• العنوان:
    30 نوفمبر.. ذاكرة جلاء وبداية سيادة لا تنكسر
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    في كُـلّ عام، يعود الثلاثون من نوفمبر ليذكّر العالم بأن اليمن لا يكتب تاريخه بالحبر، بل بالمواقف والدماء والرجال.. فهذا اليوم لم يكن مُجَـرّد نهاية استعمار، بل كان إعلان ميلاد إرادَة لا تقبل الخضوع، وتجديد شهادة شعبٍ يعيش الحرية كقَدَرٍ لا كمناسبة.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

من عدن.. انكسرت الإمبراطورية العظمى

عام 1967م، أدركت بريطانيا – التي كانت الشمس لا تغيب عن مستعمراتها – أن الشمس يمكن أن تغرب حين يتعلق الأمر باليمن.

من شاطئ عدن، خرج آخر جندي بريطاني خائبًا، بعد أن تحولت المدينة إلى مركز للوعي الثوري وشرارة التحرير في الجنوب، لتكتب اليمن أول صفحة من استقلالها الحديث، وتعلن للعالم أن الشعوب الصغيرة قادرة على إسقاط قوى كبرى.

اليوم، وبعد ثمانية وخمسين عامًا، لا يزال المعنى نفسه حاضرًا: أن الحرية لا تُمنح، بل تُنتزع.

استقلال الأمس.. واستقلال اليوم

تغيَّرت أسماء المحتلّين، لكن الهدف بقي ذاته.

فكما أرادت بريطانيا أن ترسم مستقبل اليمن بوصايتها، حاول تحالف العدوان منذ 2015م إعادة إنتاج الاحتلال بإخراج جديد، مستخدمًا شعارات مزيفة مثل: "تحالف دعم الشرعية"، و"عمليات مشتركة"، و"حماية الملاحة".

لكن اليمن لم يكتب استقلاله الثاني على طاولات المفاوضات، بل بالصمود، وبإرادَة صلبة امتدت من الجبال إلى البحر، وبمعادلات ردع فرضت حضور اليمن كلاعب أَسَاسي لا يمكن تجاوز صوته ولا تجاهل قوته.

جيلان.. وروح واحدة

من ردفان إلى عدن، ومن جبال شمسان إلى كُـلّ قرية يمنية، كانت شرارة الجلاء مدرسة تصنع روح التحرير للأجيال.

واليوم، يتسلم الجيل الجديد الراية ذاتها التي حملها الثوار الأوائل؛ روح الإباء، ورفض التبعية، والسير في طريق الكرامة مهما كان الثمن.

لقد طرد اليمنيون أعظم إمبراطورية في القرن العشرين، وهم اليوم يواجهون قوة عالمية جديدة تسعى لفرض الوصاية، ويثبتون من جديد أن هذا الشعب لا يُهزم حين يتعلق الأمر بكرامته وأرضه.

من عدن إلى غزة.. التحرير موقف لا يتجزأ

لا معنى للاحتفال بالجلاء إذَا كان اليمني يقف صامتًا أمام احتلال آخر يمارس جرائمه في فلسطين.

فكما رفض الاحتلال البريطاني، يرفض اليمن اليوم أن يرى غزة تحت النار والقدس تحت السطوة.

ولذلك، جاءت مواقف صنعاء امتدادا طبيعيًّا لهُوية الجلاء: هُوية لا تقبل رؤية مظلوم دون أن تقف معه.

في المقابل، يظهر الخونة والعملاء وهم يرفعون أعلام نوفمبر تحت حماية المحتلّ نفسه، في مشهد يفضح تحويل المناسبة إلى مُجَـرّد ديكور سياسي بلا مضمون.

اليمن.. القوة التي تصنع ميزان المنطقة

في السنوات الأخيرة، أصبح اليمن رقمًا صعبًا في معادلات البحر الأحمر والممرات الدولية، وأصبحت قدرته على صياغة قواعد اشتباك جديدة جزءًا من التوازن الإقليمي.

هذه القوة ليست وليدة اللحظة؛ إنها امتداد لمسار الجلاء، ولروح شعب لا يقبل الوصاية ولا الإملاء.

نوفمبر.. ليس نهاية احتلال بل بداية شعب

إن الثلاثين من نوفمبر ليس ذكرى تاريخية فحسب، بل رسالة متجددة تقول: من طرد بريطانيا بالأمس، قادر اليوم على أن يطرد الهيمنة أينما كانت، وأن يقف مع فلسطين ومع كُـلّ المستضعفين.

إنه يوم يقول فيه اليمن: "أنا الشعب الذي لا يُهزم.. ولن أسمح لأحد أن يكتب مستقبلي غيري".

خطابات القائد