• العنوان:
    اعتراف لا تهديد
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    يفرض الواقعُ الجديدُ الاعترافَ باليمن كقوةٍ صاعدةٍ باتت تشكّل تهديدًا استراتيجيًّا وجوديًّا للمصالح الصهيوأمريكية في المنطقة.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

إن الاعترافاتِ التي صدرت عن قيادة العدوّ الصهيوني - وعلى رأسها تصريح مجرم الحرب بنيامين نتنياهو بأن «الحوثيين يشكِّلون تهديدًا خطيرًا جِـدًّا لـ (إسرائيل)، وعلينا ألا نسمحَ لهذا التهديد بأن يتطوَّر» - لم تأتِ من فراغ، بل هي إقرارٌ صريحٌ بانتصارِ الفعل اليمني على الهيمنة الإقليمية.

ويُعدّ هذا التهديد هو الأكبر لكيان الاحتلال ولدول «محور الشر»، حَيثُ أثبت اليمن قدرته على المواجهة العسكرية والسياسية، محوِّلًا نفسَه إلى قوةٍ فاعلةٍ قادرةٍ على التحدي المباشر لإمبراطوريات العالم وقواتها المتحالفة.

إن سِرَّ قوةِ اليمن، كما أشار إليه نتنياهو نفسُه، يكمُنُ في عقيدتِه التي تتبلوَّرُ في شِعارِه المقدَّس؛ فرايتُنا في اليمن يحمل شعار: «الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام».

هذا الشعار ليس مُجَـرّد كلماتٍ تُردّد، بل هو مشروعٌ إيمانيٌّ وجهاديٌّ يُعلن أن بقاء الكيان الصهيوني واستمرار الهيمنة الأمريكية مرتبطان عضويًّا بتدمير هذه الأُمَّــة، وأن المقاومة هي الرد الطبيعي على هذا المشروع.

هذا الوعي العقائدي هو ما يدفع القوات المسلحة اليمنية للعمل باستقلاليةٍ تامة، وتطوير صواريخ وتقنيات عسكرية بقدراتٍ ذاتية، في عملية بناء قوةٍ لا ترتهن للخارج ولا تستجدي الدعم.

لقد أكّـد اليمن جدارته في مواجهاتٍ بحريةٍ وجويةٍ وبريةٍ عديدة، حَيثُ أظهرت عملياته قدرةً غير مسبوقةٍ على تهديد الملاحة الدولية في ممراتٍ حيوية؛ مما عجزت أمامه القوى العظمى المتحالفة.

واليوم، تقف القوات المسلحة اليمنية في أتمّ الجهوزية لأي عدوانٍ محتمل، متجاوزةً بذلك عُقدةَ الحصار والعدوان التي دامت أكثر من عقدٍ من الزمن.

ويدور الحديث الصهيوني الآن حول «ضرورة التصعيد» لضمان عدم التعرض للتهديد - لا من لبنان، ولا من اليمن، ولا من اتّجاهاتٍ أُخرى - في محاولةٍ يائسةٍ لاستعادة ردعٍ قد فقده بالكامل.

لكن الحقيقة التي لا يمكن إنكارها - وهي الوعد الإلهي الذي يؤمن به هذا الشعب - هي أن كَيان الاحتلال إلى زوال، وأن هذا التهديد اليمني المتصاعد هو إحدى العلامات البارزة على قرب تحقيق هذا الوعد.

خطابات القائد