ففي ساحة الرسول الأعظم المركزية بمدينة إب رفع المشاركون من مديريات المربع الأوسط، والشرقي، والجنوبي، ومديريات القفر-والمخادر-وحبيش-والعدين الأعلام الوطنية والشعارات التي تؤكد التمسك بخيار التحرير والرفض لأي شكل من أشكال الوصاية، بمشاركة عدد من أعضاء مجلسي النواب والشورى، ووكلاء المحافظة، ومسؤول التعبئة.

وانطلقت الحشود من مختلف مديريات المربع الأوسط والشرقي والجنوبي، ومديريات القفر والمخادر وحبيش والعدين، نحو ساحة الرسول الأعظم بمدينة إب، رافعة الأعلام الوطنية واللافتات التي تؤكد التمسك بخيار التحرير ورفض الوصاية.

وأكد المشاركون أن إحياء ذكرى الجلاء هو استحضار لقيم التضحية والفداء التي حملها رواد النضال الوطني ضد المحتل البريطاني، مشيرين إلى أن حضورهم اليوم يعكس الوفاء لتضحيات الأجداد وتجديد العهد بالسير على ذات النهج حتى التحرير الكامل.

وأوضح المشاركون أن المسيرات تمثل رسالة واضحة بأن إرادة الشعب اليمني ثابتة لا تتزعزع، وأن السيادة الوطنية ليست موضع مساومة، مؤكدين أن التحرير خيار راسخ وأن المحتل إلى زوال مهما طال الزمن.

وثمّن المشاركون مواقف القيادة الثورية والسياسية والقوات المسلحة، معتبرين أن دعمها لغزة ولبنان موقف مبدئي يعكس التزام اليمن الثابت بنصرة الشعبين الفلسطيني واللبناني، وقضيتهما العادلة، مؤكدين جاهزيتهم الكاملة لمواجهة أي تصعيد صهيوني أو أمريكي، والدفاع عن الشعب الفلسطيني حتى قيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

ولفتوا إلى أن محافظة إب أثبتت عبر حضورها الجماهيري اليوم عمق الوعي والمسؤولية الوطنية، مشيرين إلى أن حماية الأرض والدفاع عن الكرامة وقضايا الأمة واجب مشترك يتجدد في هذه المناسبة.

وفي السياق شهدت مديريات يريم والرضمة والنادرة والسدة وحزم العدين وفرع العدين ومذيخرة مسيرات مماثلة أكدت أن ذكرى الجلاء ليست مجرد حدث تاريخي، بل محطة لتعزيز الوعي الوطني وترسيخ قناعة راسخة بأن الحرية تُنتزع ولا تُمنح.

وأشار المشاركون إلى أن الزخم الجماهيري الكبير يعكس رفضًا شعبيًا واضحًا لكل أشكال الاستهداف، مؤكدين أن اليمنيين أثبتوا قدرتهم عبر التاريخ على مواجهة التحديات وصناعة مستقبلهم بإرادتهم الحرة.

 كما حيّوا المواقف الوطنية للسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، يحفظه الله- مؤكدين أن حكمته وشجاعته تمثل ركيزة صلبة في الدفاع عن الوطن وقضايا الأمة.

وحذّر المشاركون من خطورة الخونة الذين يتعاملون مع الأعداء، داعين إلى تعزيز اليقظة والتعاون مع الأجهزة الأمنية لملاحقة المتخابرين وتشديد العقوبات عليهم، ليكونوا عبرة لغيرهم.

وصدر عن المسيرات بيانٌ أكد استمرار الشعب اليمني في حمل راية الإسلام والجهاد، وفي استلهام القيم القرآنية الأصيلة التي عبّر عنها الرسول صلى الله عليه وآله بقوله: “الإيمان يمان والحكمة يمانية”، مشدداً على الجهوزية العالية للجولة القادمة من المواجهة مع الأعداء وأدواتهم على كل المستويات، دون تراجع عن نصرة فلسطين ولبنان وكل الشعوب المظلومة.

وقدّم البيان التهاني لسيد القائد وللرئيس المشاط ولكافة أبناء الشعب اليمني، مؤكداً أن ذكرى الجلاء تعيد للأذهان بطولات الثوار الاحرار الذين أجبروا المحتل البريطاني على الرحيل، وأن هذا الدرس يؤكد أن الزوال هو النهاية الحتمية لكل محتل قديم أو جديد، بل يكشف أيضًا خيبة وخسارة أولئك الذين خانوا الله ورسوله وشعبهم وساعدوا المحتل في تمرير مخططاته.

ودعاالبيان الشعوب المظلومة لاستلهام روح المقاومة والثبات، مؤكداً أن الإرادة والتوكل على الله وتماسك الصف تصنع الانتصارات، وأن اليمن ماضٍ في طريق التحرير حتى تحقيق الاستقلال الكامل وصون السيادة الوطنية.