• العنوان:
    نارٌ تحت الرماد.. والقرارُ العربي يُباع في المزاد
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    في زمن تتهاوى فيه المبادئ، وتُشترى فيه القرارات كما تُشترى السلع، نشهد اليوم أخطر انقلاب سياسي تشهده المنطقة منذ عقود.. لم يعد المشهد يحتمل التجميل، ولا اللُّغة الرمادية؛ فالأحداث تتسارع على نحوٍ يشي بأن هناك من قرّر أن يرهن مستقبل المنطقة لإرادات الخارج، مهما كان الثمن الذي ستدفعه الشعوب.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

لم يعد خافيًا على أحد أن التحالفات الجديدة تُصاغ خارج حدود المصالح العربية، وأن صانع القرار السعوديّ يقود اندفاعًا غير مسبوق نحو واشنطن وكَيان الاحتلال، في لحظة تاريخية تتعرض فيها القضايا العربية لأقسى محنة.

تحالفات تتجاوز الخطوط.. وولاءات تعلو على حساب الأُمَّــة

لم تكن الزيارة الأخيرة "لأمير الصهيونية" إلى واشنطن مُجَـرّد خطوة سياسية، بل كانت إعلانًا صارخًا عن تموضع جديد، يضع السعوديّة في قلب مشروع إقليمي قائم على التطبيع العلني أَو الضمني، وعلى التماهي مع القيادة الأمريكية والإسرائيلية في ملفات حساسة.

إنه اصطفافٌ يثيرُ غضبًا عربيًّا واسعًا؛ لأنه يأتي في وقت يتعرض فيه الفلسطينيون لأبشع الاعتداءات، بينما تتقدم أجندات أُخرى على القضية المركزية للأُمَّـة.

تكشف التحَرّكات الأخيرة عن توجّـه واضح نحو إعادة ترتيب أولويات المنطقة بما يخدم مصالح القوى الكبرى، وعلى رأسها ثلاثي الشر: أمريكا وبريطانيا وكَيان الاحتلال، بينما تُركت الشعوب لتدفع ثمن هذه الانعطافات الحادة.

غزة ولبنان.. والصمتُ الذي يتحوّل إلى تواطؤ سياسي

كيف يمكن تفسيرُ الصمت العربي تجاه ما يحدث في غزة؟ كيف يمكن فهم الغياب الكامل للمواقف الحاسمة تجاه التهديدات المتصاعدة على لبنان؟ لقد أصبح الشارع العربي يرى أن الحيادَ لم يعد حيادًا، بل تخليًا، وأن التحالفات الجارية توفر غطاءً غير مباشر لسياسات توسعية تضرب جذور الأمن العربي.

فحين تُنفَّذ الاعتداءاتُ في غزة وتُقرَع طبول الحرب في الجنوب اللبناني، بينما تفتحُ العواصمُ أبوابَها لتفاهمات جديدة، فإن الأسئلةَ تصبح أكثر إلحاحًا وغضبًا.

اليمن.. ورائحةُ الانفجار القريب

في اليمن، يتواصل الحصار والتضييق، وتتعثر خارطة الطريق وسط مماطلة مكشوفة.

ومع إغلاق المطارات والموانئ واشتداد الأزمة الاقتصادية، يتنامى الشعور بأن هناك محاولة لفرض واقع سياسي بالقوة الناعمة والخشنة في آن واحد.

إن إحياء ذكرى الجلاء ليس مُجَـرّد محطة تاريخية، بل هو موعد قد يتحول إلى انفجار شعبي يعيد رسم المعادلة من جديد، ويغير مسار الأزمة بأكملها.

فالغضب يتراكم، والاحتقان بلغ مرحلةً حرجة، وأي تأخير إضافي قد يفتح الباب أمام مرحلة لا يستطيع أحد التكهن بنتائجها.

الشعوب لن تتنازل.. والتاريخ لا يرحم

يقول التاريخ العربي شيئًا واحدًا بوضوح: حين تُختطَف القرارات، تنتفض الشعوب.. وحين تُباع القضايا، تتغير الموازين.

إن السياسات التي تُصاغ اليوم بعيدًا عن الشارع، وبعيدًا عن قيم الأُمَّــة، وبعيدًا عن مصالح المنطقة، تحمل بذور أزمة مقبلة.

وإن غضب الشعوب، مهما تأخر، سيجد طريقه إلى السطح.

فمن يراهن على أن المال يستطيع شراء الشرعية، أَو أن التحالفات الخارجية تستطيع كبح الإرادَة الشعبيّة، ينسى أن المنطقة عرفت على مر تاريخها كيف تُسقط المشاريع المفروضة عليها، مهما بدت قوية أَو محمية.

تغطيات