• العنوان:
    فتنة ديسمبر: مشروع إسقاط اليمن من الداخل
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    خاص | هاني أحمد علي | المسيرة نت: لم تكن فتنة ديسمبر التي أطلق عفاش شراراتها في 2 ديسمبر من العام 2017، وليدة اللحظة، وإنما جاءت ضمن مشروع غربي بهدف اسقاط اليمن من الداخل وإعادة انتاج الخيانة، حيث لا تزال دول الاستكبار بقيادة أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني، تمارس كل أشكال التآمر والحرب القذرة على اليمن، مستندة إلى عملاء وخونة فقدوا أي انتماء وطني، وتحولوا إلى أدوات رخيصة تُحركها غرف استخبارات العدوان من الرياض وأبوظبي وتل أبيب وواشنطن.
  • كلمات مفتاحية:

منذ عشرة أعوام، لم يتوقف العدوان عن تنفيذ مخططاته الهادفة إلى تمزيق اليمن وتفتيت وحدته ونهب ثرواته، عبر مراحل متعددة، تبدأ بالقصف والتدمير وتصل إلى صناعة الفتن والانقلابات لإسقاط الجبهة الداخلية من الداخلـ وفي مقدمة تلك المؤامرات تأتي فتنة الثاني من ديسمبر 2017م، التي تُعد واحدة من أخطر المخططات التي استهدف بها العدو اليمن، محاولةً مدروسة لزرع حرب أهلية داخل العاصمة صنعاء وإعادة اليمن إلى مربع الفوضى والاستباحة، لكن حكمة السيد القائد العلم عبدالملك بدرالدين الحوثي، وثبات ووعي الشعب اليمني تم إحباط المؤامرة في ساعات، رغم الإعداد الهائل والدعم المكشوف الذي قدمته دول الاحتلال والعدوان الإمارات والسعودية بإشراف أمريكي مباشر.

كانت فتنة ديسمبر الحلقة الأخيرة في سلسلة طويلة من الخيانة التي انتهجها الخائن عفاش، بدء من إفساد مؤسسات الدولة، مروراً بتسليم القرار السيادي للأجنبي، وتدمير البنية السياسية والعسكرية لليمن، في إطار تحالفه المكشوف مع دول العدوان في 2015م، وانتهاءً بمحاولته الفاشلة لإسقاط صنعاء في الثاني من ديسمبر 2017م.

لقد حاول عفاش، بإيعاز من دويلة الاحتلال الإماراتي، أن يجعل من هذا اليوم نقطة تحول في مسار الحرب العدوانية والكونية على اليمن، إذ تم تجهيز الخلايا الأمنية، وتكديس الأسلحة داخل مسجد ما يسمى "الصالح" وتحويله إلى غرفة عمليات ومخزن للعتاد، في خطة تهدف إلى ضرب مؤسسات الدولة والسيطرة على مراكز حساسة في العاصمة، غير أن يقظة اللجان الشعبية، ومتابعتها الدقيقة للتحركات المشبوهة منذ فعالية 24 أغسطس، أفشلت السيناريو قبل أن يبدأ.

تشير الوثائق والشهادات إلى أن أبوظبي كانت اللاعب الأول في هندسة الفتنة، حيث حددت الثاني من ديسمبر موعدًا للانقلاب تماهيًا مع "عيدها الوطني"، إمعانًا في الغطرسة، وكأن اليمن محافظة جنوبية تابعة لها، حيث قدم الاحتلال الإماراتي المال والسلاح والتوجيه الإعلامي والاستخباراتي، إضافة إلى فتح قنوات اتصال لمقاتلي عفاش، في سياق خطة تضم ضباطًا أمريكيين وبريطانيين وسعوديين، تهدف إلى إسقاط العاصمة صنعاء وإحداث فوضى شاملة تُسهّل على العدو السيطرة على الساحل والموانئ ومنابع الثروات.

وتؤكد معلومات ميدانية أن الخائن طارق عفاش، الذراع العسكري للمخطط، أعلن ساعة الصفر قبل اكتمال الترتيبات، ما أدى إلى ارتباك في غرفة العمليات المدعومة إماراتيًا، وتسبب في انكشاف التحركات بسرعة، كما حاول الإعلام الإماراتي والسعودي الدفع بالمشهد عبر تضخيم الأحداث واعتبارها "انتفاضة شعبية"، لكن الواقع كان مختلفًا تمامًا، فقد كان مشروع انقلاب صريح يخدم الاحتلال.

لم يطل الأمر حتى تصدت اللجان الشعبية والمواطنون لما يجري، وتم إفشال الانقلاب خلال ساعات، لتكون النهاية من جنس العمل، حيث لقي عفاش مصرعه أثناء محاولته الهروب تحت حماية إماراتية فاشلة، بينما تشتت أدواته وفرّت خلاياه في مشهد يعكس سقوط المشروع كله من جذوره، وهكذا سقطت صفحة الخيانة التي ظلت تضرب اليمن لعقود، وبدأت مرحلة جديدة في مواجهة العدوان.

ومع ذلك، فإن أدوات العدوان لم تتوقف عند هذا السقوط، بل أعاد العدو تدوير الخونة ليواصلوا المهمة ذاتها بأسماء جديدة، وفي مقدمتهم اليوم الخائن طارق عفاش الذي تحول إلى أداة في يد الاحتلال الإماراتي تحت مسمى "قوات الساحل الغربي"، بالإضافة إلى الخائن رشاد العليمي الذي يدير حكومة فنادق بلا قرار، والمرتزق عيدروس الزبيدي الذي منح عدن والمحافظات الجنوبية والشرقية للاحتلال على طبق من ولاء أعمى، والخائن العرادة الذي فتح مأرب لتنهب السعودية ثرواتها النفطية والغازية.

اليوم، يعيد الأمريكي والبريطاني والصهيوني رسم المخطط نفسه بوسائل جديدة، عبر السيطرة على الموانئ والجزر بما فيها ميون وسقطرى، وإنشاء قواعد عسكرية تحت غطاء "التعاون الأمني"، وتحريك المرتزقة المحليين لتمزيق الجغرافيا اليمنية إلى كانتونات، بالإضافة إلى نهب النفط والغاز وتهريب العائدات بعيدًا عن متناول الشعب اليمني، والعمل على خلق بيئة صراع داخلي دائم عبر أدوات الخيانة.

لكن الشعب اليمني الذي أسقط مشروع فتنة ديسمبر، وأسقط قبله مشروع إسقاط صنعاء في 2014 بيد ما يسمى "القاعدة وداعش" والتنظيمات التكفيرية الاجرامية، وأسقط كل رهانات العدو في الساحل والحدود، لن يسمح بأن تتكرر المؤامرة مهما أعاد العدو تدوير أدواته.

لقد أصبحت فتنة ديسمبر درسًا وطنيًا عظيمًا رسّخ حقيقة أن اليمن لا يُهزم من الخارج إلا إذا طُعن من الداخل، وأن الخونة هم أخطر أدوات الاحتلال، ومع ذلك، أثبت الشعب أن وعيه أقوى من مؤامراتهم، وأن وحدة الجبهة الداخلية هي السد المنيع الذي يتحطم عليه كل مشروع صهيوأمريكي، وأن اليمن، الذي قبر الخيانة في ديسمبر 2017م، لن يسمح بإحيائها مرة أخرى، وسيظل الدرع الذي يتحطم أمامه كل محتل وغازٍ مهما اشتد حقد العدو وتصاعدت المؤامرات.

تغطيات