-
العنوان:بين عشر المغفرة وخمس العدوان
-
المدة:00:00:00
-
الوصف:هلت عشر المغفرة على الصائمين المحتسبين ولكن أيادي المجرمين الضالين تأبى إلا أن تحط في عامها الخامس بالقتل والدمار على رؤوس الأبرياء
-
التصنيفات:مقالات
-
كلمات مفتاحية:
هلت عشر المغفرة على الصائمين المحتسبين ولكن أيادي المجرمين الضالين تأبى إلا أن تحط في عامها الخامس بالقتل والدمار على رؤوس الأبرياء فتهدم بيوتا وتمزق أجسادا وتنهب أعمارا وتقضي على حلم طفلة وطفل، وأمل شاب وشابة، وطمأنينة أم وأب وهدأة مسن ومسنة، تأخذ كل ذلك بعنف صواريخها وتباغتهم كعادتها الغادرة في ضحى يوم من أيام الشهر الكريم الذي لم تصم فيه طائرات العدوان قط عن شرب دمائنا ولا صامت عن أكل لحومنا بل استمرأت المجاهرة بإفطارها بأسرة كاملة أبادتها في أول عشر المغفرة من خامس رمضان تتعمد الإفطار فيه بنا.
وليست هذه أول جريمة إبادة جماعية لأسر كاملة تأتي الطائرة نافثة كل حقدها صواريخا وقنابل فتمحو من خارطة الحياة وجود عائلة لم تشكل أي خطر على نفط الخليج ولا حلمت بالاستيلاء عليه وربما لم تغادر حيها الصغير ولم تعرف بصفقة القرن ولا بخارطة أطماع تقودها في الظاهر دويلات النفط وتسيرها في الحقيقة وفي العمق أيادي الصهاينة والأمريكان.
كم جسد غض صغير ربما لم ينطق بعد بكلماته الأولى جاءه الصاروخ لينطق بآهته الأخيرة ويودع العالم وأطماعه ومؤامراته دون أن يدري عنها شيئا، ومع ذلك تقول قنوات المكر والبهتان إنها قضت على قيادي من الصف الأول، علما أن الصغير القتيل لم تكن سنواته القليلة قد هيأته لدخول الصف الأول الابتدائي حتى، وبعضهم كان يفترض أن يدخل المدرسة ولكن جبروت المعتدين حرمه من الصف الأول وقتله باسمه.
كم أم طايرت أشلاءها القنابل بعد أن طحنتها المعاناة وكدر عيشها هم إطعام صغارها بعد أن سرق المعتدون لقمة عيشها وقتلوا عائلها وحاربوا كل أسرة يمنية في اللقمة والمأوى ونجحوا بخبث في جر عائلات كانت مستورة إلى تقاريرهم عن المجاعة والفقر ليضعوها مجردة من الوجود الحي في خانة الأرقام الجامدة البليدة التي تتحدث عن أسوأ كارثة إنسانية في الوقت الراهن تعيشها الأسر اليمنية ويتباكى عليها العالم دونما حلول حقييقة لوقف كل هذا البؤس والعذاب الذي صنعه المعتدون وتاجروا به.
كم أب باغتته الغارة القاتلة وهو ما زال يحاول النوم الذي استعصى عليه وهو يفكر كيف يحمي صغاره ومن أين يجلب قوت يومهم وكيف يستر عريهم أو يوفر لهم أقل الاحتياجات التي صار الضروري منها في زمن العدوان ترفا لا يطيق الآباء الوصول إليه كما كانوا يفعلون قبل عاصفة الغدر والحقد التي أتت على كل فسحة أمل فقصفتها، وعلى كل مساحة حياة فأحرقتها.
كم إخوة وأخوات صغار كانوا يتقافزون فرحا رغم كل ما حولهم وينسون أهاليهم قسوة العدوان ويمدونهم بأمل العيش وبتجاوز الموت والفاقة أخرست الغارة المميتة ضحكاتهم وبددت أفراحهم وأنهت دونما سبب يفهمونه تلك الحياة التي لم يرق للمعتدين أن يروضها هؤلاء الأطفال وأن يلونوها بلون مغاير للون الدم الذي أراد المعتدون ألا يكون سواه لونا للحياة في اليمن. لكن اليمن وإن لم يفهم المعتدي الغبي أكبر منه وأجل وأبقى، وكل جريمة هي اكتمال إيمان لنا وتعاظم خطايا تنذر بمسيره إلى النقصان والزوال.
بعد أعوام خمسة جرب فيها العدو كل ما لديه من ترهيب وتقتيل وتدمير فاق فيها الشياطين أنفسهم وسجل تفوقا في خرق كل القيم والدوس على كل الشرائع والقوانين بعد هذا كله لم يحقق العدو تقدما على الأرض ولم ينتصر في أي جبهة إلا جبهة القتل والتخريب والحصار والتجويع أي أنه تفوق في جبهة الخزي والعار والخروج من الإنسانية تماما. وانتصر اليمن لنفسه وبنفسه فسجل اليمنيون بطولاتهم الاستثنائية وتماسكهم المنقطع النظير و بينوا قدرتهم الفذة على المواجهة والرد والردع وصبرهم الفولاذي على التجويع والحصار حتى جوعوا الجوع وحاصروا الحصار وكسروا كل إرادة للعدو وأفشلوا كل مؤامرة وردوا العاصفة عليه أعاصير وزلازلا وبراكين ومسيّرات تشفي صدور المؤمنين وتردي القتلة المعتدين.
إن جريمة الحادي عشر من رمضان لن تهز إيماننا بل سنسجلها في قائمة الثأر من العدو وستكون حافزا لذوي الضحايا ولكل أفراد الشعب في المضي في مواجهة شعارها الإيمان والحرية والكرامة والسيادة لعدو شعاره الشرك والقتل والتركيع والتجويع، ويأبى الله إلا أن يتم نوره ويأبى اليمنيون إلا أن يتبعوا النور الإلهي وينصروا الدين الحق كما نصروه أول مرة.
تغطية إخبارية | عن الذكرى 58 لعيد الجلاء 30 نوفمبر | مع أنس القاضي وعلي الكردي وأحمد العليي ومحفوظ ناصر 10-06-1447هـ 30-11-2025م
🔵 تغطية إخبارية | حول آخر التطورات والمستجدات سوريا و غزة والضفة الغربية و | مع وليد درويش و د. محمد هزيمة و عدنان الصباح و فارس احمد 08-06-1447هـ 28-11-2025م
تغطية إخبارية | حول آخر التطورات والمستجدات في غزة ولبنان | مع عمر عساف و طارق عبود و عمر معربوني 07-06-1447هـ 27-11-2025م
تغطية إخبارية | حول آخر التطورات والمستجدات في غزة والضفة الغربية و لبنان | مع د. وليد محمد علي و د. نزار نزال و صالح أبو عزة و العقيد أكرم كمال و د. محمد هزيمة 07-06-1447هـ 27-11-2025م
الحقيقة لاغير | عندما يحتفل العملاء بذكرى الاستقلال وثورة الرابع عشر من أكتوبر 11-06-1447هـ 01-12-2025م
الحقيقة لاغير | ذكرى الاستقلال عام ( ١٩٦٧م ) تفضح العملاء والخونة في العام ( ٢٠٢٥م) 09-06-1447هـ 29-11-2025م