• العنوان:
    بيضون: عام من الخروقات يكشف مخطط أمريكي صهيوني يستهدف لبنان ويتلاعب بترسيم الحدود
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    خاص | المسيرة نت: أوضح أستاذ العلاقات الدولية الدكتور علي بيضون، أنّ ما يجري من انتهاكات متواصلة على الحدود اللبنانية من قبل كيان العدو الصهيوني يشير بوضوح إلى وجود مخطط مشترك بين الأمريكي والصهيوني يستهدف لبنان، مؤكداً أنّ نمط الخروقات الحالية يعكس توجهاً عدوانياً مستفزاً يتجاوز حدود الانتهاكات التقليدية.
  • كلمات مفتاحية:

وفي حديثه لقناة المسيرة، صباح اليوم، أشار بيضون إلى أنّ مرور عام على اتفاق وقف العدوان لبنان الذي أعلن في 27 نوفمبر 2024م، يكشف أنّ كيان العدو الصهيوني لم يلتزم منذ اليوم الأول بأي من بنود الاتفاق، خصوصاً القرار الدولي 1701، مؤكداً أن العدو أخرج إلى العلن اتفاقاً ضمنياً بينه وبين الولايات المتحدة يقوم على إطلاق يده داخل لبنان في العمليات العدوانية والغارات الجوية والاغتيالات.

ولفت إلى أنّ تقارير الآليات الدولية، ولا سيما اليونيفل، سجّلت أكثر من سبعة آلاف ومئتي خرق جوي وبحري وبري نفّذها كيان العدو الصهيوني ضد لبنان في وقت لم يخرق فيه لبنان الاتفاق، ورغم ذلك يواصل العدو ادعاءاته بأن لبنان يخلّ بالتفاهمات، في محاولة لتبرير اعتداءاته تحت ذريعة "الدفاع عن النفس"، بينما يُمنع على لبنان – وفق منطق العدو – أن يمارس حقه في الدفاع.

وقال: " أنّ العدو لم ينسحب كما هو مطلوب وفق المواد 11 و12 و13 من الاتفاق، سواء لجهة انتشار الجيش اللبناني أو الانسحاب من المناطق التي احتلها، بما فيها النقاط الخمس، وصولاً إلى ملف الأسرى وغيرها من البنود التي تجاهلها كيان العدو الصهيوني بالكامل.

ولفت إلى أنّ الضوء الأخضر الأمريكي لاعتداءات العدو كان واضحاً طوال العام، حيث اعترف قادة العدو أنهم كانوا يحصلون على موافقة أمريكية مسبقة قبل تنفيذ أي عملية اغتيال أو عدوان موسّع، ما يؤكد أن واشنطن ليست وسيطاً نزيهاً أو محايداً رغم إرسال مبعوثيها من أمثال توماس نيدز أو مورغان أورتيغوس الذين تعاطوا مع لبنان بمنطق صهيوني بحت.

ونوه إلى أن مواقف المسؤولين الأمريكيين تنسجم بالكامل مع توجهات كيان العدو الصهيوني في استمرار العدوان والاغتيالات والحصار على لبنان، معتبراً أن الضغط الأمريكي–الصهيوني المشترك شكّل مظلة سياسية لكل الخروقات المسجلة.

وفي سياق آخر، تطرق بيضون إلى تصريحات مجرم الحرب الصهيوني "كاتس" الذي لوّح بعمل عسكري ضد لبنان إن لم يتم التخلي عن سلاح المقاومة نهاية العام، مؤكداً أنّ ما جرّأه على هذه التصريحات هو اعتقاده بأن الظروف الجيوسياسية تميل حالياً لصالح الضغط على لبنان.

وأردف أن العدو يرى في الوقت الراهن فرصة للانقلاب على اتفاق ترسيم الحدود البحرية، خصوصاً في حقول القانة والبلوكات 8 و9 و10، بعد أن وافق عليه سابقاً تحت ضغط معادلات فرضتها المقاومة بين 2006 و2022، والتي أجبرته على الالتزام بالاتفاق آنذاك. واليوم، يحاول العدو إعادة الترسيم بالقوة، لأنّه يعتبر نفسه "مغبوناً" في الاتفاق السابق.

وأكد أنّ كيان العدو الصهيوني، وكعادته، لا يحترم الاتفاقات، بل يسعى إلى فرض إملاءات واستسلامات عندما يعتقد أن ميزان القوى يميل لصالحه، خصوصاً في ظل المتغيرات في الساحات الإقليمية، من الحرب في سوريا إلى الضغوط الاقتصادية على لبنان.

 وتابع أن زيارة وزير الخارجية المصري إلى بيروت تأتي في سياق يحمل رسائل متعددة، بينها رسائل تهديد نقلها سابقاً رئيس الاستخبارات المصرية، وتشير إلى أنّ لبنان قد يواجه حرباً جوية موسعة إن لم يخضع للضغوط المتعلقة بسلاح المقاومة، والعودة إلى مربع التدمير الذي يستهدفه كيان العدو الصهيوني.

ورأى أن هذه الرسائل قد تكون جزءاً من التهويل، لكن لا يمكن تجاهل خطورة العدو الذي يفاجئ عادة بقرارات عدوانية، لا سيما أن الضغوط السياسية فشلت في نزع سلاح المقاومة أو التأثير في قرارات الحكومة اللبنانية.

وحذّر من أنّ كيان العدو الصهيوني قد يكرر تهديداته بالهجوم لتوسيع الضربات بغطاء أمريكي، بهدف إحراج المقاومة واستنزافها، إلا أنّ أي حرب لا يستطيع العدو ضمان نتائجها أو تحديد مداها، خصوصاً إذا ما انخرط فيها اليمن وإيران والعراق إلى جانب لبنان، وفق ما تشير إليه المواقف السياسية الداعمة للمقاومة.

وشدد الدكتور علي بيضون على أنّ لبنان اليوم يقف أمام مرحلة حساسة، وأن كيان العدو الصهيوني يحاول استثمار اللحظة لتغيير المعادلات، لكن المقاومة ومحورها يمتلكان القدرة على إفشال هذا المسار كما حدث في المحطات السابقة.


خطابات القائد