح والمال، وهي ولا شك تصريحات هزيلة مثيرة للسخرية، تطرق لها السيد القائد في خطابه الأخير، حيث وصف تعليق الصهاينة آمالهم على المرتزقة بالشيء الأكثر سخافةً وغباء، إذ كيف يؤمل الصهاينة على من يؤمل هو عليهم أصلًا! يقول السيد القائد: "المرتزقة يعلقون آمالهم على العدو الإسرائيلي، ويتحدثون بإعجاب وتعظيم لما يفعله في سوريا ولبنان وما فعله في فلسطين، ثم إذا به يعلق الأمل عليهم ليقاتلوا بالنيابة عنه"

وهذا الحال إن دل على شيء فإنما يدل على حالة الإرباك التي يمر بها العدو الإسرائيلي وإن استمر في المكابرة، ويدل أيضًا على فاعلية ما يقوم به اليمنيون في إسنادهم ودعمهم المستمر للمقاومة في قطاع غزة بنية وعزم صادقين وبعيدًا عن الأجندات وحسابات المصالح.

خسائر مهولة وفشل عسكري ملحوظ

أكد الكثير من المحللين السياسيين أن الإسناد اليمني لغزة ألحق بالعدو الإسرائيلي خسائر اقتصادية مهولة، كان من أهمها إيقاف حركة الملاحة من وإلى ميناء أم الرشراش (إيلات) وشل الحركة فيه بشكل كامل، ناهيك عن أنه فضح منظومات الدفاع الإسرائيلية التي تهاوت أمام الضربات اليمنية المنكلة وعجزت عن اعتراض الكثير من صواريخها ومسيراتها.

أيضًا أكد السيد القائد في خطابه الأخير أنه ونتيجةً للهجمات اليمنية حدث اضطراب ملحوظ في مؤشرات البورصة الإسرائيلية حيث هبطت وانخفضت قيمة العملة الإسرائيلية يوم الخميس الماضي بعد الهجمات الصاروخية اليمنية على يافا المحتلة، وقال يحفظه الله: "العدو الإسرائيلي يعاني من كلفة كبيرة في الصواريخ الاعتراضية" وأردف السيد القائد بقوله: "الإسرائيلي يائس تماما من إمكانية حل مشكلة منع ملاحته في البحرين الأحمر والعربي وباب المندب" وبالتالي فإن حالة الإرباك التي دخل فيها العدو الإسرائيلي جاءت نتيجة الفشل واليأس من حل مشكلة منع الملاحة، وأما فشله العسكري فيأتي بسبب البعد الجغرافي لمسرح العمليات.