• العنوان:
    زلزال نوفمبر.. للشاعر محمد أحمد الشامي
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
  • التصنيفات:
    ثقافة
  • كلمات مفتاحية:

 أرأيتَ في نوفمبر الزلزالا

كمْ هـدَّ أوديةً، ودكَّ جبالا

 ومضت تدحرج من مفاصلها الحشا

وتبثُّ في شاشاتنا الأهوالا

 الأرض غاضبةٌ.. تصيح بشدّةٍ

البغيُ في بعض الثرى ما زالا

 بين انخفاضٍ وارتفاعٍ ترتمي

أردان من هم زخرفوا الأشكالا

 أمنجِّمٌ ..؟ بل أحرفي يهمسْنَ في

أعماق مَن يهوى بها الترحالا

 طفلاً تعشَّقها وما عشِقت لهُ

واليوم تعشق عندهُ الأطفالا

وبحبِّهنَّ أدار أسراراً هنا

وهنا بإصبعهِ أزاح محالا

 

أسمعتَ صفَّاراتِ إنذار الردى

تشتقُّ جمجمةَ السراب ضلالا؟!

 

كلّا، ولا أيضاً أنا شاهدتُها

أسكتُّ من إرعادها الموَّالا

 

 وحوادثٌ تفني قرىً ومدائناً

  تبني بأفئدة الزوالِ زوالا

 

 ومن النواة ستنثني نوويّةً

  وعلى الغلاف ستحظر التجوالا

 ما أعلنتْ عن سرِّ هدْيِ ختامِها

  بدءَ النموِّ لتشهدَ الدجَّالا

 

  الأرض تعطس والسماء تجيبُها

  بشواظِ أسلحة الجحيم سجالا

 

والكلُ يحرس بالجحيم مجالهُ

 بئس المجال إذا استزاد مجالا

 

 وترى براكين السماء مثارةً

  وتشمُّ من زفراتها الأقوالا

 

 للأرض ثرثرةٌ، أأنتَ سمعتَها؟!

  لمّا تقيَّأَ بطنُها الأثقالا!

 

 محمومةٌ ذرّاتُها إذ تغتلي

  لتعيدَ أشباه الرجال رجالا

 

وترى الحلال بها حراماً بينما

 يغدو بعينيها الحرام حلالا

 

 بنفاق أنظمةٍ مُصهْينة الرؤى

  صارت لموساد الردى أذيالا

 

هَذِي الأخادِيدُ الَّتِي قَدْ سُعِّرَتْ

لَمْ تُبْقِ مِنْ صَبْرِ الحَلِيمِ ذُبَالا

نَطَقَ "الدَّنَاكِلُ" حِينَ مَاجَ بِجَوْفِهِ

لِيَصُوغَ مِنْ لَهَبِ اليَقِينِ مَقَالا

يا أَيُّهَا البُركَانُ خَبِّرْ جَمْعَهُمْ

مَهْمَا عَلَوْا لَنْ يَبْلُغُوا المُتَعَالَى

خَافُوا حِميمَ الأَرْضِ حِينَ تَنَفَّسَتْ

وَتَجَاهَلُوا مَنْ قَدَّرَ الآجَالا

ظَنُّوهُ غَيْظَ طَبِيعَةٍ لَكِنَّهُ

وَعْدٌ يَشُقُّ لِنَصْرِنا أَقْفَالا

سَتَخُطُّ بِالنَّارِ المُقَدَّسِ رَسْمَهَا

وَتُغَيِّرُ التَّارِيخَ وَالأَحْوَالا

فَالأَرْضُ لَيْسَتْ مَوْطِناً لِعُتَاتِهِمْ

بَلْ تَلْفِظُ الأَدْنَاسَ وَالأَنْذَالا

 


تغطيات