• العنوان:
    المسيرة القرآنية.. ضمانة الأُمَّــة من الانحراف
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    في ظل ما تعيشه أمتنا الإسلامية من تحديات وجودية، وما يُحاك ضدها من مؤامرات تستهدف عقيدتها وأرضها ومقدراتها، تبرز الحاجة الماسَّة إلى مشروع نهضوي يعيد للأُمَّـة اعتبارها، ويرمم جدار وعيها المتصدع.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

هنا، تتجلى "المسيرة القرآنية" لا كمُجَـرّد تيار عابر، بل كضرورة حتمية وضمانة حقيقية للخَلاص.

أولًا: حصنٌ لجمع الشتات

لقد عمل أعداء الأُمَّــة لعقود طويلة على تغذية النزاعات المذهبية والمناطقية؛ بهَدفِ تمزيق النسيج الاجتماعي للأُمَّـة الواحدة.

تأتي المسيرة القرآنية لتقدم "القرآن الكريم" كجامع مشترك وحبل الله المتين الذي يجب أن يعتصم به الجميع.

إنها دعوة لتجاوز الخلافات الهامشية والتوحد تحت راية الله، فهي الحصن الذي يلجأ إليه الجميع حين تشتد الفتن، لتعيد صياغة العقل الجمعي العربي والإسلامي على قاعدة: {إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّـة وَاحِدَةً}.

ثانيًا: بُوصلةٌ نحو العدوّ الحقيقي

إن أخطرَ ما واجهته الأُمَّــةُ في السنوات الأخيرة هو محاولات "كَي الوعي" وحَرْفِ البُوصلة، حَيثُ يسعى العدوّ وأدواته – كما نرى في الحملات الإعلامية المضللة – إلى اختلاقِ أعداء وهميين من داخل الجسد الإسلامي، ليغطي على جرائم الكيان الصهيوني ومن يقف خلفه.

تمثّل المسيرة القرآنية "ميزانَ الوعي" الذي لا يخطئ؛ فهي تضعُ الإِصبَعَ على الجرح، وتوجّـه سلاحَ الموقف والكلمة والفعل نحو العدوّ الحقيقي (أمريكا وكَيان الاحتلال)، قاطعةً الطريقَ أمام كُـلّ محاولات التدجين أَو التطبيع التي يُراد منها تحويل العدوّ إلى صديق.

ثالثًا: حماية الهُوية من الذوبان

إن المعركةَ اليوم ليست عسكرية فحسب، بل هي "حرب ناعمة" تستهدف القيمَ والمبادئ.

يُرادُ للأُمَّـة أن تنسلخَ عن هُويتها لتصبحَ تابعة، ذليلةً، ومستهلكة لثقافات لا تشبهها.

وهنا تكمن عظمة هذا المشروع القرآني؛ فهو يرسخ "الهُوية الإيمانية" التي تأبى الضيم، ويعزز في النفوس ثقافة "هيهات منا الذلة".

إنه الدرع الذي يحمي الأجيال من الانبهار بالغرب أَو السقوط في مستنقع الخضوع، معيدًا للأُمَّـة عزتها المستمدة من عزة الله ورسوله.

إن المرحلة الخطيرة التي نمر بها لا تحتمل الحياد أَو التذبذب.

فالمسيرة القرآنية -بما تحمله من بصيرة نافذة ومشروع عملي- تشكل طوق النجاة الأوحد.

هي الضمانة لكي لا نُسَلِّمَ رقابَنا للجلاد، وهي الطريق لاستعادة سيادة الأُمَّــة وكرامتها.

إن التمسك بها ليس خيارًا ترفيًّا، بل هو قرار مصيري بين أن نكون أُمَّـة قوية مهابة الجانب، أَو غثاءً كغثاء السيل تتقاذفه أيدي الأعداء.

خطابات القائد