• العنوان:
    رسالة الشيخ نعيم المدوّية
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    بعد كُـلّ ما تداوله الخصمُ قبل الصديق حولَ تعافي حزب الله وإعادة تنظيم صفوفه وبنيته العسكرية، بدا واضحًا أن المقاومة ما تزالُ تمتلك قَدْرًا مؤثرًا من القوة، وأن ما يُشاع عن وصول أسلحة نوعية إلى أيدي مجاهديها يعزز قلق المؤسّسة الإسرائيلية.. فالحزب، كما يكرّر نائبُ الأمين العام الشيخ نعيم قاسم، في مرحلة تعافٍ مُستمرٍّ، ولم يصدر عنه ما ينفي ذلك أَو يحدّ منه، الأمر الذي يفاقم حالة الغموض لدى العدوّ، ويجعله يتخبط في تقدير حجم قدرات المقاومة وحدودها.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

هذا الغموض يراكم لدى الجانب الإسرائيلي هواجسَ حقيقية تمنعُه من استعادة الاستقرار لمستوطنيه أَو إعادة الحياة إلى الشمال المحتلّ.

وفي خطابه الأخير، أطلق سماحة الشيخ نعيم قاسم كلمات نارية، وصف فيها اغتيال القائد الجهادي الكبير السيد هيثم علي (أبو علي الطبطبائي) ورفاقه الشهداء، بأنه "اعتداء سافر وجريمة موصوفة"، مؤكّـدًا أن هذا العدوان يمنح المقاومة حق الرد، وأن توقيته ستحدّده القيادة في اللحظة التي تراها مناسبة.

هذا الإعلان لا يتوجّـه إلى الخارج وحدَه، بل يحملُ رسالةً داخليةً عميقة: لقد التزمت المقاومة طوال الأشهر الماضية بإعطاء الدولة الفرصة الكاملة لاحتواء الوضع ومنع الانزلاق نحو الحرب، غير أن الدولة عجزت، بينما العدوّ يتمادى ويغتال ويعتدي دون توقف.

الآن، يجد الإسرائيليَّ نفسَه بين انتظار ردٍ مقبل لا يعرف زمانه ولا شكله - وهو الغموض الذي يتقنه حزب الله ويستخدمه في إدارة الصراع - وبين ممارسة ضغوط يائسة حاول فرضها.

إلا أن خطاب الشيخ أوصل إلى الاحتلال رسالة حاسمة: هذه الضغوط فاشلة ولن تثمر إلا مزيدًا من الخيبة، دون أن تقترب قيد أنملة من تحقيق وهم "سحق حزب الله".

وفي هذا السياق، يبدو أن رهانات (إسرائيل) على "بنك أهدافها" لا تغير من الحقيقة شيئًا.

فاحتمالات الحرب، مهما اتسعت، لن تتمكّن من القضاء على سلاح حزب الله ولا على بنيته القتالية، بل قد تدفع المنطقة نحو نتائج لا قدرة لـكَيان الاحتلال على تحمل تبعاتها.

تغطيات