• العنوان:
    نداء من تحت الأنقاض.. مأساة غزة المستمرة ومعاناة الأسرى بعد الإفراج
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    المسيرة نت| عبدالقوي السباعي: في ظل عدوان وإجرامٍ صهيوني بدعمٍ أمريكي وصمتٍ عربي وعجزٍ أممي، تتردد أصداء معاناة لا تنتهي في قطاع غزة المنكوب، حيث تتشابك خيوط الألم بين أسوار السجون ومعسكرات النزوح، والتي تكشف عن حكاية شعب يواجه كارثة إنسانية متعمدة، لا تتوقف فصولها عند هدنة عابرة، وإنّما تستمر لتطال كل جانب من جوانب الحياة.
  • كلمات مفتاحية:

وبينما تتلقى عائلات الأسرى المحررين أبناءها بأفراح ممزوجة بالخوف، يظل مصير آلاف المدنيين في القطاع معلقاً بين قصف مستمر، وواقع معيشي يتهاوى تحت وطأة البرد والجوع والمرض، في هذا تقرير يكشف تفاصيل هذه المأساة المركبة، حيث تبقى الإنسانية هي الضحية الأكبر.

حيث تتفاقم الأوضاع الإنسانية والمعيشية في قطاع غزة بشكل متسارع، في ظل استمرار الخروقات الصهيونية الميدانية، والأزمة الاقتصادية والصحية الطاحنة التي خلفتها العمليات العسكرية، ويشمل هذا التدهور أوضاع الأسرى الفلسطينيين، الذين يواجهون ظروفًا صعبة حتى بعد الإفراج عنهم.

وتُشير التقارير إلى أنّ المشهد الميداني لم يختلف جوهريًا منذ بداية وقف إطلاق النار، حيث يسود استمرار للخروقات الصهيونية، التي تتراوح بين ارتفاع وانخفاض في وتيرة التصعيد، لكن الثابت هو استمرار هذه الخروقات.

لم يتوقف سماع دوي الانفجارات وإطلاق النار من آليات العدوّ الصهيونية في مناطق مختلفة من القطاع، بما في ذلك شمال القطاع والمناطق الشرقية والجنوبية؛ إذ تشير المعطيات إلى أنّ منطقة رفح بصورة كاملة –من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها– باتت تحت السيطرة الصهيونية الكاملة ومُدمَّرة بالكامل، ولم يسمح الاحتلال لأيّ من سكانها بالعودة إليها بعد سيطرته عليها منذ أكثر من عام ونصف.

وتشهد هذه المناطق خروقات مستمرة تتضمن القصف الجوي، وتدمير ما تبقى من المنازل، وإعادة تشكيل هذه المناطق وفقًا لما يسمى "الرؤية الأمنية الإسرائيلية"، ولوحظ استمرار استهداف الفلسطينيين وقتل وإصابة عدد منهم حتى في خارج ما يسمى "الخط الأصفر" المنطقة العازلة.

وشهدت المناطق الشرقية لخان يونس وشرق مدينة غزة، تغييرات جوهرية في خط الحدودي للخط الأصفر؛ مما أدى إلى مصادرة مزيد من أراضي الفلسطينيين، وتوسيع هذه المنطقة، وإجبار من عاد من السكان للنزوح مجددًا إلى جهات مجهولة.

وفي ظل هذا المشهد الميداني، تستمر المعاناة الإنسانية التي وصلت إلى مستويات كارثية، خاصة مع دخول فصل الشتاء، إذ طرق فصل الشتاء أبواب خيام النازحين بقسوة، حيث كشفت الأمطار والعواصف الجوية التي شهدها القطاع لساعات محدودة عن نتائج كارثية.

ولم يتمكن النازحون حتى الآن من معالجة آثار هذه الكارثة؛ إذ أنّ الجزء الأكبر منهم لم يحصل على خيام جديدة، أو أغطية شتوية، أو مساعدات إنسانية كافية؛ نتيجة استمرار الإجراءات الصهيونية المقيدة.

وانعكاسًا للعجز؛ تحذّر المنظمات والهيئات الأممية من خطورة الأوضاع الصحية، خاصة على الأطفال الذين باتوا معرضين للإصابة بكل أمراض فصل الشتاء نتيجة الأزمة الإنسانية وتدهور الواقع المعيشي.

ولا يزال الواقع المعيشي على الصعيد الاقتصادي في أسوأ أحواله، وعلى الرغم من دخول بعض البضائع للقطاع التجاري، لم تنجح عجلة الاقتصاد المحلي بالدوران بالشكل المطلوب، ويُعزى ذلك إلى الأزمة الاقتصادية التي خلفتها الحرب منذ أكثر من عامين، والتي لا تزال فصولها ونتائجها مستمرة ومتواصلة بفعل إجراءات الاحتلال المستمرة في القطاع.

وبات المشاهد في كل خيمة تهتز تحت وطأة الرياح الباردة، وفي كل عين طفل تحدق في سقف مثقوب، تتجسد صرخة إنسانية عاجلة، وقصص أسرى يعودون لواقع لا يرحم، وعائلات تبحث عن الأمان تحت ركام مدنها.

هذه الكارثة الإنسانية تتطلب تحركًا عالميًا يتجاوز حدود الإدانة إلى الفعل الحقيقي لإنقاذ الأرواح وإعادة بناء ما دمره القصف، وإلا ستبقى وصمة عار على جبين المجتمع الدولي، ونداء مستمر من تحت الأنقاض يطالب بالحرية والعدل والحياة الكريمة.


خطابات القائد