-
العنوان:عيد الجلاء يتجدد وحضرموت تواجه مخطّطات الهيمنة
-
المدة:00:00:00
-
الوصف:في مرحلة تتكاثر فيها مشاريع الهيمنة وتتصاعدُ فيها محاولات إخضاع المنطقة لسطوة الدول الكبرى، يبرز الموقف اليمني بوصفه واحدًا من أكثر المواقف وضوحًا وثباتًا في وجه السياسات الأمريكية والإسرائيلية، وسياسات النظامَينِ السعوديّ والإماراتي وكل من عاونهم.. هذا الموقف لم يُبْنَ على شعارات عابرة، بل على قراءة واعية لطبيعة الصراع، وعلى إدراك عميق بأن اليمن اليوم يقف في خندق يلامس هُويته وكرامته وسيادته.
-
التصنيفات:مقالات
-
كلمات مفتاحية:
لقد حاولت قوى النفوذ أن تفرض على اليمنيين واقعًا مفصّلًا على مقاس مصالحها، غير أن اليمنيين أثبتوا أن وعيَ الشعوب أقوى من كُـلّ محاولات الالتفاف، وأن شراء الولاءات أَو صناعة وكلاءَ لن ينجح أمام شعب قدّم من التضحيات ما يكفي ليعرفَ طريقَه.
ويمتدُّ هذا الثباتُ إلى البُعد
الحضاري والأخلاقي في الوعي اليمني؛ إذ يجدُ اليمنيون في تمسُّكهم بأعلام الهدى من
آل البيت عليهم السلام امتدادًا لقيم العدل والكرامة ورفض الانكسار.
وفي هذا السياق التاريخي، خرج اليومَ
الشعبُ اليمني في ميدان السبعين وكل ميادين المحافظات الحُرَّة، في مشهد مليوني مهيب
ليحيي ذكرى 30 نوفمبر، يوم الجلاء، يوم خروج آخر جندي بريطاني من اليمن.
هذا الخروج الشعبي لم يكن مُجَـرّد احتفال
مناسباتي، بل رسالة واضحة بأن اليمني الذي طرد المحتلّ بالأمس قادر على مواجهة أي وصاية
جديدة اليوم، وأن روح التحرّر التي صنعت ذلك النصر لا تزال حاضرة، تتجدد كلما حاول
محتلّ جديد أن يفرض نفسه على أرض اليمن أَو على قرار شعبه.
وفي الوقت الذي يحتشد فيه ملايين
اليمنيين احتفالا بيوم الاستقلال وطرد آخر جندي بريطاني من اليمن، تسعى اليوم
ميليشيات الاحتلال الإماراتي والسعوديّ في حضرموت إلى تكرار سيناريوهات الهيمنة
والسيطرة ونهب الثروات.
فالمحتلّ الذي خرج من اليمن قبل عقود،
يحاول بنسخ جديدة أن يعود بثيابٍ مختلفة.
تشهد محافظة حضرموت تسابقًا واضحًا بين
القوى الداعمة للاحتلال على بسط النفوذ والسيطرة على مناطق النفط والغاز، في
محاولات مكثّـفة لفرض واقع استعماري جديد يهدف إلى تدمير المحافظة وتفتيت نسيجها
الاجتماعي، ودفع أبناء حضرموت للدخول في صراعات داخلية تخدم تلك القوى، وتسهّل
عليها نهب الثروات تحت غطاء الفوضى والانقسام.
وما يجري في حضرموت اليوم ليس صراعًا
محليًّا كما تحاول تلك الأطراف تصويره، إنما هو جزء من مخطّط يشارك فيه المحتلّ الإماراتي
والسعوديّ والأمريكي لجَرِّ المحافظة إلى حروب داخلية تستنزف أبناءها وتُشغل
اليمنيين عن حقوقهم وثرواتهم.
وفي اللحظة
التي يحتفلُ فيها الشعب اليمني بذكرى طرد المحتلّ البريطاني، يتسابق المرتزِقةُ
لخدمةِ المحتلّ الجديد، كأن التاريخَ يعيد نفسَه لكن بوجوه وأعلام مختلفة.
لقد أثبتت السنوات الماضية أن هذا
الشعبَ لا يفرّط في وطنه، ولا يتنازل عن دينه، ولا يخون علمه، ولا يترك قائده مهما
اشتدت التضحيات.
والولاء لقيادة
ميدانية وشعبيّة مثل السيد القائد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي حفظه الله ليس
ولاءً لشخص بقدر ما هو ولاءٌ لمشروعٍ مقاوِم أثبت صلابته في أصعب الظروف.
وعلى خلاف تجارب شعوب أُخرى تراجعت
أمام التحديات، رفض اليمنيون تكرار نموذج الاستسلام الذي قال فيه بنو (إسرائيل) لموسى
عليه السلام: “اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون”.
فقد أعلن اليمنيون موقفًا نقيضًا
ومشرقًا، ليقولوا لقائدهم السيد القائد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي حفظه الله:
“اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكم”، مؤكّـدين أن المعركة معركة شعب وليست معركة قائد،
وأن المسؤولية مشتركة لا يتهرب منها أحد.
ومع تصاعد التوترات الإقليمية، تكشّف
للجميع أن المراهنة على كسر إرادَة اليمنيين لم يكن فقط خطأً سياسيًّا، بل سوء
تقدير لطبيعة مجتمع يعرف قيمة العزة.
فكلما زادت الضغوط، زاد التماسك
الداخلي، وكلما توسع التدخل الخارجي، اتسعت دائرة الوعي الشعبي بخطورة الارتهان.
واليوم بات اليمن رقمًا صعبًا في
حسابات المنطقة، لا يُتجاوز ولا يُتعامل معه بمنطقِ الوصاية الذي كان سائدًا في
العقود السابقة.
إن الخطاب اليمني الرافض للهيمنة
الخارجية هو خطاب رؤية ومسؤولية، لا خطاب احتجاج.
رؤيةٌ تؤكّـد أن السيادةَ لا تُمنح، بل
تُنتزع، وأن الشعوبَ التي تتمسك بمبادئها قادرةٌ على تغيير مسار التاريخ.
وبذلك يتأكّـد أن اليمنيين ليسوا فقط
في موقع الدفاع عن أرضهم، بل في موقعِ الدفاع عن مستقبلهم ومستقبل المنطقة، وأنهم
مستعدون ليكونوا في الصفوف الأولى، لا يتهرَّبون من الموقف ولا يتراجعون عن
الكرامة.
فهذه المواقف لا تصنعها الصدفة، بل يصنعها تاريخ طويل من الإيمان والعزة والثبات.
تغطية إخبارية | عن الذكرى 58 لعيد الجلاء 30 نوفمبر | مع أنس القاضي وعلي الكردي وأحمد العليي ومحفوظ ناصر 10-06-1447هـ 30-11-2025م
🔵 تغطية إخبارية | حول آخر التطورات والمستجدات سوريا و غزة والضفة الغربية و | مع وليد درويش و د. محمد هزيمة و عدنان الصباح و فارس احمد 08-06-1447هـ 28-11-2025م
تغطية إخبارية | حول آخر التطورات والمستجدات في غزة ولبنان | مع عمر عساف و طارق عبود و عمر معربوني 07-06-1447هـ 27-11-2025م
تغطية إخبارية | حول آخر التطورات والمستجدات في غزة والضفة الغربية و لبنان | مع د. وليد محمد علي و د. نزار نزال و صالح أبو عزة و العقيد أكرم كمال و د. محمد هزيمة 07-06-1447هـ 27-11-2025م
الحقيقة لاغير | عندما يحتفل العملاء بذكرى الاستقلال وثورة الرابع عشر من أكتوبر 11-06-1447هـ 01-12-2025م
الحقيقة لاغير | ذكرى الاستقلال عام ( ١٩٦٧م ) تفضح العملاء والخونة في العام ( ٢٠٢٥م) 09-06-1447هـ 29-11-2025م