• العنوان:
    «عيد الجلاء».. هل يستفيد الغزاة الجُدُدُ من تجارب أسلافهم؟
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    تعود ذكرى الثلاثين من نوفمبر على اليمن للعام الثامن والخمسين، ومعها تعود الدروسُ لتدق أذهانَ الناس بما تحمله لتتجاوز حدود جغرافيا الأرض اليمنية والمنطقة.. بريطانيا العظمى آنذاك بما تمتلكه من إمْكَانات مكنتها من التوسع في جميع أنحاء العالم، وهي التي سميت بـالإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، والمملكة التي لا تقهر، وسيدة البحار لسيطرتها على البحار والمحيطات، وكثير من الألقاب التي سرعان ما تلاشت أمام عزيمة الشعب اليمني وإصراره.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

سيطرت بريطانيا واحتلت مناطق كثيرة في اليمن بدأت بعدن واعتبرتها موقعًا استراتيجيًّا للتحكم بالملاحة، وتوسعت لتشمل لحج والضالع وحضرموت والمهرة وسقطرى تحت مسمى الاستعمار، معتمدة على سياسة التفرقة والقوة بما تمتلكه من إمْكَانات عسكرية لتعزيز نفوذها، حتى اعتبرت اليمن خاتمًا في يد ملكتها، لكنه أصبح خنجرًا سرعان ما قطع به الثوار يدها عن اليمن.

القوة العسكرية الكبيرة والإمْكَانات الواسعة، سلاح الجو، البحرية، الأسلحة العسكرية بأنواعها الثقيل والمتوسط والخفيف، الطائرات الحربية والدبابات، الأجهزة الاستخبارية والتجسسية القوية، الهيمنة والقوة والاقتصاد، واجهها الثوار بأسلحة خفيفة وبدائية وتلاشت معادلة القوة أمام العزيمة والإصرار والحرية، فكانت البندقية المشهورة لدى الشعب اليمني «الجرمل» أشد فتكًا بعزيمة أصحابها لتكسر جبروت الطغيان وهيبته لتطرده صاغرًا وذليلًا.

اليوم، يعيش اليمن مؤامرةً بـمحتلّ جديد يفوق في إجرامه وطغيانه المحتلّ القديم بخدمته للعدو الصهيوني عبر تنفيذ أجندات تقودها النظامان السعوديّ العميل والإماراتي، وعلى أرض اليمن في جنوبه يتصارعان في النفوذ والسيطرة ونهب الثروات، وبين هذا الاحتلال الجديد والاحتلال القديم فوارق قد تصيب النظامين السعوديّ والإماراتي وأدواتهم بلعنة اليمن.

اليمن منذ أَيَّـام ثورته الأولى بقائدها السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، نشأت على العدوان فاكتسب منها الخبرة والصلابة وصقلت فيها مهاراته وإمْكَاناته، متوكلًا على الله صنع وطور وامتلك اليد الضاربة بالردع وبالأسلحة الاستراتيجية، حتى امتلك القدرة على ضرب العدوّ الإسرائيلي في جولته السابقة بأسلحة فوق صوتية تجاوزت شركات نفط السعوديّة ومدن الإمارات الزجاجية، ناهيك عن بقية ترسانته الصاروخية والبحرية والمسير، وخياراته في البر وفي البحر، مع هذا يتواجد الشعب وتحشد القبائل والأمن والدولة في لحمة وكتلة واحدة، على صلابتها تحطمت حملات العدوّ من أسيادهم الإسرائيلي والبريطاني والأمريكي لينتهي بهم المطاف خائبين وعاجزين عن تمرير سفينة واحدة.

دروس ودروس تزخر بها الذكرى ويعززها الواقع ليبقى السؤال:

هل سيسكت اليمن عن مظلوميته وهو من يناصرُ مظلوميةَ غزة وفلسطين؟

وهل يستفيد الغزاة الجدد من تجارب أسلافهم؟

خطابات القائد