• العنوان:
    التحرير خيارُنا.. والمحتلّ إلى زوال
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    وسط لحظة إقليمية شديدة الاضطراب، تقف صنعاءُ اليوم أمام منعطف تاريخي تتداخلُ فيه حساباتُ السيادة مع ضغوط السياسة، وتلتقي فيه تحدياتُ الداخل بتجاذبات الخارج.. ورغم كثافة التهديدات وتعقيدات المشهد، تؤكّـد حكومةُ صنعاء أنها لم تعد في موقع المراقب أَو المنتظِر، بل تحوّلت إلى فاعلٍ رئيسي يسعى لترسيخ حضورِه السياسي والعسكري والإداري، مستندة إلى قناعة راسخة بأن حماية القرار الوطني لا تتحقّق بالشعارات، بل بالخيارات التي تُنفَّذ على الأرض.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

صمود في مواجهة التشظي

شهدت العاصمة خلال سنوات الحرب تراكمات اقتصادية وسياسية وأمنية أثقلت كاهل الدولة والمجتمع، وتداخلت معها تدخلات إقليمية ودولية زادت من هشاشة المشهد اليمني ودفعته نحو مزيد من التشظي.

ومع ذلك، استطاعت صنعاء تثبيت مؤسّسات أكثر تماسكًا مما كان متوقعًا، اعتمادًا على إدارة واقعية وإصرار على تثبيت أركان الدولة رغم محدودية الإمْكَانات.

وتدرك صنعاء أن تماسك الجبهة الداخلية هو حجر الأَسَاس في أي مواجهة، وأن خطاب القوة لا يكتمل إلا بقرارات متوازنة تحاكي الواقع، وتبتعد عن المزايدات التي لا تخدم القضية الوطنية.

الضغوط الدولية وثبات الموقف

لم تُخفِ صنعاء يومًا قناعتها بأن الضغوط الدولية – من تسويات مشروطة إلى تحريك ملفات اقتصادية – تهدف إلى إضعاف مركز القرار الوطني.

وترى أن هذه الضغوط ليست منعزلة، بل هي جزء من مسار يهدف إلى صياغة مشهد سياسي هش يصبّ في خدمة القوى المتدخلة لا في خدمة اليمن.

غير أن صنعاء، سياسيًّا وعسكريًّا، تبعث برسائل واضحة: هذه الضغوط لن تمرّ بهدوء.

فالبنية العسكرية أصبحت أكثر تنظيمًا وانضباطًا، والخبرة الدفاعية تراكمت عبر سنوات من المواجهة، بينما بات الموقف السياسي أكثر حدة في رفض أي ترتيبات تنتقص من السيادة أَو تحاول رسم مستقبل البلاد من خارج حدودها.

شعار التحرير: رؤية وليس انفعالًا

رفع صنعاء لشعار "التحرير خيارنا والمحتلّ إلى زوال" ليس انعكاسًا لاندفاع عاطفي، بل تعبير عن رؤية استراتيجية تعتبر أن أي وجود أجنبي غير مشروع – مهما كانت ذرائعه – لا يمكن أن يستمر.

فصنعاء ترى أن الحل لا يُبنى على التعايش مع أمرٍ مفروض، بل على إعادة صياغة الواقع بما يضمن وحدة الأرض واستقلال القرار.

ومع أن هذا الخيار يحمل لهجة صارمة، إلا أنه محكوم بحسابات سياسية دقيقة، تسعى من خلالها صنعاء إلى إيجاد توازن بين الدفاع عن السيادة وبين إبقاء الباب مفتوحًا أمام مسارات سياسية تمنع الانهيار وتؤسس لاستقرار حقيقي.

مساران متلازمان: الدفاع والإعمار

في خضم التحديات، تتعامل صنعاء وفق رؤية تعتبر أن المواجهة لا تعني الانغلاق، وأن الصمود لا يلغي الحاجة إلى إصلاحات داخلية.؛ إذ إن أي مشروع تحريري يفقد معناه إن لم يكن للمواطن القدرة على الصمود والدولة على الاستمرار.

وعليه، تعمل صنعاء على مسارين متلازمين:

مسار دفاعي: مواجهة الضغوط ومحاولات فرض واقع سياسي غير عادل.

مسار مؤسّسي داخلي: تحسين أداء الدولة، وتخفيف الأعباء عن المواطنين، وتحصين الاقتصاد بما يضمن القدرة على الاستمرار لا على التعايش مع الأزمات.

الخاتمة: وحدة الهدف أَسَاس الانتصار

إن قوة صنعاء لا تُقاس فقط بترسانتها العسكرية، بل بتماسك جبهتها الداخلية، وحدّة خطابها السياسي، وإيمانها بأن اليمن لن يُستعاد إلا بإرادَة وطنية جامعة تحمي القرار من الاستلاب، وتعيد للدولة هيبتها ودورها الطبيعي.

وبين تنازع المصالح الدولية على الموانئ والثروات، وبين تطلعات شعب يريد العيش بكرامة فوق أرضه، يبقى المبدأ ثابتًا:

التحرير خيار وطني، والسيادة حق لا يُساوم عليه، والمحتلّ إلى زوال.. مهما طال الزمن.

خطابات القائد